البث المباشر

تعلم القران والاستقواء به

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 08:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من بركات القران الكريم: نقدم لكم الحلقة الخامسة عشرة من برنامج من بركات القران بعنوان "تعلم القران والاستقواء به"

السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله
تهدينا النصوص الشريفة الى أن من أهم الوسائل للأستفادة من بركات القرآن هو تعلم ما فيه والإستقواء والإستظهار به وحفظه والتفقه فيه.
هذا ما تصرح به كثير من الآيات الكريمة ومنها الآيات الأولى من سورة العلق وهي أول ما نزل من كتاب الوحي الإلهي، حيث يقول عزّ من قائل:
" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{۱} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{۲} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{۳} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{٤} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{٥} ".

مستمعينا الأفاضل، وقد حثت كثير من أحاديث النبي الأكرم وآله الطاهرين المؤمنين على تعلم القرآن وحفظه والتفقه فيه والإستقواء به.
وها نحن ننور قلوبنا بطائفة منها، مثل قول رسول الله – صلى الله عليه وآله –: " إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما إستطعتم".
وقال – صلى الله عليه واله –: " خياركم من تعلم القرآن وعلّمه".
وقال: "من قرأ القرآن، فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى له".
وقال – صلى الله عليه وآله –: "إذا أردتم عيش السعداء.. فإدرسوا القرآن".
وقال أيضاً : "من قرأ القرآن حتى يستظهره ويحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة، من أهل بيته".

وقال الوصي المرتضى أمير المؤمنين – سلام الله عليه –: "من إستظهر القرآن وحفظه وأحلّ حلاله وحرّم حرامه أدخله الله به الجنة".
وقال – عليه السلام –: "ألا أخبركم بالفقيه حقاً؟... [ هو ] من لم يترك القرآن رغبة عنه الى غيره".
وقال مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام –: "ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو يكون في تعليمه".
وقال – عليه السلام –: " إن الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلة حفظ له أجران"
وقال – سلام الله عليه – موصياً أحد أصحابه: " وإحذر من أن تقع من إقامتك حروفه [ أي القرآن ] في إضاعة حدوده".


وكما لاحظتم مستمعينا الأفاضل، فإن وصايا أهل بيت النبوة عليهم السلام تحث بشدة على تعلم القرآن ودراسته وحفظه والتفقه فيه والإستظهار به، وهذا من الوصايا المهمة التي لاغنى عن الإلتزام بها لمن أراد أن ينتفع من بركات كتاب الله العزيز، يقول العارف الخميني ضمن حديثه عن آداب تلاوة القرآن من كتابه القيم آداب الصلاة :
" عليك أن تضع نصب عينك أمراً مهماً يمهد الإهتمام به سبيل الاستفادة من الكتاب المجيد ويفتح لقلبك أبواب المعارف والحكم ألا وهو النظر الى هذا الكتاب الشريف نظرة التعلم وإعتباره كتاب تعليم وإفادة وإعتبارك نفسك مكلفاً بالتعلم والإستفادة ". ثم قال – قدس سره الشريف –: " ولا بد من الإشارة هنا الى أننا لا نقصد بالتعليم والتعلم والإفادة والإستفادة التأكيد على الجوانب الأدبية والنحو والصرف أو الفصاحة والبلاغة. فأي من هذه الأمور لا يعد من مقاصد القرآن... "

إذن فالمقصود من تعلم القرآن الذي تحث عليه النصوص الشريفة هو أن يجتهد الإنسان للحصول على معارفه وأخلاقه وإضاءاته بما يهديه الى أن يكون عيشه عيش السعداء والنجاة من حياة الغافلين.
وهذا النمط من تعلم القرآن هو الذي يفتح على قلب المؤمن أبواب الحكمة الإلهية التي هي مواريث النبوة فيكون مصداقاً لقول النبي الأكرم عن متعلم القرآن: " فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه ".
أي لا يحصر إهتمامه بأقامة حروف القرآن – أي يتعلم فقط العلوم القرآنية الظاهرية التي هي بمثابة المقدمات للوصول الى فهم القرآن. فلو إقتصر المتعلم على ذلك وإنشغل به ضيع حدود القرآن ومقاصده الحقيقية.

مستمعينا الأفاضل، ونلاحظ في الأحاديث الشريفة التي تلوناها في بداية اللقاء أنها تحث المؤمنين على إستظهار القران والمقصود بذلك هو الإستقواء بمعارفه وحججه البالغة في مختلف الشؤون الحياتية فيكون المؤمن قوياً بالقرآن.
من هنا ينبغي للمؤمن أن يسعى للحصول من القرآن الكريم على أسباب القوة المعنوية من كل آية يتلوها.
يقول العارف الخميني رحمه الله في كتابه آداب الصلاة  وضمن حديثه عن آداب تلاوة القرآن: " هذا الكتاب الشريف هو كتاب هداية وتعليم ونبراس طريق السلوك الإنساني لذا وجب على المفسر أن يوجه المتعلم ومن خلال كل قصة من قصص القرآن بل ومن كل آية من آياته – نحو الإهتداء الى عالم الغيب والعلامات التي تؤدي الى طريق السعادة... والمفسر يكون مفسراً حقيقياً عندما يفهمنا الهدف من نزول الآية وليس سبب نزولها، فكم من المعارف والمواعظ الجليلة تكمن مثلاً في قصة آدم وحواء وما جرى لهما مع إبليس منذ بداية خلقهما وحتى هبوطهما الى الأرض... وكم توضح لنا من معايب النفس... التي نحن غافلون عنها! "


جعلنا الله وإياكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران من أهل القرآن والناجين ببركة التمسك بحبله المتين اللهم آمين والى هنا ينتهى لقاؤنا بكم هذا من برنامج من بركات القرآن تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة