البث المباشر

الشباب والمســــتقبــل– القسم 1

الإثنين 28 أكتوبر 2019 - 10:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نبض الحياة: الحلقة 15

مستمعينا الأفاضل !
سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته ، نحن معكم عبر برنامج نبض الحياة وحديثنا يدور حول ضرورة أن يتسلّح الشباب بالرؤية المستقبليّة والاهتمام بالمستقبل ، راجين منكم أن ترافقونا ....
أحبّتنا المستمعين !
تعدّ الرؤية المستقبليّة من الخصوصيّات الإيجابية والقيّمة التي تضفي علي حياة الإنسان الجانب العقلاني والهادف و ترسم أمامه أفق المستقبل كي يحصل علي القدرة اللازمة للتخطيط من أجل بلوغ الأهداف السامية .
و استشراف المستقبل يعني التطلّع إلي الضياء ؛ التطلّع الذي يكمن فيه الأمل والحركة والسعي . ويعتبر علماء النفس الرؤية المستقبليّة صفة حسنة أو خصوصية إيجابيّة في الإنسان . ويعدّ البروفيسور مارتين سيليغمان والدكتور كريستيفور بيترسون من علماء النفس الذين تحدّثوا عن الرؤية المستقبليّة أكثر من الآخرين ؛ حيث يقولان في كتاب ألّفاه حول الصفات الإيجابيّة في الناس:
يهتم الأشخاص ذوو الرؤية المستقبليّة بشكل مدروس و ببعد نظر في عواقب قراراتهم وأعمالهم ، وهم يقاومون أهواءهم وقراراتهم الآنية والمتسرّعة الأخري بشكل ناجح ، و ينتهجون في حياتهم المرونة والاعتدال ويسعون لأن يقيموا نوعاً من التوازن والتعادل بين رغباتهم وأمانيهم وما يعود عليهم في النهاية .
وبإمكان الشاب أن يراجع ماضي الآخرين من خلال نظرته المستقبليّة و يستلهم التجارب والعبر من انتصارات الآخرين وهزائمهم و أن يستغلّ فكره و يسيطر علي الآفاق البعيدة . ولا شك في أن قوّة العقل والإرادة كلّما كانت أقوي لدي الشاب ، فإن رؤيته المستقبلية ستزداد وسيكون تخطيطه للمستقب أكثر دقّة . وفي الحقيقة فإنّ الاهتمام بالمستقبل يخلق الدافع في الشاب و يضخ لديه العزم علي أن يتحمّل المشاكل و يوطّن نفسه علي المصاعب .
مستمعينا الأعزّة !
إنّ الالتفات إلي ما يحتمل وقوعُه في المستقبل يؤدّي إلي أن يعدّ الإنسانُ نفسه لمواجهة الظروف الجديدة و المصاعب أمامه . وفي المقابل فإنّ الشاب الذي لا يولي أيّة أهميّة للمستقبل أو يمضي في طريقه دون الالتفات إليه ، سيخسر نفسه عند مواجهته لأولي المشاكل و يصيبه الاضطراب و يفقد السيطرة علي الأمور .
ومن الآثار القيّمة للاهتمام بالمستقبل ، تحديدُ الطريق الصحيح في القرارات الهامّة و أحداث الحياة . والشاب بحاجة إلي اتخاذ القرار في الكثير من مراحل حياته . فإنْ أولي الأهميّة للمستقبل ، فإن بإمكانه من خلال الرؤية العميقة أن يحيط علماً بالجوانب المختلفة من ظاهرة ما ليتعامل مع الأمور بمزيد من الدقة ذلك لأنه سيأخذ في هذه الحالة المستقبلَ بنظر الاعتبار . ويؤكد الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال علي أن التفكّر في عواقب الأمور يعين العقل علي تبيّن الأمور والتبصّر فيها .
والشاب الذي يحمل الرؤية المستقبليّة ، يسعي دون هوادة كي يحمل - مستغلاً مرحلة شبابه - زاداً قيّماً ونفيساً لازدهار حياته في المستقبل . والشباب الذين يأخذون المستقبل بنظر الاعتبار ، يمضون دوماً في طرق حياتهم نحو تحقيق الأهداف و البرامج التي عيّنوها سلفاً . ومثل هؤلاء الأشخاص يشبهون إلي حدّ كبير الجبل الذي لا يمكن لأي عاصفة زعزعته ، علي عكس الشباب الذين لاتتجاوزهم نظرتهم الحاضرَ ولا يحملون أي مخطّط لغدهم . ومن البديهي أنّ احتمال الانزلاق والابتعاد عن الهدف ، قائم بالنسبة إلي مثل هؤلاء الأشخاص .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
والشريحة الشابّة تتمتع بالاستعداد الجماعي بسبب تميّزها بخصوصيات مثل الحماس والنشاط والسلامة والعلم والمعرفة حيث يلعب ذلك دوراً حاسماً ومصيرياً في كلّ المجتمعات ، ولذلك فإن اهتمام المسؤولين والسياسيين في كل بلد بموضوع الشباب يحظي بأهميّة فائقة ، لأن الشاب يمثّل ثروة البلد و حاضر شعب بأكمله حيث يجب أن يولَي اهتمام خاص به في عمليات التخطيط المختلفة والسياسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وأن تخصّص مكانة متميّزة له . وعلي الحكومات أن توظّف جهودها من أجل الاستغلال المناسب والصحيح لذكاء الشباب وقدراتهم في المجالات المختلفة لبناء البلاد وإدارتها كي تستطيع من خلال ذلك أن توجّه حماس الشباب واندفاعهم وقدراتهم باتجاه إشباع حاجات المجتمع وتأمين الرفاهية والمستقبل الزاهر له .
يقول سماحة قائد الثورة ( حفظه الله ورعاه ) في بيان أهمية الالتفات إلي مستقبل الشباب :
إن الطلّاب الجامعيين وطلبة المدارس الذين يمثّلون الشباب الفاعلين والناشطين في ساحة العلم والمعرفة والوعي والذين يعدّون أنفسهم لمستقبل إدارة البلد ضمن الشرائح المختلفة ، يمثّلون في الحقيقة آمال الشعب والمجتمع في المستقبل . أي إن هذا البلد وهذا الشعب وهذا النظام بحاجة إلي هؤلاء الشباب لمستقبله . وعلي هذا فإن من العناصر الرئيسة لعزّة كل بلد وتأمين مستقبل أي بلد ، الشبابَ المنشغلين بالدراسة اليوم . وكلّما كانت دراستهم و نتاجُهم وتربيتهم الفكرية والأخلاقية والدينية أفضل ، فإن مستقبل البلد سيتمّ تأمينه بشكل أفضل من جميع المناحي ؛ فضلاً عن أن بإمكان الطلبة في كل مرحلة زمنية أن يؤدوا دورهم بما تقتضيه تلك المرحلة وحسب حاجات البلد في تلك المرحلة .
يقول أحد الناشطين في مجال الرياضة :
تعتبر مسابقات الماراثون من مسابقات ألعاب الساحة والميدان . وعلي العدّاء في هذه المسابقة أن يجتاز مسافة تبلغ ٤۲،۱۹٥ كيلومتراً . ومن أجل تحقق ذلك علي الشخص العدّاء أن ينظّم سرعة جريه طيلة هذه المسافة بدقة بعد أن يأخذ خط النهاية بنظر الاعتبار . وهكذا الحال بالنسبة إلينا فإن علينا أن نضحّي اليوم من أجل غد أفضل . علينا أن ننبذ النظرة السطحية جانباً وأن لا نخسر المصالح طويلة الأمد من أجل المصالح الآنية جهلاً منّا وغفلة . لأن الحياة لا تتلخّص في يوم واحد . فعلينا أن نفترض دوماً أننا قد نكون في عداد قادة الغد وأبطاله ، لأننا إن لم نفعل فسوف نكون في ساحة الحياة مجرّد أشخاص عاديين بدلاً من أن نؤدّي الدور الأوّل .
وبناء علي ذلك فإن علينا أن نتذكّر دائماً أن الشجرة مهما كانت ضخمة فإنها تبدأ في النهاية من البذرة وأن أطول الأسفار تبدأ من الخطوة الأولي .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
نودّعكم برجاء تجديد اللقاء بكم إن شاء الله في جولتنا القادمة في عالم الشباب من خلال طرح قضاياه و مناقشتها عبر برنامجكم نبض الحياة ، تقبّلوا منّا فائق الشكر والتقدير علي طيب متابعتكم وانتظرونا في الحلقة القادمة عند المزيد من القضايا والهموم الشبابية في أمان الله

.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة