البث المباشر

من الأخلاق العلوية في ولاءه للدين

الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 12:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الاخلاق العلوية: الحلقة 35

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته
نرحب بكم اطيب ترحيب الى لقاء اخر من لقاءات من الاخلاق العلوية، ايها الاحبة اختيار السماء والرسول الكريم لتنصيب الامام علي عليه السلام للخلافة وولايته بعد الرسول الكريم صلى الله عليه واله لايمكن ان يأتي الا لأن علياً عليه السلام كان مؤهلاً اخلاقياً وعلمياً وجهاداً وعدلاً وايماناً لهذا المنصب. ان الولاء لعلياً عليه السلام هو ليس ولاءاً للدنيا ومكاسبها بل ولاءاً للدين والعقيدة واطاعة لله سبحانه وتعالى وللرسول صلى الله عليه واله فهو منصب اختاره الله تعالى ولم يطلبه علي عليه السلام بل افلته مكانته وجدارته اللائقة لهذا الامتداد الرسالي فلقد كانت نفسه الكريمة اقوى من شهوة الحكم وفتنة السلطان وهذا هو السمو في الخلق الاجتماعي فالدنيا لم تكن في نظر علي عليه السلام اكثر من رماد تذروه الرياح في يوم عاصف فهذا ابن عباس قال: كانت الدنيا اهون عليه من شسع نعله وقال دخلت على امير المؤمنين هو خليفة فوجدته يصلح نعله فقلت: ماذا تصنع بهذا؟ دعنا من هذا! فلم يكلمني حتى فرغ ثم ضمهما وقال: قومهما، قلت: لاقيمة لهما! قال: قومهما على ذلك، كسر درهم! قال: والله لهي احب الي من امركم هذا الى ان اقيم حقاً او ادفع باطلاً!
نعم هكذا كان يفكر علي عليه السلام فمن كانت الدنيا عنده لاتساوي شسع نعله فما احراه واولاه بالخلافة فكان دور الرسول الاعظم صلى الله عليه واله ان يعمل على تركيز ولاية وخلافة علي عليه السلام وان الوحي طلب بأمر الله سبحانه ان يصدع بالحق ويبلغ هذا الامر وليكن مايكون فالامر بالولاية الهي وهو"يا ايها الرسول بلغ ماانزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته" اذن فالامر الاول هو لله سبحانه وليسلك الاخرون اي مسلك او مذهب يريدون ولايمكن حرف الدين لأهواء الاخرين فمسيرته الهية وقد حددها الله سبحانه وتعالى بأوامره وعندما بلغ صلى الله عليه واله الامر لتنصيب علي عليه السلام بقوله الصريح "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" جاءت الاية واضحة "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" من هنا كانت الولاية لعلي عليه السلام ديناً وعقيدة بل تنفيذاً لأمر الله سبحانه على لسان النبي الكريم فهل يغش المخلصون انفسهم ويسيرون على مايشتهي المنافقون والنفوس المتردية ام يسيرون على المنهج الواضح السليم اذ كانوا يريدون انقاذ انفسهم دون غشها وهو ان يتبعوا امر الله سبحانه وليس امر البشر وذلك بأن يوالوا من نصبه لهم بلسان رسوله الكريم صلى الله عليه واله ويكفي ان ننظر لمن نصبه وهل هناك من يصل الى كماله الاخلاقي وجهاده المتفاني من اجل الرسالة والرسول. اذن لما كان الخلل ليس في علي عليه السلام فعلى الصادقين ان لايخدعوا انفسهم او ينخدعوا فيخسروا الحق وتكون عاقبتهم السوء والخسران بدل الحق والنجاة، راجين لدعاة الحق الخير والصلاح والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة