البث المباشر

تأسيس جامعة طهران

الأربعاء 18 سبتمبر 2019 - 14:16 بتوقيت طهران

 

أحبّتنا المستمعين الأكارم !
نرحّب بكم أجمل ترحيب في هذا اللقاء الذي يتجدّد مع حضراتكم عند محطّة أخري من برنامجكم صروح حضاريّة والتي سنستعرض فيها تاريخ جامعة طهران باعتبارها الصرح الحضاري والعلمي الأوّل الذي تأسّس في إيران في العصر الحديث ، ندعوكم للمتابعــــة ....
مستمعينا الأعزّة !
استعرضنا في حلقة البرنامج المنصرمة تاريخ الجامعات والنظام التعليمي العالي في إيران ، وذكرنا أن فكرة تأسيس الجامعة في صورتها الحديثة تمّ تنفيذها لأول مرّة من خلال تأسيس دار الفنون عام ۱۸٥۲ م . وبعد اكتساب هذه التجارب ، طُرِحت فكرة تأسيس الجامعة عام ۱۹۲٦ من قبل الدكتور سنك النائب في مجلس الشوري الوطني آنذاك . وأخيراً وفي عام ۱۹۲۸ طرح البروفيسور محمود حسابي مؤسس الفيزياء الجامعية في إيران مقترح افتتاح جامعة طهران مع علي أصغر حكمت وزير الثقافة في ذلك الوقت . 
وفي سنة ۱۹۳۱ كلّف وزير الثقافة آنذاك الدكتورَ عيسي صديق بالسفر إلي أمريكا لإجراء دراسة حول المؤسسات العلمية في العالم الجديد أي الولايات المتحدة الأميركيّة وتقديم مشروع بشأن تأسيس جامعة في إيران . وبعد إجراء الدراسات العديدة من جانب وزارة الثقافة وجهود أفراد مثل علي أصغر حكمت وعيسي صديق ومحمد علي فروغي وعلي أكبر داور والدكتور حسابي ، قدّم مشروع تأسيس جامعة طهران أخيراً إلي مجلس الشوري الوطني عام ۱۹۳٤ و تمّت المصادقة عليه في ۱۹۳٤ . 
وبعد المصادقة علي هذا المشروع ، تمّ اختيار حديقة جلاليّة الجميلة في شمال طهران كموقع لجامعة طهران و أوكلت مهمّة بنائها إلي المعمار الفرنسي أندريه غِيدار وبعض المهندسين الآخرين . وفي نهاية عام ۱۹۳٤ ، انتهت عمليّات بناء الجامعة علي مساحة بلغت ۲۱ هكتاراً ووضع الحجر التأسيسي للجامعة في الموقع الذي يقع حالياً عند السلّم الجنوبي لكليّة الطبّ . 
و يحدّ الموقع الحالي لجامعة طهران شارعُ انقلاب من الجنوب ، وشارع بور سينا من الشمال و شارعا قدس و۱٦ آذر من الشرق والغرب علي التوالي .
أحبّتنا المستمعين !
وقد حوّل تأسيس جامعة طهران والذي كان قد تزامن مع تعرّف الإيرانيين علي العلوم الجديدة ، هذه الجامعةَ إلي المحيط الرئيس للتواصل مع حضارات البلدان الأخري . ومنذ بدء النشاطات التعليمية لجامعة طهران وحتي اليوم ، تولّي التدريس أو الدراسة فيها دوماً أشخاصٌ كفوؤون وشخصيات بارزة ومعروفة مثل الأستاذ جلال الدين همائي وعبد العظيم قريب وبديع الزمان فروزانفر و والبروفيسور محمود حسابي والأستاذ علي أكبر دهخدا والدكتور محمد معين والشهيد الدكتور مصطفي جمران . 
كما قام بالتدريس في هذه الجامعة أو درس فيها مفكّرون من مثل الشهيد الدكتور محمد مفتّح و الأستاذ الشهيد مرتضي مطهّري والدكتور عبد الحسين زرين كوب والدكتور كريم ساعي والدكتور أحمد جامي وغيرهم .
وتضم جامعة طهران حالياً ۳۸ معهداً وكلية و ثلاثين مؤسسة ومركزاً للبحوث والدراسات و ثلاثة وأربعين قطباً علمياً كما تضمّ مؤسسة للعلوم والتقنيّات تشمل بدورها ست عشرة وحدة تقنيّة كما تضمّ مركزاً للتدريبات الألكترونيّة . و يقع ضمن مجموعة هذه الجامعة مباني كلّ من كلية الفنون الجميلة ، والآداب والعلوم الإنسانيّة ، و العلوم ، والقانون والعلوم السياسيّة ، والطبّ ، وطبّ الأسنان ، والصيدلة ، و مسجد الجامعة ومبني المكتبة المركزيّة التي تعدّ من أهم مكتبات إيران . 
وتقع كلّ من كلية البيئة ، والجغرافيا ، والعلوم الاجتماعية ، والعلوم التربوية ، والاقتصاد ، والإلهيات والمعارف الإسلاميّة خارج موقع جامعة طهران . كما يقع البعض الآخر من الكليات والمراكز البحثية التابعة لجامعة طهران في كلّ من مدينة قم وكرج وباكدشت وساري وجوكا ونشتارود .
جدير ذكره أن كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة انفصلت في عام ۱۹۹۱ عن جامعة طهران لتشكّل جامعة طهران للعلوم الطبية .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
وقد اختير الشعار الذي وضع لجامعة طهران باعتباره الشعار الرسمي للجامعة ، من النقوش التاريخية لإيران والتي كان لها تاريخ طويل في الآثار الصناعيّة ومكانة خاصة في ثقافة إيران القديمة . وهذا الشعار الذي صمّمه الدكتور محسن مقدّم أحد أساتذة كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران ، هو اقتباس وتقليد للنقش الذي اكتشف بشكل مجصَّص في مواقع العصر الساساني و النقوش البارزة ونقوش أختام هذا العصر ، وهو علي التحديد تقليد من القطعة المجصّصة التي تمّ اكتشافها في مدينة طيسفون التاريخيّة .
وتعدّ بوّابة جامعة طهران من الرموز الخاصة لهذه الجامعة وقد شيِّدت عام ۱۹٦٦ و۱۹٦۷ . ويري البعض أن تصميم بوّابة الجامعة والتي كان مصمّمها طالباً يدعي كوروش بهرامي أحد طلّاب كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة طهران ، مستلهم من صورة خياليّة تمثّل طائرين رفعا أجنحتهما للنهوض من الأرض والتحليق . وقد شبّه العلم والمعرفة بجناحين يمكن دخول الجامعة بهما كما أن التخرّج من الجامعة من خلال تقوية هذين الجناحين يؤدّي إلي صعود الأشخاص نحو قمّة المجتمع . فيما يري البعض أن تصميم البوّابة يمثّل عنوان كتاب وضع مفتوحاً أمام الناظرين وهو ما يشير إلي قيمة البحث والدراسة . 
واستناداً إلي آخر الإحصائيّات ، فقد بلغ عدد الطلّاب في كليات جامعة طهران ومعاهدها في السنة الدراسية ۲۰۱٤-۲۰۱٥ ، ٤۳٥۳۸ طالباً حيث كان العدد الأكبر منهم من نصيب كلّ من فرع الهندسة الميكانيكية ، والمعمارية ، وكذلك البيطرة ، والإدارة التنفيذية ، واللغة والأدب الفارسي .
وفضلاً عن أن جامعة طهران تمثّل علي الصعيد الوطني الرمز الأوّل للعلم والمعرفة تحت سقف المركز النموذجي العلمي في إيران ، فإنها تمثّل في خارج نطاق إيران جامعة معروفة علي صعيد الشرق الأوسط . وتشغل جامعة طهران في الوقت الحالي مكانة مرموقة بين مؤسسات التعليم العالي في إيران والشرق الأوسط . ومن جملة أسباب أهميّة هذه الجامعة ، خصوصيّات مثل تاريخها وخلفيّتها وأساتذتها البارزين و دراسة الطلّاب الممتازين فيها وغير ذلك . فضلاً عن قيمة شهاداتها الدراسية داخل إيران وخارجها و ارتباطها وتعاملها مع الأجهزة التنفيذيّة والمؤسسات والشركات الصناعية والإدارية والتنفيذية و تمتّعها بالمكتبات والمختبرات المجهّزة و تعدّد فروعها وكلياتها ، كلّ ذلك يعدّ من المعايير التي أضفت مكانة وقيمة خاصة علي هذه الجامعة . ولذلك ، تذكر جامعة طهران دوماً باعتبارها الجامعة الأم و رمز التعليم العالي في إيران .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
علي أمل أن تكونوا قد أمضيتم معنا أوقاتاً طيّبة عبر حلقتنا لهذا الأسبوع من برنامج صروح حضاريّة ، نترككم في رعاية الله ، وإلي الملتقي ...

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة