البث المباشر

الزيارة وتقوية الحب في الله

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 12:40 بتوقيت طهران
الزيارة وتقوية الحب في الله

إذاعة طهران- مزارات الموحدين: الحلقة 6

السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله
حديثنا في هذه الحلقة عن آثار زيارة المشاهد المشرفة في تقوية المودة الصادقة لأولياء الله عزوجل في القلوب، وتقوية صفة الحب في الله التي تُعد من أهم صفات المؤمنين التي تقربهم الى الله جل جلاله. كونوا معنا مشكورين.

 


نبدأ اللقاء بنقل نماذج للأحاديث الشريفة المشيرة الى الحقيقة المتقدمة وهي كثيرة للغاية مروية في المصادر الحديثية المعتبرة عند مختلف المذاهب الإسلامية، منها:
ما روي عن أبي جعفرالباقر(عليه السلام) قال: أيما مؤمن زار مؤمنا، كان زائرا الله عزوجل.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من زار أخاه المسلم في الله، ناداه الله: أيها الزائر طبت وطابت لك الجنة.
وروي عن الصحابي أبي رزين قال:
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله) : يا أبا رزين إذا خلوت فأكثر ذكر الله، وزر في الله، فمن زار في الله شيعه سبعون ألف ملك يقولون: اللهم وصلنا فيك فصله.
وعن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام) قال: ثلاثة من خالصة الله عزوجل يوم القيامة، رجل زار أخاه في الله عزوجل، فهو من زوار الله عزوجل، وعلى الله أن يكرم زواره.

 


مستمعينا الأفاضل، نستفيدُ من هذه الأحاديث الشريفة أن زيارة المؤمن من أجل إيمانه - أي لكونه مؤمنــآ بالله عزوجل - تكون زيارة لله عزوجل يستوجب بها العبد إكرام الله عزوجل له، فكيف الحال إذا كان المؤمن ولياً لله عزوجل يحظى بأسمى درجات القرب منه جل جلاله؟
بطبيعة الحال ستكون الزيارة في هذه الحالة أعظم بركة وأشد تأثيراً في التقرب الى الله عزوجل والفوزبأكرامه لعبده الزائر.
وعندما نضيف لذلك الأثرالوجداني للزيارة في تقوية المودة كما نبه لذلك رسول الله- صلى الله عليه وآله- فيما رواه الفريقان عنه أنه قال الزيارة تثبت المودة.
نقول عندما نضيف هذا الأثرالوجداني يتضح لنا أن زيارة أولياء الله سبب لتقوية الحب في الله عزوجل وهذا أقوى وسائل التقرب منه جل جلاله، روي في كتاب كامل الزيارات حديثاً جامعاً في بيان هذه الحقيقة مسنداً عن عبدالرحمان بن مسلم، قال: دخلت على الكاظم ( عليه السلام) فقلت له: أيما أفضل زيارة الحسين بن علي أو أميرالمؤمنين (عليه السلام) أولفلان وفلان- وسميت الأئمة (عليهم السلام) واحدا واحدا- فقال لي: يا عبد الرحمان من زار أولنا فقد زار آخرنا، ومن زار آخرنا فقد زار أولنا، ومن تولى أولنا فقد تولى آخرنا، ومن تولى آخرنا فقد تولى أولنا، ومن قضى حاجة لاحد من أولياءنا فكأنما قضاها لاجمعنا. يا عبدالرحمان أحببنا واحبب من يحبنا، وأحب فينا واحبب لنا، وتولنا وتول من يتولانا، وابغض من يبغضنا، الا وان الراد علينا كالراد على رسول الله جدنا، ومن رد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد رد على الله. الا يا عبد الرحمان ومن أبغضنا فقد أبغض محمدا، ومن أبغض محمدا فقد أبغض الله، ومن أبغض الله عزوجل كان حقا على الله ان يصليه النار، وماله من نصير.

 


مستمعينا الأكارم، أما الفقرة الختامية في هذا اللقاء فهي تشتمل على شهادة من أحد أعلام أهل السنة في بركات زيارة مشاهد أهل بيت النبوة – عليهم السلام-، إنه القاضي يوسف النبهاني، فقد قال في كتابه كرامات الأولياء والصالحين (ج1 ص389):
قال النبهاني: الحسن العسكري أحد أئمة ساداتنا آل البيت العظام وساداتهم الكرام، رضي الله عنهم أجمعين، ذكره الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) ولكنه اختصرترجمته، ولم يذكرله كرامات، وقد رأيت له كرامة بنفسي، وهوأني في سنة 1296 سافرت إلى بغداد من بلدة كوي سنجق إحدى قواعد بلاد الأتراك وكنت قاضيا فيها، ففارقتها قبل أن أكمل المدة المعينة، لشدة ما وقع فيها من الغلاء والقحط، اللذين عما بلاد العراق في تلك السنة، فسافرنا على الكلك قبالة مدينة سامراء وكانت مقرالخلفاء العباسيين، فأحببنا أن نزور الامام الحسن العسكري، وخرجنا لزيارته، فحينما دخلت على قبره الشريف حصلت لي روحانية لم يحصل لي مثلها قط. وهذه كرامة له. ثم قرأت ما تيسر من القرآن، ودعوت بما تيسر من الدعوات وخرجت.


والى هنا ينتهي لقاؤنا بكم ضمن هذه الحلقة من برنامج مزارات الموحدين قدمناها لكم من اذاعة طهران شكراً لكم والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة