البث المباشر

مديحة صاحب بن عباد للامام علي (ع)

الأحد 1 ديسمبر 2019 - 07:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 28

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وأزكى الصلوات والتسليمات على خير النبيين المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله. معكم على بركة الله في حلقة اخرى من برنامج مدائح الأنوار إخترنا لكم فيها إحدى القصائد الغّراء في مدح وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبي الائمة من الذرية المحمدية الامام علي (عليه السّلام).
القصيدة من إنشاء الصاحب بن عبّاد، وهو ابو القاسم اسماعيل الطالقاني الوزير المشهور وصفه مترجموه بأنه كان من نوادر الدّهر علماً وفضلاً وتدبيراً وجودة رأي، له كتاب المحيط في اللغة وكتاب الوزراء وكذلك كتاب عنوان المعارف وذكر الخلائف وغيرها.
توفي (رضوان الله عليه) سنة ۳۸٥ للهجرة وقبره مزار يؤمّه المؤمنون في مدينة اصفهان الايرانية
ولعلّ من أهمّ ما يميّز شعر الصاحب بن عبّاد بل وشخصيته عموماً هو أن صدق الولاء لمحمد وآله (عليهم السّلام) قد اقترن بصدق البراءة من اعدائهم، وهذا ما يتجلّى بوضوح في قصيدته التي نقرأها لكم في هذا اللقاء.

الشيب ينشر عمراً ثم يطويه

والدّهر يبعد همّاً ثم يدنيه

وصاحب العمر لم تفرق مفارقه

من البياض وإن لجّت عواديه

لي أربعون تملّيت الاشدّ بها

ولي اثنتان حليف لا أواليه

ولم أعجّ بأقراني إذا شهدوا

بياض شعري وأشك من تعدّيه

الحمد لله اذ كان المشيب على التوحيد

والعدل لا جبر وتشبيه

الحمد لله اذ كان المشيب على

دين التشيّع لا دين ينافيه

ولا أفضّل إلاّ من تفضّله

أفعاله وتزكّيه مساعيه

من كالوصّي علي عند سابقة

والقوم ما بين تضليل وتسفيه

من كالوصّي علي عند ملحمة

والسيف يأخذ من يهوى ويعطيه

من كالوصي علي عند مشكلة

وعلمه البحر قد فاضت نواحيه

من كالوصيّ عليّ عند مخمصة

قد جاء بالقوت ايثاراً لعافيه

فما يحاذر من جوع ولا عطش

والله يشبعه والله يرويه

باب المدينة لا تبغوا به بدلاً

لتدخلوها وخلّوا جانب التّيه

كفو البتول ولا كفو سواه لها

والأمر يكشفه أمر يوازيه

يا يوم بدر تجشّم ذكر موقفه

فالّلوح يحفظه والوحي يمليه

وانت يا أحد قل ما في الورى أحد

يطيق جحداً لما قد قلته فيه

براءة استرسلي للقول وانبسطي

فقد لبست جمالاً من تولّيه

وان رجعت الى يوم الغدير وكم

من مفخر فيه أحكيه وأرويه

وكان هارون موسى لو تبيّنه

من قد غدا النّصب دون الرّشد يعميه

ولو كتبت الذي حاز الوصيّ لما

كان البساط بساط الأرض يكفيه

لكنّني بيسير القول أنظمه

أسرّ من سرّ قومي من تولّيه

كما بلعني بني حرب وأسرتهم

أشجي وأرغم من أضحى يعاديه

يا سيدي يا أمير المؤمنين لقد

علقت منك بحبل لا أخلّيه

أصبحت مولاي لا أبغي بها بدلاً

أهدي له المدح مدحاً فاز مهديه

والله ما خفت من خطب ولا أمل

معلّق بك لم تحصل مراميه

يا آل أحمد لا تنفّك سائرة

فيكم تراوح طبعي أو تغاديه

تروم شرقاً وغرباً لا وقوف لها

كأنّها قدر والله مجريه

كم شاعر حربت اشعاره وكبت

إبّان ما قلت قد سارت قوافيه

متى نظمت ببيت في مديحكم

فالريح ترفعه والشمس ترويه

يقال شعر ابن عبّاد فيعبده

من يطلب الشعر يدري ما معانيه

يا سادتي من بني الزهراء قد وردت

هذه مديحة عبد في مواليه

لو قالها بين سكّان الجنان غداً

تباهت الحور لقط الدّرّ من فيه

هذه مديحة لمولى الموحدين الامام علي (عليه السّلام) من انشاء العالم الاديب الصاحب بن عّباد من أعلام المسلمين في القرن الهجري الرابع، الى لقاء آخر من برنامج مدائح الانوار نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة