البث المباشر

الرد على شبهات ابن تيمية حول زيارة الأولياء الله

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 13:21 بتوقيت طهران
الرد على شبهات ابن تيمية حول زيارة الأولياء الله

إذاعة طهران- مزارات الموحدين: الحلقة 10

سلام من الله عليكم أيها الأحباء
معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نخصصه لنقل نموذج لردود فقهاء أهل السنة على شبهات ابن تيمية الذي سعى لحرمان المسلمين من بركات زيارة أولياء الله عزوجل بأدعاء أن فيها شركاً وقد نقلنا في لقاء سابقه نموذجاً لفتاوى فقهاء المذهب المالكي بهذا الشأن، وننقل في هذه الحلقة نموذجاً من فقهاء المذهب الشافعي طبقاً لما ورد في تحقيقات العلامة الأميني رحمه الله في كتابه القيم الغدير. كونوا معنا.

 


ألف الشيخ تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى 756 كتابا حافلا في زيارة النبي الأعظم أسماه [شفاء السقام في زيارة خيرالأنام] ردا على ابن تيمية. وذكر كثيرا من أحاديث الباب، ثم جعل بابا في نصوص العلماء من المذاهب الأربعة على استحبابها وإن ذلك مجمع عليه بين المسلمين، وقال في ص48 من كتابه: لا حاجة إلى تتبع كلام الأصحاب في ذلك مع العلم بإجماعهم وإجماع سايرالعلماء عليه والحنفية قالوا: إن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل المندوبات والمستحبات، بل يقرب من درجة الواجبات، وقال تقي الدين السيكي في ص59: كيف يتخيل في أحد من السلف منعهم من زيارة سائر الموتى. ثم قال: وإذا استحب زيارة قبر غيره صلى الله عليه وسلم فقبره أولى لما له من الحق ووجوب التعظيم فإن قلت: الفرق [يعني بين زيارة قبرالنبي وغيره] إن غيره يزار للاستغفار له لاحتياجه إلى ذلك كما فعل النبي في زيارته أهل البقيع، والنبي مستغن عن ذلك. قلت: زيارته صلى الله عليه وآله وسلم إنما هي لتعظيمه والتبرك به، ولتنالنا الرحمة بصلاتنا وسلامنا عليه، كما أنا مـأمورون بالصلاة عليه والتسليم وسؤال الوسيلة وغير ذلك مما يعلم أنه حاصل له صلى الله عليه وآله وسلم بغيرسؤالنا، ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرشدنا إلى ذلك لنكون بدعائنا له متعرضين للرحمة التي رتبها الله على ذلك.

 


ثم ينتقل الفقيه الشافعي تقي الدين السبكي لرد شبهة ابن تيمية بأن في الزيارة شرك في العبودية، فيقول: فإن قلت: الفرق أيضا أن غيره لا يخشى فيه محذور وقبره صلى الله عليه وآله وسلم يخشى الافراط في تعظيمه أن يعبد. قلت: هذا كلام تقشعرمنه الجلود ولولا خشية اغترارالجهال به لما ذكرته، فإن فيه تركا لما دلت عليه الأدلة الشرعية بالأراء الفاسدة الخيالية، وكيف تقدم على تخصيص قوله صلى الله عليه وآله وسلم: زوروا القبور؟ وعلى ترك قوله: من زارقبري وجبت له شفاعتي؟ وعلى مخالفة إجماع السلف والخلف بمثل هذا الخيال الذي لم يشهد به كتاب ولا سنة؟ بخلاف النهي عن اتخاذه مسجدا، وكون الصحابة احترزوا عن ذلك المعنى المذكور لأن ذلك قد ورد النهي فيه وليس لنا أن نشرع أحكاما من قبلنا، أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله؟ فمن منع زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخشى الافراط في تعظيمه أن يعبد.
فقد شرع من الدين والتعظيم والوقوف عند الحد الذي لايجوزمجاوزته بالأدلة الشرعية، وبذلك يحصل الأمر من عبادة غيرالله تعالى، ومن أراد الله ضلاله من أفراد من الجهال فلن يستطيع أحد هدايته، فمن ترك شيئا من التعظيم المشروع لمنصب النبوة زاعما بذلك الأدب مع الربوبية فقد كذب على الله تعالى وضيع ما أمربه حق رسله، كما أن من أفرط وجاوزالحد إلى جانب الربوبية فقد كذب على رسل الله وضيع ما أمروا به في حق ربهم سبحانه وتعالى، والعدل حفظ ما أمرالله به في الجانبين، وليس في الزيارة المشروعة من التعظيم ما يفضي إلى محذور.

 


وعقد الفقيه الشافعي تقي الدين السيكي بابا في كون السفر إلى الزيارة قربة، وبسط القول فيه واستدل عليه من الكتاب بقوله تعالى: " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً .النساء 64
بتقريب صدق المجيئ وعدم فرق بين حياته صلى الله عليه وآله ومماته. ومن السنة بعموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم من زار قبري.
وصريح صحيحة ابن السكن: من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي.
وبما دل من السنة على خروج النبي من المدينة لزيارة القبور، وإذا جاز الخروج إلى القريب جاز إلى البعيد، فقد ثبت في الصحيح خروجه صلى الله عليه وآله إلى البقيع بأمرمن الله تعالى وتعليم عايشة كيفية السلام علي أهل البقيع. وخروجه إلى قبورالشهداء ثم قال: الرابع الإجماع لإطباق السلف والخلف فإن الناس لم يزالوا في كل عام إذا قضوا الحج يتوجهون إلى زيارته صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم من يفعل ذلك قبل الحج هكذا شاهدناه وشاهده من قبلنا، وحكاه العلماء عن الأعصار القديمة كما ذكرناه في الباب الثالث. وذلك أمر لا يرتاب فيه وكلهم يقصدون ذلك ويعرجون إليه، وإن لم يكن طريقهم ويقطعون فيه مسافة بعيدة وينفقون فيه الأموال ويبذلون فيه المهج، معتقدين أن ذلك قربة وطاعة، وإطباق هذا الجمع العظيم من مشارق الأرض ومغاربها على ممرالسنين وفيهم العلماء والصلحاء وغيرهم يستحيل أن يكون خطأ، وكلهم يفعلون ذلك على وجه التقرب به إلى الله عزوجل، ومن تأخرعنه من المسلمين فإنما يتأخرفذهب بعجزأو تعويق المقاديرمع تأسفه عليه ووده لو تيسرله، ومن ادعى أن هذا الجمع العظيم مجمعون على خطأ فهو المخطي .

 


كان هذا مستمعينا الأكارم كلام أحد كبارفقهاء الشافعية في تأكيد عمق الإرتباط بين توحيد الله عزوجل وزيارة مشاهد أوليائه- عليهم السلام- وهوالشيخ تقي الدين السيكي رحمة الله عليه وقد عرضناه لكم ضمن الحلقة العاشرة من برنامج مزارات الموحدين إستمعتم لها من إذاعة طهران، دمتم بكل خير والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة