البث المباشر

شرح فقرة: يا من له المثل الاعلى

الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 08:34 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من له المثل الاعلى " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثكم الآن عن احد مقاطعه الجديدة وهو: (يا من له المثل الاعلي، يا من له الصفات العليا، يا من له الآخرة والاولي، يا من له الجنة المأوي، ...). 
هذه الفقرات من الدعاء مثل سائر مقاطع الدعاء تتجانس كل عبارتين من المقطع في دلالتها ونبدأ بملاحظة الفقرتين الاوليين وهما: (يا من له المثل الاعلي، يا من له الصفات العليا). تري ماذا نستلهم من العبارتين؟
يلاحظ ان المقارنة بين موضوعين تتم تارة من خلال ما هو مشترك بينهما أو تفاوت، ولكن المقارنة احياناً تتم بين هو مطلق وبين ما هو نسبي كما لو قارنا بين الله تعالي وبين العبد مثلاً، فمع ان العبد هو مخلوق وان الله تعالي هو الخالق، ومع ان الله تعالي يجعل في عبده صفة ما: كالرحمة الّا ان رحمة الله تعالي مطلقة قبالة الرحمة الانسانية التي اعطاها الله تعالي لعبده. من هنا فان المقارنة عندما تتم بين الرحمتين فمن اجل ان نتبين مدي عظمة الله تعالي وعدم امكانيته المقارنة الحقيقية بل المقارنة «التوضيحية اذا صح التعبير». 
وفي ضوء هذه الحقيقة نتجه اولا الي عبارة: (يا من له المثل الاعلي). فماذا نستلهم منها؟
المثل هو النموذج، والاعلي هو ما لا فوق له وحينئذ فان قلنا ان الله تعالي له النموذج الاعلي فنعني بذلك ما هو (المطلق) فيما لا حدود له من حيث السعة أو العد. 
والامر نفسه بالنسبة الي عبارة (يا من له الصفات العليا) ذلك ان صفاته تعالي من القدرة والعلم والارادة والخير. لا اعلي منها لأنها هي المطلق غير المحدود من الصفات والمهم هو ان قارئ الدعاء عندما يستحضر في ذهنه قدرته تعالي او علمه او رحمته عندئذ تتعمق في قرارة ذاته دلالة العظمة التي يتفرد بها تعالي وبذلك تزداد المعرفة لديه بقدر ما يحمله من زاد الوعي.
بعد ذلك تواجهنا عبارة (يا من له الآخرة والاولي) ثم عبارة (يا من له جنة المأوي). 
هنا لا نحتاج الي توضيح العبارة الاولي، اي: الآخرة والاولي بقدر ما نحتاج - ولو عابراً - ان نشير الي ان العلاقة او التجانس بين عبارة (الآخرة) وعبارة (الاولي)، تقتاد قارئ الدعاء الي ملاحظة انهما، اي: الآخرة والاولي، مرتبطتان بالعبارة التي تليها وهي جنة المأوي، بمعني ان تشويق قارئ الدعاء الي الجنة يظل من الوضوح بمكان ما دامت (الدنيا) هي الممهدة (للآخرة) وان الالتزام بمبادئ الله تعالي هو: المفضي الي الجنة وهذا من الوضوح الآن ايضاً بمكان. 
بعد ذلك نتجه الي عبارة (يا من له الآيات الكبري). فماذا نستلهم منها؟
من البين ان آيات الله تعالي هي: الآثار التي نشاهدها أو نستحضرها غيبياً، ان كل ما تقع عليه اعيننا وما نستحضره من الظواهر الغائبة حسياً او لنقل: ما نراه في الافاق وفي انفسنا كما ورد التعبير عن ذلك في القرآن الكريم يظل آيات واضحة من ابداعه تعالي ومن ثم: ادلّة اكثر وضوحاً علي وجوده تعالي وعلي عظمته: بطبيعة الحال. 
بعد ذلك نواجه عبارة (يا من له الاسماء الحسني). فماذا نستلهم منها؟
في تصورنا ان الاشارة الي الأسماء الحسني تتطلب - ولو سريعاً - شيئاً من التوضيح، وهذا ما نعدك به ان شاء الله تعالي لاحقاً. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة