البث المباشر

الاتعاض بالمواعظ القرآنية

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 15:47 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من بركات القرآن الكريم: تتناول الحلقة الخامسة الهدف الرابع من إنزال كتاب الله وهو "الاتعاض بالمواعظ القرآنية".

إخوة الإيمان السلام عليكم وطابت أوقاتكم بكل خير.
الهدف الرابع من أهداف إنزال كتاب الله هو الموعظة والتذكير وجلاء القلوب.
وهذا هو موضوع خامسة حلقات هذا البرنامج، ولكن قبل أن نشرع في تناوله، نذكركم بأن النصوص الشرعية التي عرضناها في الحلقات السابقه قد هدتنا الى ثلاث أهداف أخرى للقرآن المجيد،
هي: - الهداية لطريقة الحياة الأقوم والأكمل والإنقاذ من الضلالة والجهالة، وثالثاً الترغيب والترهيب أو التبشير والإنذار لأصلاح الإنسان وحفظ حركته على الصراط المستقيم الموصل لسعادة الدنيا والآخرة.   


وكما عودناكم – أعزاءنا المستمعين – نبدأ لمعرفة هذا الهدف بالرجوع أولاً للقرآن الكريم، وقد بينت محكماته هذا الهدف في موارد عدة منها قوله تبارك إسمه:
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ " يونس ٥۷
وقوله جل جلاله: " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " زمر ۲۳
وقوله تباركت آياته " وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ " النور ۳٤
وقوله عزّ من قائل: " كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ " ص ۲۹
وقوله سبحانه وتعالى: " وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ " هود۱۲۰
وقوله عزوجل" هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ " آل عمران ۱۳۸
وكذلك قوله " وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ " القمر٤۰ و ۳۲ و ۲۲ و ۱۷ 


وقد فصلت السنة المطهرة الآيات الكريمة وزادت توضيح هذا الهدف في أحاديث كثيرة منها قول النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله –: " تعلموا القرآن... وإعتبروا بالأمثال"
وقوله – صلى الله عليه واله – في وصيته لابن مسعود: " إذا تلوت كتاب الله تعالي، فأتيت على أية فيها أمر ونهي فرددها نظراً وإعتباراً ولا تسه عن ذلك"
وقال أمير المؤمنين – عليه السلام – في أحاديث عدة: " إن الله سبحانه لم يعظ أحداً بمثل هذا القرآن... وفيه ربيع القلب وينابيع العلم، وما للقلب جلاء غيره... "
وقال: "وإعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش" .
وقال: ".. إقرعوا به قلوبكم القاسية " .
وقال: "... تمسك بحبل القرآن وإستنصحه.. "
وجاء في دعاء الإمام الصادق قبل تلاوة القرآن قوله – عليه السلام –: ".. اللهم فأجعل نظري فيه عبادة وقرائتي تفكراً وفكري إعتباراً وإجعلني ممن إتعظ ببيان مواعظك فيه... ولا تطبع عند قرائتي على قلبي ولا على سمعي.. " .
وقال الإمام الصادق – عليه السلام – أيضاً في بعض وصاياه للمؤمنين: " عليكم بالقران، فما وجدتم آية نجا بها من كان قبلكم فأعملوا به وما وجدتموه هلك من كان قبلكم فأجتنبوه " .
وقال – عليه السلام –: " من قرأ القرآن، ولم يخضع لله ولم يرق قلبه، ولا يكتسي حزناً ووجلاً في سره فقد إستهان بعظيم شأن الله تعالي.


مستمعينا الأكارم، وبعد أن نوّرنا قلوبنا بهذه النصوص الشريفة نعمد الى تلخيص دلالاتها فيما يرتبط بالهدف الرابع من أهداف تفضل الله جل جلاله على عباده بإنزال كتابه المجيد.
فهذا الهدف هو توجيه الموعظة والنصح والذكرى النافعة من الله جلت رحمته لعباده لكي يرقق قلوبهم ويجلو عنها القسوة وما يحجبها عن الرغبة في صالحات الأعمال.
ولا شك في أن مواعظ الله هي أسمى المواعظ وأشدها تأثيراً مثلما أن كلامه جل جلاله سيد الكلام بل ولا جلاء للقلوب بغير المواعظ القرآنية كما ورد في حديث أمير المؤمنين – عليه السلام –.
إن مما يميز المواعظ الإلهية عن غيرها أنها لا تبعث الرهبة من العذاب في القلب ثم تتركه أسير الخوف بل تبعث إثر ذلك مباشرة الأمل والرجاء برحمة الله الواسعة فيلين لذكر الله ويدفع صاحبه للتوجد للعمل الصالح والورع عن السيئات.
إذن فالمواعظ الإلهية تنتشل الإنسان – إذا إتعظ بها – من كل ما يرضاه الله عزوجل وتأخذ بيده الى رحاب التوبة والرحمة الواسعة وذكر الله بمعناه الشمولي الواسع.
والإنسان بحاجة مستمرة للموعظة والتذكير وجلاء القلب بحكم كونه معرضاً باستمرار للنسيان والغفلة والمشاغل الدنيوية التي تقسي القلوب.
لذا فلا غنى لمن يريد الإنتفاع من بركات القرآن أن يسعى الى إستماع الموعظة الإلهية من الآيات التي يتلوها والإعتبار بالأمثال التي تذكرها.
جعلنا الله وإياكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران من أهل الإعتبار والإتعاظ بالمواعظ القرآنية.
والى لقاء آخر من برنامج  من بركات القرآن  نستودعكم الله ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة