البث المباشر

الغدر والخيانة

الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 - 14:15 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الواقع: الحلقة 114

خبراء البرنامج: السيد جعفر فضل الله الباحث الاسلامي من لبنان والدكتورة كوكب العطار الباحثة الاجتماعية من العراق
بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا في كل مكان أسعد الله اوقاتكم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرحب بكم من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ونقدم لحضراتكم برنامج من الواقع. في حلقة اليوم اعزائي المستمعين سوف نتطرق الى واحدة من الحالات التي تؤثر بشكل مباشر على طبيعة العلاقات بين الأصدقاء او بين الأقرباء وهذا التأثير غالباً مايؤدي الى تهالك العلاقة وتفتتها مايعني نشوء توترات وأحياناً نزاعات تحتدم أحياناً كثيرة بين الصديقين او بين الأخوين ما يتسبب في مشاكل غير حميدة وغير لائقة لاتتناسب ومعنى الصداقة او معنى الأخوة، هذه الحالة اعزائي المستمعين هي حالة الخيانة والغدر. ولما لهذه الحالة من تداعيات وإنعكاسات اجتماعية خطيرة على طبيعة العلاقات على مستوى الأفراد فقد إرتئينا أن نلتقي بخبيري البرنامج سماحة السيد جعفر فضل الله الباحث الاسلامي من لبنان والأستاذة كوكب العطار الباحثة الاجتماعية من العراق لأجل تسليط الضوء أكثر وتحديد مواطن الخلل وأسباب التي أدت أن يكون فلاناً وفلاناً خائناً او غادراً وماهي سبل التعامل مع هذه الحالات؟ هذان اللقاءان سيأتيان بعد السماع الى قصة اليوم فكونوا معنا.
وفيق موظف يعمل منذ سنوات في احدى الدوائر الرسمية إلا أنه عجز عن مواكبة زملاءه بأن يتطور مثلهم وينال مناصب كمناصبهم التي تليق بهم. ظل وفيق على هذه الحال دون أن يكترث رغم تحفيزات وتشجيعات الزملاء له إلا في يوم عندما تم تعيين موظف جديد الذي بسببه حدث التغيير الذي طالما إنتظره الآخرون أن يصيب حال وفيق. دخل في يوم قاسم الموظف الجديد ولما بادر بالسلام ردّ عليه الموظفون بالتحية وعادوا لعملهم إلا وفيق الذي نهض من مكانه وسارع الخطى بإتجاه قاسم وصافحه ومدحه ورحب به كثيراً وقال له: انت موظف محبوب، انت موظف مجتهد الكل هنا يمتدحك، لاتتأخر في تأدية واجبك حتى المدير راض عنك وأتمنى أن تستمر معنا هنا الى الأبد.
شكر قاسم إطراءات زميله وفيق وردّ عليه بكل ادب وبكل تواضع: أنا مستعد لتقديم أية خدمة تطلبها مني فنحن هنا زملاء في دائرة واحدة وهذا يعني أننا يجب أن لانختلف في شيء وأن لانتخلى عن بعض وأن نقدم المعونة والمساعدة وتبادل الرأي مع بعض في أي شيء وفي أي وقت.
تهلل وجه وفيق وقال لقاسم: أرجو أن تكون عند كلامك ولاتتراجع عنه أبداً!
ردّ عليه قاسم وقال: أنا لا أجاملك ياوفيق فأنا مستعد لتقديم المعونة لك متى طلبتها. ومنذ الحوار الذي دار بين الاثنين راح وفيق يسأل قاسماً بين اللحظة والأخرى ويستعيد به ويطلب منه ويستشيره بل في بعض الأحيان راح يطلب منه أن يقوم بإنجاز عمله بدلاً عنه بحجة أنه بطيء في ذلك او أنه غير قادر على تنفيذ أوامر المدير بحذافيرها، بالمقابل لم يبخل قاسم في تقديم المعونة لوفيق ولم يتكاسب في توفير ما يحتاجه بإستمرار دون ملل ودون كلل.
في يوم طلب المدير من وفيق أن يقوم بإنجاز عمل وكالعادة كان العجز مرافقاً لوفيق لكنه هذه المرة أخفى عجزه وأعلن للمدير إستعداده لذلك، إندهش المدير بادئ الأمر لكنه قرر في نفسه أن يفسح المجال لوفيق وأن يعيطه فرصة جديدة لربما يتحسن حاله وتتحسن مواقفه في الدائرة. خرج وفيق من غرفة المدير متوجهاً بكل لهفة الى زميله قاسم ولما وصل اليه طلب منه كما في كل مرة أن يقوم بإنجاز عمله بشرط أن لايعرف المدير بذلك. لم يرفض قاسم طلب زميله ووعده بأن ينجز له ما طلب منه المدير في اليوم التالي أي بعد أن يتم عمله. لم يرق لوفيق تأجيل قاسم تنفيذ العمل ليوم غد فقد كان معتاداً أن يتم ذلك في نفس اليوم لكنه كان مجبراً على الإنتظار لأن لايفشل مرة اخرى بنظر المدير فإضطر وفيق أن ينتظر حتى يوم الغد.
بعد أن تقدم وفيق بعمله الى المدير سعد المدير كثيراً وتشجع هذه المرة أن يطلب منه إنجاز اعمال اخرى، وفي كل مرة راح وفيق يحقق نجاحاً تلو النجاح بنظر المدير فقط.
مستمعينا الكرام بعد أن تحسنت نظرة المدير تجاه وفيق وتبدل موقفه منه إستدعاه يوماً الى غرفته وقال له: إسمع ياوفيق بسبب خدمتك الطويلة لسنين في هذه الدائرة قررت ولكي أثبت لك حسن نيتي ورغبتي في أن تنال ما ناله زملاءك من الموظفين قررت أن أعينك مسؤولاً عن قسم التأمين في الدائرة!
فرح وفيق وبشر زملاءه بذلك متفاخراً بما حققه وبما انجزه من اعمال ساهمت في تغيير نظرة المدير تجاهه ما أدى في النهاية أن يكون مسؤولاً مثلهم. بمرور الأيام بدأ وفيق يغير من أسلوبه بالتعامل مع زميله صاحب الفضل في تقدمه وتطوره قاسم، فلو مرض على سبيل المثال لايسمح له أن يتمتع بإجازة مرضي، ولو طلب قاسم أن يتأخر قليلاً صباح اليوم التالي ايضاً كان يرفض وفيق الموافقة على التأخير بحجة ضرورة إتمام العمل بأسرع وقت متناسياً ما كان يقدمه له قاسم من مساعدات أيام كان عاجزاً عن تنفيذ أوامر المدير في إنجاز الأعمال او إتمام المعاملات. شيئاً فشيئاً بدأت العلاقة بين قاسم ووفيق تسوء، وذات يوم قال وفيق لقاسم: لقد طلبت منك مرتين أن تذهب الى تصوير الموقع ورفضت بحجة إنشغالك بأمور بيتك وهذا يدل على تماطلك وتباطئك في العمل وانك لست بموظف نشيط فأرجو أن تحسن من تصرفاتك وسلوكياتك فإلا فسوف أضطر الى أن أنقل هذه الصورة للمدير وحتماً سوف لايرضى عن ذلك.
حاول قاسم أن يغض الطرف عما قاله وفيق فهو في الحقيقة قد أصبح مديره المباشر وإلا سوف يحكم على بقاءه في الدائرة بالموت. لذلك حاول أن ينفذ كل ما يطلبه وفيق وأن لايتمسك برفضه ويستغله في غير صالحه.
في أحد الأيام طلب المدير من مسؤولي الأقسام أن يقدموا تقريراً وافياً وشرحاً كافياً عن إنجازات وأعمال كل قسم خلال سنة كاملة، وعند التقديم إنكشفت تقصيرات قسم مقابل إنجازات القسم الآخر وبطبيعة الحال فقد كان القسم الذي كان مسؤولاً عنه وفيق مقصراً في العديد من الحالات وفي العديد من الإنجازات، ولما طلب المدير تبربراً لذلك إنبرى وفيق ودون تردد ودون خجل بالقول: إن أحد أسباب تلكأ القسم في إكمال أعماله وإنجاز واجباته هو موظف واحد لاغير!!
ولما أراد المدير معرفة اسم هذا الموظف المقصر حسب زعم وفيق قال وفيق: إنه الموظف قاسم!! وفي هذه الحالة مستمعينا الكرام كان من الطبيعي أن يقرر المدير وبعد أن إستمع الى ما قاله مسؤول القسم وفيق أن يعاقب قاسماً ويحرمه من مكافئات هذا العام كلها.
بعد الذي جرى حاول قاسم أن يحسن صورته أمام المدير لكنه عجز هو الآخر عن توضيح الحقيقة ولما أصر على قولها إتهمه المدير بالتجاوز على مديره وبالتجاوز على معنى الزمالة والصداقة حيث أن وفيقاً صديق وأخ لقاسم قبل أن يصبح مسؤولاً عليه. رفض قاسم هذه الحالة وقرر أن يترك العمل لأنه شعر بمظلوميته ولمس الغدر والخيانة من قبل زميله وفيق الذي طالما قدم المساعدة له ومنحه فرصاً عديدة في سبيل تحسين نظرة المدير عنه.
بعد أن ترك قاسم العمل شاع الخبر بين الموظفين العارفين أساساً بما قدمه قاسم لزميلهم وفيق وراحوا يلومونه كثيراً، رفض وفيق الإذعان والإستماع الى الزملاء ولم يلبي طلبهم بإعادة قاسم الى عمله فقد غدر به وخانه. وفي اليوم التالي مباشرة وفي جلسة رؤساء الأقسام طلب المدير من وفيق إنجاز عمل جديد على ضوء ما كان يطلب منه في السابق، وهنا واجه وفيق نفس المشكلة التي كان يواجهها أيام كان قاسم موظفاً يعمل معه وبعد أن ألح المدير على أن يتم ذلك العمل في أسرع وقت ممكن وقف وفيق عاجزاً أمام المدير في تحقيق اوامره وإنكشفت الحقيقة وتبين للمدير أمر الموظف قاسم الكفوء وامر الموظف غير الكفوء فقد تسبب وفيق في إخراج زميله قاسم من العمل وهو الذي طالما ساعده ووقف بجانبه.
مستمعينا الكرام مازلتم تستمعون لبرنامج من الواقع يأتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. أيها الأحبة بعد أن استمعنا الى قصة هذه الحلقة توجهنا الى سماحة السيد جعفر فضل الله الباحث الاسلامي من لبنان لسؤاله عما جاء في الشرع الاسلامي عن ضرورة الإلتزام والوفاء بالعهد ورد الجميل عدم خيانة الصديق وعدم الغدر به وماهي نظرة الاسلام الى ذلك وماذا جاء في القرآن الكريم إزاءه؟ فلنستمع معاً
فضل الله: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وصلى الله على رسوله محمد وأله الطاهرين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين الله سبحانه وتعالى يقول "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ" (سورة النساء٥۸) والأمانة ليست فقط هي الأمانة المادية والتي إعتاد الناس أن يطلقوا عليها الأمانة وإنما أمانة الأسرار وأمانة العلاقة وأمانة الإطلاع على الخصوصيات وأمانة الصداقة حتى التي لابد أن تكون أساساً لتأكيد إمكانية العلاقة بين الصديق وصديقه وأن تكون أساساً للتزود من الإرتقاء الانساني والروحي في مثل هذه العلاقة لذلك لابد للانسان المؤمن أن يحرص دائماً على أن تبقى صداقاته وتبقى علاقاته مع الناس ترتكز الى القيم التي أرادها الله سبحانه وتعالى أن تحكم هذه العلاقات ومن ضمن هذه القيم الإخلاقية هي الأمانة فإذا إئتمني صديقي على سري فلاينبغي أن أفشي سره لشخص آخر او لمن لايحب إعتماداً على وحدة الحال بيني وبينه لأن هذه تمثل خيانة للأمانة. اذا كان هناك في مجلس كلام حول امور معينة ينبغي ايضاً أن لاأقول بذلك. اذا كنت انا صديقاً له وعشت علاقة الصداقة فلاينبغي أن أخونه أهله، في ماله، في ولده. عليّ أن اكون حريصاً في ذلك لأن الله تعالى يقول " إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا" وايضاً عندما نعيش مع قول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ" الصداقة ايضاً تمثل إلتزاماً بين الطرفين الصديق وصديقه، إلتزاماً لصدق الحديث، إلتزاماً لأداء الأمانة، إلتزاماً للوفاء بالوعد، إلتزاماً أن يقيل عثرته ويعفو عنه اذا أساء اليه ويلحظه النصيحة في كل شأن من شؤونه. كل هذه القيم تجعل العلاقة علاقة روحية وعلاقة ايمانية وعلاقة انسانية هي ايضاً نوع إلتزام بين الصديق وصديقه ولذلك الله تعالى يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ" وايضاً يقول "وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً"(سورة الإسراء۳٤) هذه الإلتزامات هي أمانة في أعناقنا والله يسألنا عنها يوم القيامة، يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وبعد أن إستمعنا الى ما قاله سماحة السيد جعفر فضل الله نتوجه الآن الى الدكتورة كوكب العطار الباحثة الاجتماعية من العراق لسؤالها عن التداعيات الاجتماعية التي يخلفها الصديق الخائن والغادر لصديقه وماذا يمكن أن تؤول اليه الأمور وماذا يمكن أن تشكله مسئلة الخيانة بين الأصدقاء سواء في محيط العمل او خارجه؟ فلنستمع معاً
العطار: بسم الله الرحمن الرحيم خلق الله سبحانه وتعالى الانسان بطبيعته اجتماعياً وذلك لكي تقوم الحياة بالمثل الطبيعي. الانسان بطبيعة الحال لايستطيع أن يحيا بدون علاقات اجتماعية سواء علاقات عائلية او علاقات صداقة او علاقات اخرى. بالنسبة الى جانب علاقات الصداقة مع الآخرين في الحقيقة أكثر العلاقات في البداية تبدأ علاقات عفوية مثلاً كأن يكون الصديق أصلاً في المنطقة او في الحي الذي يسكن فيه الانسان او في المدرسة او في العمل، في الحقيقة في هذه المرحلة هي لم تكن صداقة وإنما هي رفقة، رفقة في العمل او في الموقع الوظيفي او في السكن او في الدراسة ثم تتحول الى صداقة عندما يكون هناك لغة مشتركة بين هؤلاء الرفيقين وعادة عندما تكون العلاقة في الصبا او في مراحل الشباب المبكرة تكون علاقة غير مدروسة لذلك نادراً ما نرى أن تكون هناك علاقة صداقة تستمر الى الكبر يعني في السنين الأولى من العمر يعني دون العشرين او دون الخامسة عشرة عاماً نرى هناك مجرد رفقة وعندما يتذكر الانسان يتذكر فقط رفقاءه وليس أصدقاءه. الصداقة الحقيقية هي التي تكون مدروسة ومحسوبة جيداً. الخيانة في الصداقة إنما تأتي لأسباب عدة، لعل اهم هذه الأسباب هو عدم وجود مشترك فكري وعقائدي وسلوكي بين الطرفين بالتالي يخرج أحد الطرفين عن ما يسمى برابطة الصداقة وقد يكون هو ليس خائناً وإنما هو خروج عن هذا الإلتزام، الطرف الآخر يسمي هذا خيانة. وأحياناً تصل الى مستوى الخيانة، نعم الصديقان عندما يكونان مع بعضيهما فسيكون هناك إنفتاح بينهما، سيتعرف كل منهما على خصوصيات الاخر والخلاف قد يكون لأسباب جداً بسيطة، نرى بعض العلاقات تنقطع ولكن تنقطع بدون ما يسمى بالخيانة او إستغلال معرفة الحقائق عن الطرف الآخر والتشهير بها وأحياناً كثيرة للأسف الشديد نرى الطرف الآخر يستثمر ما يعرفه عن صديقه ويحاول أن يستغل هذه المعرفة إستغلالاً بشعاً ويشهر به ويقلل من شأنه ويفضحه في المجتمع. طبعاً السبب الرئيسي في ذلك هو أنه لايخاف الله ولايحترم نفسه، الطرف الذي يعمل هكذا مشاكل السبب الرئيسي أنه لايخاف الله وأحياناً يريد أن ينتقم ولكن ينتقم بطريقة مشينة وبطريقة خاطئة وقد يكون فعلاً الصديق اخطأ معه ولكن لايعني خطأه معه أن يفضح أسراره وكما يقولون ينشر كل الغسيل، يجب على الصديقين أن يخافا رب العالمين أنه حسيب عليهما وأن يحترم كل منهما نفسه وقبل ذلك يجب على الطرفين أن يكونا حذرين في حالة الصداقة وهناك حديث لأحد المعصومين من اهل البيت سلام الله عليهم يقول "أحبب صديقك هوناً أكثر مما يكون يوماً ما عدو لك" فممكن أن تتحول هذه الصداقة الى عداوة وصديق اليوم أصبح عدو الغد.
أيها الخوة والأخوات في ختام حلقة اليوم نشكر لضيفينا العزيزين سماحة السيد جعفر فضل الله الباحث الاسلامي من لبنان والدكتورة كوكب العطار الباحثة الاجتماعية من العراق حسن المشاركة كما نشكر لكم مستمعينا الكرام حسن المتابعة لهذا البرنامج حتى الملتقى في حلقة قادمة إن شاء الله دمتم سالمين وفي امان الله وحفظه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة