البث المباشر

إعمار البلاد في عصر ظهور المهدي (عجل الله فرجه)

السبت 5 أكتوبر 2019 - 13:05 بتوقيت طهران
إعمار البلاد في عصر ظهور المهدي (عجل الله فرجه)

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 26

 

لانزال مع دعاء العهد، وهو الدعاء الذي يتلى كل صباح لتعجيل ظهور الامام عليه السلام (امام العصر المهدي عليه السلام)، (لا اقل من اربعين صباحاً) كما وردت الرواية بذلك..
وقد حدثناك عن جملة مقاطع منه، وها نحن نحدثك عن البعض الآخر، ومنه: (واعمر اللهم به بلادك، واحيي به عبادك).. هذان المقطعان او العبارتان تنطويان على معان ونكات متنوعة، يجدر بنا نحن قراء الدعاء ان نتبين دقائق ذلك..
اذن: فلنتحدث.. العبارة او الاستعارة الاولى هي: التوسل بالله تعالى بان يعمر بظهور الامام المهدي عليه السلام بلاده.. والسؤال هو: ما المقصود بالاعمار؟ ثم: لماذا قال الدعاء واعمر الله به بلادك ولم يقل بلادنا مثلاً؟ بالنسبة الى السؤال الآخر يمكننا ان نذهب الى القول: بان البلاد هي بلاد الله تعالى، واما استخدامنا نحن البشر هذه العبارة: اي (الارض او البلاد) انها ارضنا او بلادنا فهو استخدام مجازي لان مبدع الارض هو الله تعالى وهو مالكها ومالك السماوات وما بينهما وما فوقهما وما تحتهما.. وقد تسأل مثلا: لماذا جعل الله تعالى لنا (ملكاً) بموجب القوانين الظاهرة؟ والاجابة هي: ان ملكيتها او تمليكها لنا: يستهدف منه: تمرير التجربة الخلافية او العبادية في الارض، اي: عملية الاختبار وما يترتب عليها من نجاح الشخصية او اخفاقها، ومن ثم: انعكاس ذلك على المصائر الاخروية..
والآن: لندع هذا الجانب، ونتجه الى الاجابة عن السؤال الاخر وهو: ما المقصود من توسلنا بالله تعالى بان يعمر بلادنا بظهور الامام المهدي عليه السلام؟
بداية: نتساءل ايضا: هل الاعمار هو الاعمار المادي المتمثل في احياء الارض زراعياً او تطويرها صناعياً، وسائر ما تتطلبه التقنية مثلا؟ ام يقصد بذلك: الاعمار المرتبط بما هو روحي: كالمساجد ودور الايتام.. والخ؟ ام يقصد كلا الامرين؟
طبيعياً: ان الاعمار الروحي كما سنرى تتكفل العبارة الثانية به وهي: (واحيي به عبادك)، حيث ان الاحياء الروحي يرتبط بسلوك الشخصية وليس بالمظهر الحضاري او المادي للارض.. لكن بما ان مصطلح (البلاد) لاينسحب على الارض بما هي ارض بل بالكيان الاجتماعي المتمثل في ارض وبشر ومبادئ تحكم ذلك، حينئذ فان الجانبية المادي والروحي ينسحبان على ذلك..
هنا، لامناص من التذكير بان الاعمار مادام يرتبط بما هو مادي وروحي فان الجانب المادي منه: يتداعى باذهاننا الى (تسخير) البيئة الى نحياها بموجب مبادئ الله تعالى، حيث (سخر) لنا الارض وسواها، حتى نستثمرها في ضوء المبادئ التي رسمها الله تعالى في عملية الاعمار لمختلف جوانبها..
ان الاعمار المادي في ضوء المبادئ التي رسمها الله تعالى للبشر يختلف تماماً عن الاعمار الذي تشهده المجتمعات غير الاسلامية.. فاذا اخذنا بنظر الاعتبار، ان الاعمار ينبغي ان يستثمر عبادياً، فهذا ايضا: ان كل حجر يوضع او نبات يزرع او جهاز يصنع: ينبغي توظيفه من اجل الله تعالى.. وبما ان المجتمعات غير الاسلامية لاتأخذ بنظرها هذا الجانب، حينئذ فان التوسل بالله تعالى ان يعجل ظهور الامام المهدي عليه السلام حتى تعمر بلادنا به، يفرض مشروعيته، بخاصة ان الاحادث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسائر المعصومين طالما تشير الى خلافة الاسلاميين للارض بقيادة الامام المنتظر عليه السلام: بان ذلك يتم بنحو اصلاحي لما افسده المنعزلون عن السماء ومبادئها، اي: ان البيئة المادية سوف يطرأ عيها (تغير اجتماعي) لاعهد للبشرية به، بحيث يتم الاشباع لحاجات الناس بنحو لا احباط البتة خلاله.. وهذا فيما يرتبط باعمار البلاد..
واما بالنسبة الى العبارة الثانية وهي: التوسل بالله تعالى بان يحيي بظهوره عليه السلام (عباده)، فامر نحدثك عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة