البث المباشر

حديث الامام علي (ع) عن ردّ الظالم

السبت 9 نوفمبر 2019 - 09:46 بتوقيت طهران
حديث الامام علي (ع) عن ردّ الظالم

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 278

نص الحديث

قال الامام علي عليه السلام: "لأقودن الظالم بخزامته، حتى اورده منهل الحق".

دلالة الحديث

النص المتقدم يجسد صورة استدلالية رمزية، انها صورة تتناول الاشارة الى الظالم وارغامه على رد المظالم الى أهلها انها صورة تتحدث عن المسؤولية التي تحملها الامام عليه السلام بعد البيعة له حيث اشار الى انه سوف يحكم بالحق ويرجع جميع الحقوق الى ذويها، ويقتص من الظالم لاتأخذه بذلك في الله تعالى لومة لائم، والمهم الان هو: ملاحظة الصياغة الفنية لهذا الموضوع، فماذا نجد؟.

بلاغة الحديث

قال عليه السلام: "لأقودن الظالم بخزامته" والخزامة هي: الحبل والليفة التي توضع في انف البعير حتى يسهل اقتياده الى ما يريد السائق، ونحسب هنا ان قارئ النص سوف ينبهر حيال الصورة الرمزية المشار اليها، فهناك اولاً (بعير) وقد رمز به الامام عليه السلام الى الظالم، ولا نعتقد ان التشبيه بالبعير يظل متجانساً تماماً مع شخصية الظالم باكثر مما لاحظناه في الصورة بخاصة ان البعير هو من الانعام. وقد وصف الله تعالى الكفار بأنهم كالانعام او اضل سبيلا، وهكذا نجد ان قارئ النص سوف يتداعى بذهنه الى (التناص) الذي نستلهمه من الاية المباركة بحيث يستحضر خيالنا بنحو غير مباشر مدلول الاية المتقدمة ومن ثم يتداعى بذهنه الى ان من مارس الظلم سوف يحاسب عليه ويرجع الحقوق الى ذويها بعد ان يتسلم المسؤولية من له الاهلية بذلك.
ونتجاوز الصورة العامة للظالم (البعير) الى خصوصياتها ومنها: خصوصية الليفة او الحبل في انف البعير، هنا نجابه صورة بلاغية في غاية الاثارة الا وهو ان (الانف) يجسد رمزاً فنياً في الاستخدام المجازي له حيث نعرف جميعاً بان القائل الذي يقول مثلاً (نرغم انفه على قبول الحق) انما يرمز بذلك الى جعل الظالم يقر مكرهاً بما لا يحب التسليم به وهذا هو منتهى الاقتصاص النفسي من الظالم اي: ارغامه على قبول الحق.
النكتة الاخرى في هذه الصورة هي عملية (الانقياد) فالعبارة تقول (لأقودن الظالم)، ولا نحسب ان عملية ما اكثر تعبيراً عن ارغام الظالم من صورة اقتياده على رغم انفه الى اين؟ الى ما نلحظه من النكتة البلاغية الجديدة وهي: عبارة (حتيى اورده منهل الحق) فهذه الاستعارة (المنهل) تظل متألقة الدلالة في عملية تحقق الاقرار او التسليم بممارسة عمل الحق بعد ان كان الباطل هو الذي انتخبه الظالم متصوراً بانه الغالب، بينما اقتاده الامام عليه السلام الى عكس ما أراده الظالم، فارغمه على قبول الحق وتلاشي الباطل وهو المطلوب.
اذن: ادركنا مدى جمالية الصورة المتقدمة سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة