البث المباشر

الزيارة وسيلة قرانية للشفاعة المقبولة

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 12:46 بتوقيت طهران
الزيارة وسيلة قرانية للشفاعة المقبولة

إذاعة طهران- مزارات الموحدين: الحلقة 7

السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات وأهلاً بكم.
حديثنا في هذه الحلقة سيكون بعون الله عزوجل عن علاقة زيارة المشاهد المشرفة بالتوحيد الخالص من زاوية كون الزيارة وسيلة للاستشفاع بمن ارتضاهم الله للشفاعة طلباً للمغفرة الالهية.
وتصرح الاحاديث الشريف بأن الله عزوجل جعل آولياؤه المقربين وعلى رأسهم النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وسائل يستشفع بهم عبايه اليه وبذلك يغفر الله لهم كما تصرح بذلك الاية الرابعة والستون من سورة النساء.
ففي كتاب شرح الاخبار روى القاضي النعمان المغربي عن الباقر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله صلى الله عليه واله فطلب فتغيب حتى وجد الحسن والحسين عليهما السلام في طريق خال فاخذهما، فاحتملهما على عاتقه وأتى بهما الى النبي صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله اني مستجير بالله وبهما فضحك رسول الله صلى الله عليه واله حتى رد يده الى فمه ثم قال للرجل: اذهب فانت طليق وقال للحسن والحسين عليهما السلام: قد شفعتكما فيه اي فتيان.
فانزل الله عزوجل " ...وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ". النساء 64

 


ويتضح من هذه الروايه الشريفة أن الاستشفاع بالرسول الأكرم – صلى الله عليه واله – لطلب المغفرة الالهية يشمل أهل بيته عليهم السلام – فهم الملاذ الذي جعله الله كهفا للناس للحصول على الشفاعه المقبوله عنده جل جلاله.
كما تصرح الأحاديث الشريفه بأن هذا الامر يصيق في حياتهم – عليهم السلام – وبعد وفاتهم فهم الأحياء عند ربهم يشفعون لمن زارهم في حياتهم أو بعد رحيلهم من عالم الدنيا.
قال الفقيه الجليل الشهير الاول محمد بن مكي العاملي في كتاب المزار: روي السمعاني عن أميرالمومنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن أعرابيا جاء بعد ثلاثة أيام من دفن رسول الله صلى الله عليه وأله فرمى بنفسه على القبر الشريف وحثا من ترابه على رأسه، وقال: يارسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما آنزله عليك وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ … وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي الى ربي فنوديي من القبر أنه قد غفر لك.
وهذه الرواية الشريفة مروية في كتب مختلف المذاهب الاسلامية وتؤيد مضمونها كثير من الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة، ولذلك فقد شكل طلب الاستغفار خاصة من النبي الاعظم عنصراً ثابتاً في نصوص زيارته المروية عن ائمة عترته –عليهم السلام – فقد جاء في النص الذي رواه السيد ابن طاووس في كتاب اقبال الأعمال أن يقول الزائر في دعاء زيارة رسول الله –صلى الله عليه وآله:
اللهم انك قلت لنبيك محمد صلى الله عليه وآله ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ولم أحضر زمان رسولك عليه وآله السلام.
اللهم وقد زرته راغباً، تائباً من سيئ عملي، ومستغفراً لك من ذنوبي، ومقراً لك بها، وأنت اعلم بها مني، ومتوجهاً اليك بنبيك نبي الرحمة صلواتك عليه وآله، فاجعلني اللهم بمحمد وأهل بيته عندك وجيهاً في الدنيا والاخرة ومن المقربين.
يامحمد يارسول الله بأبي أنت وأمي يانبي الله، ياسيد خلق الله، اني أتوجه بك الى الله ربك وربي ليغفر لي ذنوبي، ويتقبل مني عملي، ويقضي لي حوائجي، فكن لي شفياً عند ربك وربي، فنعم المسؤول ربي نعم الشفيع أنت. يامحمد، عليك وعلى أهل بيتك السلام.
اللهم وأوجب لي منك المغفرة والرحمة والرزق الواسع الطيب النافع، كما أوجبت لمن اتى نبيك محمدا صلواتك عليه وآله وهو حي، فأقر له بذنوبه، واستغفر له رسولك عليه السلام فغفرت له، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 


وقد صرح بالحقيقة المتقدمة كثير من علماء أهل السنة منهم مثلاً زين الدين أبوبكر بن الحسين بن عمر القريشي العثماني المصري المراغي المتوفى 816 في كتابه (تحقيق النصرة في تاريخ دار الهجرة) حيث قال وينبغي لكل مسلم اعتقاد كون زيارته صلى الله عليه وسلم قربة عظيمة للاحاديث الواردة في ذلك، ولقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ .
الآية لأن تعظيمه لاينقطع بموته ولا يقال: ان استغفار الرسول لهم انما هو في حياته وليست الزيارة كذلك. لما أجاب به بعض الائمة المحققين أن الآية دلت على تعليق وجدان الله تعالى تواباً رحيماً بثلاثة أمور: المجيئ و استغفارهم و استغفار الرسول لهم.
وقد حصل استغفار الرسول لجميع المؤمنين لأنه قد استغفر للجميع قال الله تعالى: ...وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ... . محمّد 19
فاذا وجد مجيئهم واستغفارهم كملت الأمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله تعالى ورحمته.
 

 


انتهى أعزاءنا مستمعي اذاعة طهران لقاؤنا بكم ضمن هذه الحلقة من برنامجكم مزارات الموحدين شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة