البث المباشر

من فقيهات المدرسة العلوية

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 - 14:38 بتوقيت طهران
من فقيهات المدرسة العلوية

إذاعة طهران- من أعلام المؤمنات: الحلقة 29

السلام عليكم مستمعينا الأفاضل
معكم ولقاء آخر مع سير المؤمنات الصادقات نخصصه لأثنتين من المؤمنات المجاهدات اللواتي تفقهن بفقه مدينة العلوم النبوية – عليه السلام – كونوا معنا

 


السيدة الاولى هي عكرشة بنت الأطش سيدة جليلة ألقدر، تعد في طليعة نساء زمانها في شجاعتها وقوة بيانها، عرفت بالولاء والاخلاص لأمير المؤمنين علي عليه السلام، وكانت في صفين تدعو الناس الى نصرة الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام ومناجزة عدوه، شادة وسطها، متقلدة بحمائل السيف، واقفة بين الصفين تحرض المؤمنين على قتال العدو فكان مما قالته في ذلك الموقف: يأيها الناس، عليكم أنفسكم، لايضركم من ضل اذا أهتديتم، ان معاوية دلف اليكم بعجم العرب، غلف القلوب، لايفقهون الايمان، ولايدرون مالحكمة، دعاهم بالدنيا، فأجابوه واستدعاهم الى الباطل فلبوه، فالله الله عباد الله في دين الله، وأياكم والتواكل فان في ذلك نقض عروة الاسلام، واطفاء نور الايمان، وذهاب السنة، واظهار الباطل، هذه بدر الصغري، والعقبة الأخري، قاتلوا يامعاشر الأنصار والمهاجرين على بصيرة من دينكم، واصبروا على عزيمتكم.

 


وسعى معاوية بعد تسلطه على خلافة المسلمين الى الشماتة بهذه السيدة الجليلة فأستدعاها ولما جلبوها الى مجلسه ذكرها بموقفها فما اعتذرت بل افتخرت، ثم شكت من جور عماله وسلبهم لأموال قومها فقالت: ان الله قد رد صدقاتنا علينا، ورد أموالنا فينا الابحقها، وانا قد فقدنا ذلك، فما ينعش لنا فقير، ولايجبر لنا كسير، فان كان ذلك عن رأيك فما مثلك من استعان بالخونة، ولاأستعمل الظالمين. أجاب معاوية ياهذه انه تنوبنا أمور هي أولى بنا منكم من بحور تنبثق وثغور تنفتق.قالت: ياسبحان الله ! مافرض الله حقا جعل لنا فيه ضررا على غيرنا ماجعله لنا وهو علام الغيوب.
قال معاوية: هيهات ياأهل العراق، فقهكم ابن أبي طالب فلن تطاقوا ثم أمر لها برد صدقتها وانصافها، وردها مكرمة.

 


أيها الاخوة والاخوات وننتقل للحديث عن مؤمنة تابعية مجاهدة من الجيل نفسه هي أم البراء بنت صفوان بن هلال، كانت من سيدات النساء في عفتها وطهارة ذيلها، عرفت بالولاء والاخلاص لأمير المؤمنين علي عليه السلام، وكان لها دور مشرف في صفين، حيث كانت تحرض الجماهير المؤمنة على مناجزة معاوية وقتاله.
ولما استحوذ طاغية الشام على حكم المسلمين استدعى أم البراء وذكرها بما قالته في صفين ثم ذكر أحد جلسائه قولها عند استشهاد الوصي المرتضى –عليه السلام – حيث قالت:

ياللرجال لعظم هول مصيبة

 

فدحت فليس مصابها بالهازل

 

الشمس كاسفة لفقد امامنا

 

خير الخلائق والامام العادل

 

ياخير من ركب المطي ومن مشى

 

فوق التراب لمحتف أو ناعل

 

حاشا النبي لقد هددت قواءنا

 

فالحق أصبح خاضعا للباطل


فقال معاوية: قاتلك الله يابنت صفوان، ما تركت لقائل مقالا، اذكري حاجتك. قالت: هيهات بعد هذا، والله لا سألتك شيئا ثم قامت فعثرت، فقالت: " تعس شانيءُ علي عليه السلام ".
فقال معاوية يابنت صفوان، زعمت الا ( يعني الالتزام بالعهد ) قالت: هو ما علمت.

 


شكراً لكم اخوتنا مستمعي اذاعة طهران على جميل المتابعة للقاء اليوم من برنامج ( من أعلام المرمنات ) نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة