البث المباشر

من الأخلاق العلوية في حفظ بيضة الإسلام

الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 12:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الاخلاق العلوية: الحلقة 30

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته لنا وقفة مختصرة اعزائنا الكرام على جانب من خلق امير المؤمنين عليه السلام تجسد الدور الرسالي الكبير الذي اضطلع به ابان خلافة من سبقه نابعاً من تحقيق مصلحة الاسلام العليا في تقويم مسيرته ودفعاً ودرأ للخطر عن الامة مااستطاع الى ذلك سبيلاً وكانت حاجة الخلفاء ملحة للمشورة معه في ملتبسات الامور.
من منهج هذا الدور الرسالي الذي اضطلع به علي عليه السلام ايها الاعزاء الكرام والتي نقلته لنا كتب السيرة والتاريخ منها ما رواه اليعقوبي في تاريحه انه ما ملخصه انه عندما فكر ابو بكر بغزو الروم استشار جماعة من الصحابة فقدموا واخروا ولم يقطعوا برأيه فأستشار علياً عليه السلام في الامر فقال: ان فعلت ظفرت! فقال ابو بكر: بشرت بالخير وامر الناس بالخروج بعد ان امر عليهم خالد بن سعيد. وموقف اخر يذكره ابن شهرآشوب في مناقب آل ابي طالب قوله: وعندما اراد ابو بكر ان يقيم الحد على شارب خمر فقال الرجل اني شربتها ولاعلم لي بتحريمها، وبعد غموض الحل ارسل الى الامام علي عليه السلام يسأله عن ذلك فنظر الامام عليه السلام الى مصلحة الاسلام بأن يؤدي دوره الرسالي فقال: امر برجلين من المسلمين يطوفان به على مجالس المهاجرين والانصار وينشدانهم هل فيهم احد تلا عليه آية التحريم او اخبره بذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله فأن شهد بذلك رجلان منهم فأقم الحد عليه وان لم يشهد احد بذلك فأستتبه وخلي سبيله وكان الرجل صادقاً في مقاله فخلى سبيله.
اعزائنا الكرام ويذكر التستري في كتاب علي والخلفاء حول قضاء امير المؤمنين مسنداً يذكر موقفاً مهماً من المواقف الحساسة على الاسلام استجاب فيه امير المؤمنين وفاءاً لحفظ بيضة الاسلام هو موضوع جفليق النصاري حيث قدم يصحبه مئة من قومه فسأل ابا بكر اسئلة فما كان لها الا ابو الحسن فدعا علياً عليه السلام فأجابه عنها، نكتفي منها نموذجاً بسؤال واحد من اسئلة الجفليق : اخبرني عن وجه الرب؟ فكان جواب علي عليه السلام ان دعا بنار وحطب واضرمه فلما اشتعلت قال: اين وجه هذه النار؟ قال الجفليق: هي وجه من جميع حدودها فقال علي عليه السلام: هذه النار مدبرة مصنوعة لايعرف وجهها وخالقها لايشبهها ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله لاتخفى على ربنا خافية فبهت الجفليق ولم يملك رداً.
مستمعينا الكرام كانت تلك وقفة من اخلاق الامام امير المؤمنين علي عليه السلام تجسدت في اهتمامه القيام بدوره المرشد والمشير في مختلف مسائل الحكم وفاءاً للاسلام وحفاظاً على بيضته قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وشكراً ودمتم في رعاية الله تعالى.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة