البث المباشر

كان السيد متحرراً من الاغلال -۱

الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 15:24 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – قصص من الحياة : الحلقة : 5

 

كانت موعظة السيد المدرس مختصرة نصها هو يجب ان تكون روح المرء متحررة من كل قيد واسر فبذلك وحده يستطيع حفظ انسانيته وحريته، نقل الرجل هذه الموعظة لصديق له مقرونة بالسؤال عن سر تاثيرها في قلبه فهزت الموعظة قلب الثاني ايضاً بين له سمو الحقيقة التي تتضمنها، ثم طفقة يحدثه عن سر تاثيرها.
قال له صاحبه يوماً مستفهماً لا ادري سر هذا الاثر البالغ الذي تركته في قلبي كلمة لرجل لم اره قط انه السيد حسن المدرس احد اعلام التاريخ السياسي الايراني في القرن الاخير وصاحب الدور الاهم في مواجهة رضا بهلوي ومن خلفه بريطانيا التي سعت لتسليطه على ايران اواخر العهد القاجاري، فالرجل سياسي بارز ولكن كلمته كانت موعظة اخلاقيه بالغة وهذا ما آثار العجب في نفسي فهل يمكن ان تصدر موعظة بالغة عن رجل سياسة اجابه صاحبه على هذا السؤال قائلاً: ان السيد المدرس من فحول الفقهاء قبل ان يكون رجل سياسة وله في الفقه تحقيقات دقيقة تفصح عن خبرة اجتهادية عالية ولكن علامات عدم الاقتناع بهذا الجواب تجلت في وجه السائل وعبر عنها بالقول: ليس كل فقيه مجتهد بل وليس كل عارف اخلاقي يمكن ان يصدر عنه مثل هذه الموعظة، لقد قرأت الكثير من كلماتهم وسمعت الكثير لكنها لم تهزني بمثل ماهزتني موعظة هذا السيد.
تابع صاحبه حديثه وهو يخبرنا عن تتمه هذا الحوار فقال: انتظرت ان يخبرني صاحبي عن هذه الكلمة الموعظة التي نفذت الى قلبه بكل هذه القوة ولكن انتظاري طال دون ينطق صاحبي بشيء كأنه كان هو ايضاً ينتظر ان اسأله عنها مبادرة ولعله كان يرى في ذلك صوناً لها من الابتذال وهو يراها جوهرة ثمينة لقد اراد ان يعرف صدق طلبي لها.
وبين انتظاره وانتظاري لم اجد مناصاً من ان اقطع الانتظار بالسؤال عنها بعدما شوقني لمعرفتها طبيعة حديثه عنها فسألته ان ينقلها لي فاجاب
ان موعظته (رحمه الله) كانت ضمن خطاب له لطائفة من السياسيين قال فيه يجب ان تكون روح المرء متحررة من كل قيد وكل ما يأسرها فبذلك وحده يستطيع المرء ان يحفظ انسانيته وحريته.
لا اخفيكم اعزائي ان هذه الموعظة هزتني من الاعماق ونفذت بسرعة الى قلبي وكأني اسمعها للمرة الاولى ولكنني كنت قد قرأتها من قبل وتأثرت بها ولكن تأثري هذه المرة كان اشد واشد.
هذه الموعظة تعبر عن احدى امهات حقائق العبودية الحقة لله تبارك وتعالى انها تصرح بحقيقة سلوكية مهمة هي ان الانسان لا يمكن ان يكون عبداً لله حقاً ما لم يكن حراً حقاً من الخضوع لاي قيد او غل سواء كان هذا القيد رغبة في شيء من حطام الدنيا المعروف اوخشية من احد او من شيء فالتحرر من أي من القيود والاغلاق يفتح امام الانسان آفاق التحلي بمرتبة اسمى من مراتب العبودية الحقة لله عز وجل والعكس صحيح ايضاً فانه ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
ولكن اعزاءنا ماهو سر تآثير هذه الموعظة في قلبي هذين الصاحبين؟ السر يكمن في شخصية السيد حسن المدرس هذا هو مجمل الجواب وتفصيله سنجده في لقاء الغد عندما نتابع هذه القصة ونتعرف على حادثة في حياة السيد الفقيه تكشف جلية الامر فكونوا معنا في القسم الثاني والاخير من هذه القصة اما الان فنستودعكم الله كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة