البث المباشر

شرح فقرة: يا محي الاموات، يا منزل الآيات، يا مضعّف الحسنات

الأحد 11 أغسطس 2019 - 13:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا محي الاموات، يا منزل الآيات، يا مضعّف الحسنات " من دعاء الجوشن الكبير.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة وما تتضمنه من المعرفة العقائدية وغيرها ومن ذلك دعاء الجوشن الكبير حيث يتضمّن مظاهر عظمة الله وهذا ما حدثناك عنه في مقاطع متسلسلة من الدعاء وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه: (يا محيي الأموات، يا منزل الآيات، يا مضعّف الحسنات،...).
ونبدأ فنحدثك عن هذه الصفات ونستهلّ ذلك بعبارة: (يا محيي الأموات)، فماذا نستخلص من العبارة المذكورة؟
من البيّن ان الله قادر على كل شىء بحيث يقول للشيء كُن فَيَكُونُ، ومن مظاهر عظمته وقدرته هو: احياء الموتى. 
والسؤال: ما الذي يمكن لقارئ الدعاء ان يستلهمه من الظاهرة المذكورة؟
الجواب: لو قدّر لك ان تقرأ سورة البقرة وهى أطول سورة قرآنية لأمكنك ان تلاحظ بأنّ لها محاور محدودة، ولكن لكل محور مصاديق متنوعة وفي مقدمة هذه المحاور هو: محور الإماتة والإحياء، حيث نجد مثلاً مجموعة قصص وآيات في مواقع متنوعة من السورة نتحدث جميعاً عن (الإحياء والإماتة) بصفتها احد مظاهر قدرته تعالى، فقصة ذبح البقرة مثلاً تنطوي على إحياء (القتيل) وإخبار الجماعة بالقاتل، وقصة تقطيع الطيور الاربعة وإحيائها وقصة المارّ على احد مواقع الارض وإماتته (۱۰۰) سنة وأحيائه بعد ذلك وقصة الذين قَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ هذه القصص وتحوم كما نلاحظ على محور الاماتة والاحياء بصفته محوراً معبّراً عن احد مظاهر عظمته تعالى بخاصة إذا أخذنا بنظر الاعتبار ان بعض المنحرفين يقولون: «مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ» ويجيء الجواب «قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ». 
اذن احياء الاموات يظل في عبارة الدعاء: (يا محيى الاموات) له دلالته الواضحة على احد مظاهر عظمة الله ومعايشة ذلك في البشرية وغيرها: كما لا حظنا.
بعد ذلك نواجه عبارة: (يا منزل الآيات) فماذا نستخلص منها؟ 
الجواب: الآيات معناها الظواهر أو المظاهر الدالة وعلى ما هو معجز بمعنى ان كل شيء يبدعه تعالى هو آية من مظاهر عظمته سواء كان النازل (مبادئ عبادية) كالقرآن الكريم او مظاهر طبيعية كالسماء والارض. 
وما نستلهمه من هذه الظاهرة هو: تعميق معرفتنا العقائدية بعظمته تعالى والتسليم بآياته الباهرة ومن ثمّ استخلاص ما لا يحصى من مظاهر عظمته تعالى.
بعدها نواجه عبارة: (يا مضعّف الحسنات) وهي عبارة تتطلب منّا وقوفاً كبيراً لإستخلاص دلالتها المعبّرة عن رحمته تعالى وهي رحمة كما كرّرنا واسعة ورحمة لا حدود لسعتها ورحمة تبلغ بعظمتها ما لا تظاهيها أيّة رحمة يمكن تصورّها وهو ما تعبّر عنه فقرة (يا ارحم الراحمين) اي، اذا كانت ثمة رحمة متصوّرة بشكل أو بآخر فإن رحمته تعالى اكبر حجماً ممّا نتصوره في مخيّلتنا من مفهوم الرحمة.
ولعل عبارة (يا مضعّف الحسنات) هي واحدة من مظاهر الرحمة في سعتها وفي لا عدديّتها وفي تفردّها انها الرحمة المتجسّدة من تعامله تعالى مع الانسان وذلك عبر تعامله مع الحسنات الصادرة من الانسان، انه تعالى لا يجزي عبده اولا يثيبه بقدر ما يقدّمه العبد من الحسنة بل يكون الجزاء هو المضاعف من الحسنات مثل مجازاته الواحدة من الحسنة بالعشرة وهكذا. اذن ما اعظم رحمته تعالى وما اعظم ذنوبنا حيال الله تعالى واقلّ حسناتنا.
المهم نسأله تعالى ان يضاعف لنا جزاءه المتمثّل في رضاه وفي اثابته لأعمالنا وان يوفّقنا الى الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة