البث المباشر

شرح فقرة:"اللهم الى رحمتك رفعت بصري "

الإثنين 5 أغسطس 2019 - 10:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم الى رحمتك رفعت بصري " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

نتابع احاديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها ادعية الزهراء (ع)، حيث حدثناك عن احد ادعيتها، وانتهينا من ذلك الى مقطع جديد هو" اللهم الى رحمتك رفعتُ بصري، والى جودك بسطت كفّي، فلا تحرمني وانا اسألك، ولا تعذبّني وانا استغفرك، اللهم فاغفرلي فانك بي عالم، ولا تعذبني فانك عليّ قادر، برحمتك يا ارحم الراحمين ".
هذا المقطع من الدعاء لا نحسب ان احداً منا لم يستوعب دلالته الا ان المهمّ فيه هو: ما يتضمنه اولاً من صورفنيه، وما يتضمنه ثانياً: من صياغات لفظيه لها نكاتها الدلالية، حيث لا نتوقع ان يدرك أسرارها بعضاً من لم يتذوق النص بلاغياً.... اذن لنتحدث عن المقطع...
نبدأ اولاً بالحديث عن العبارتين الأوليين وهي:
" الى رحمتك رفعتُ بصري " و" الى جودك بسطتُ كفّي "... هنا من الممكن ان يتساءل البعض فيقول: ما هي النكات الكامنة وراء رفع البصر، ووراء بسط الكفّ ؟... اما رفع البصر فان قاريء الدعاء من الممكن ان يقول: ان الموجود بكل مكان فلماذا نرفع البصرإذن؟
الجواب: ان رفع البصرهو: للعلوّ وللرفعة وللتنظم الخ، لله تعالى ان الله تعالى بحسب النص القائل " سبح اسم ربك الاعلى "يعني: انه " الاعلى " مطلقاً ولا يشاركه في العلوّ احد سواه،... هنا، فمادام هوالاعلى مطلقاً فان الاتجاه بالبصرالى الاعلى يأخذ مسوغاته كما هو واضح...
واما بالنسبة الى بسط الكف... فهذا ما نوضّحه الآن.
مما لا شك فيه ان " بسط اليه " هوصورة فنية تنتسب الى ما نسميه بالرمز، اي: ان بسط الكف يرمزالى أصل هو: الحصول على المطلوب، وتسلمه باليد، فيكون تسلّم الشيء أويكون الأمل بالحصول على الشيء هو: 
بواسطه بسط الكف حتى يقع الشيء فيه... وهذا من حيث الواقع الحسي...
ولكن من حيث الواقع الروحي اوالمعنوي أوالفكري، فان المقصود هو: حصول الشيء وتحققه، فيكون البسط للكف رمزاً اوكنايةً أو تعبيرا غير مباشر: للحصول على الشيء: كما هو واضح حيث تتجانس اليد الآخذة مع المآخوذ من الله تعالي...
يبقى ان نحدثك عن النكات الكامنة وراء العبارات الآتيه،.... اولاً لماذا يقول النص " فلا تحرمني وانا اسألك " و" لا تعذبني وانا استغفرك "؟...
ثم: ما هوالفارق بين عبارة " اغفرلي فانك بي عالم " و" لا تعذبني فانك عليّ قادر "؟... هذا ما نبدأ بتوضيحه الآن...بالنسبة الى السؤال وعلاقته بالحرمان، فان النكتة وراء ذلك هي ان السؤال يقترن بحصول الشيء، فلذلك قال النص " لا تحرمني " و....
واما العذاب وعلاقته بالاستغفارفمن الوضوح بمكان " لأن الاستغفار
هو: توبة من الذنب، ومع التوبة يرتفع العذاب. كما هوواضح...
واما النكتة وراء العبارة القائلة " اغفرلي فانك عالمٌ بي " والفارق بينها وبين عبارة " لا تعذبني فانك قادرعليٌ " فيشمل علي: ان الله تعالى عالم بضعف العبد وعدم عصمته ، فيطالب بالمغفرة على الجهل الذي يقلق المذنب ،.... ويتمثل في العبارة الثانية " اي: لا تعذبني فانك عليّ قادر " فى ان الله تعالى يعفو وهو قادر، وهذا ما يطالبنا به الله تعالى في تأكيده على عفوالعبد عن الآخرعند مقدرته عليه، ولذلك يستثمرالدعاء هذه التوصية، ليتجة الى الله تعالى بالتوسل بالّا يعذبّه وهوقادرٌ تعالى على ذلك...
ختاماً: نسأله تعالى ان يغفرلنا، ويرحمنا، ويوفقّنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة