البث المباشر

في اجتناب مالا يحبه الله

السبت 23 نوفمبر 2019 - 07:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- منا أهل البيت: الحلقة 29

السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، أزكى وأطيب التحيات يسرنا أن نهديها لكم ونحن نلتقيكم بفضل الله وتوفيقه في حلقة جديدة من هذا البرنامج، نتابع فيها البحث في الأحاديث الشريفة عن وسائل الفوز بشرف الصيرورة والكينونة والإنتماء الصادق لأهل بيت الكرامة المحمدية، بعد أن بشرتنا الأحاديث الشريفة بأن باب الإنتماء لهذا البيت الكريم مفتوح – بلطف الله – الى يوم القيامة.
أيها الأفاضل، من تلكم الوسائل التي هدتنا إليها الأحاديث الشريفة إجتناب كل ما لا يحبه الله تبارك وتعالى والإلتزام بمحاسبة النفس لحفظها في دائرة العمل بما يحبه الله سبحانه وبالتالي حفظ الإنتماء لأهل بيت الرحمة – عليهم السلام – والأحاديث الهادية الى هذه الوسيلة كثيرة نستنير ببعضها، فتابعونا على بركة الله.
نبدأ أيها الأحبة، بالحديث القدسي التالي المروي في كتاب الأصول الستة عشر عن أميرالمؤمنين امام علي – عليه السلام – قال: إن الله أوحى الى نبي في نبوته أخبر قومك انهم قد استخفوا بطاعتي فمن كان منهم محسنا فلا يتكل على إحسانه فانى لو ناصبته الحساب كان لي عليه ما أعذبه وإن كان منهم مسيئاً فلا يستسلم ولا يلقى بيديه الى التهلكة فإنه لن يتعاظمني ذنب أغفره إذا تاب منه صاحبه، وخبّر قومك أنه ليس من رجل ولا أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على ما أكره إلا كنت لهم على ما يكرهون فإن تحولوا عما أكره الى ما أحب تحولت لهم عما يكرهون الى ما يحبون وخبر قومك انه ليس من رجل ولا أهل بيت ولا أهل قرية يكونون على ما أحب إلا كنت لهم على ما يحبون فإن تحولوا عما أحب تحولت لهم عما يحبون وخبر قومك انه ليس مني من تكهن أو تكهن له أو سحر أو تسحر له وليس مني الا من أمن بي وتوكل علي.
ونقرأ في كتاب (السرائر) قول رسول الله – صلى الله عليه وآله -: "ليس منا من سحر أو سحر له، وليس منا من تكهن أو تكهن له، وليس منا من تطير أو تطير له".
فهذه الأمور مما يكرهها الله عزوجل لعباده لأنها تضعف الإيمان به والثقة بجميل صنعه وحسن تقديره عزوجل ولذلك يجتنبها من ينتمي لأهل بيت الإيمان الخالص.
روي في حديث شهادة الإمام علي – عليه السلام – قوله: "ما منا أهل البيت من يتطير ولا من يتطير به".
ومن مصاديق الأخذ بهذه الوسيلة الرضا بما قدره الله عزوجل لعباده مهما كان ظاهره لأنه عزوجل لا يحب لعباده إلا ما فيه صلاحهم وخيرهم جاء في كتاب (جامع السعادات) قول المولى محمد مهدي النراقي – رضوان الله عليه – وقد ورد: أن الإمام محمد بن علي الباقر – عليهما السلام – قال لجابر بن عبدالله الأنصاري وقد اكتنفته علل وأسقام، وغلبه ضعف الهرم: (كيف تجد حالك؟) قال: أنا في حال الفقر أحب إلي من الغنى، والمرض أحب إلي من الصحة، والموت أحب إلي من الحياة.
فقال الإمام (ع): "أما نحن أهل البيت فما يرد علينا من الله من الفقر والغنى والمرض والصحة والموت والحياة، فهو أحب إلينا", فقام جابر، وقبل بين عينيه، وقال: صدق رسول الله (ص) حيث قال لي: "يا جابر! ستدرك واحداً من أولادي اسمه اسمي، يبقر العلوم بقرا".
كما أن من مصاديق الأخذ بهذه الوسيلة إجتناب سلوكيات وأفكار الفرق الضالة نظير ما روجه فقهاء البلاطات الأموية والعباسية من أن الإيمان يكفي لدخول الجنة ولو لم يرافقه العمل الصالح وذلك تسويقاً لإنحرافات طواغيت تلك البلاطات الظالمة وقد أخبر رسول الله عن ذلك من قبل وتبرأ منه.
نقرأ في كتاب مناقب أميرالمؤمنين – عليه السلام – ما رواه محمد بن سليمان بسنده عن جابر الأنصاري – رضوان الله عليه – قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث من كن فيه فليس مني ولا أنا منه: من أبغض عليا ونصب حرباً لأهل بيتي ومن قال: الإيمان كلام بلا عمل".
وأخيراً فإن مما يعين على العمل بهذه الوسيلة وحفظ حركة المؤمن على الصراط المستقيم الذي يحب الله عزوجل لعباده الإستقامة عليه الإلتزام بمحاسبة النفس، وهذه من أهم سبل حفظ الإنتماء لأهل البيت – عليهم السلام – نقرأ في كتاب الكافي ما روي مسنداً عن أبي الحسن موسى الكاظم – صلوات الله عليه – أنه قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد الله وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه.
نشكركم مستمعينا الأفاضل على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم ودمتم بكل خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة