البث المباشر

جلال الدين محمد -۱۰

الإثنين 17 يونيو 2019 - 12:02 بتوقيت طهران
جلال الدين محمد -۱۰

حضرات الكرام، فيما مضي من حلقات هذا البرنامج، ذكرنا بان بهاء ولد وبناءا علي‌ دعوة‌ علاء‌ الدين كيا قباد السلطان السلجوقي قد توجه واسرته ومريديه الي مدينة قونية، وفيها حظي بإستقبال واحترام السلطان وكبار شخصيات البلاد وبعد عامين من قدومه قونية وهو في الثالثة والثمانين من عمرة توفي بهاء ولد وهكذا بدأ‌ فصل جديد في حياة جلال الدين محمد وهو في سن الشباب.
ولنا ان ندخل هذا الفصل الجديد عبر نافذة التاريخ.
بموت بهاء‌ ولد تولي جلال الدين محمد مسئولية ادارة اسرة ابيه وارشاد وتربية مريديه. والي جانب هذا تولي‌ جلال الدين محمد رعاية اسرته التي تتكون من زوجته جوهر خاتون وولديه بهاء الدين وعلاء الدين.
وعلي الرغم من دفئ كيانه الاسري وحبه لولديه كان جلال الدين الشاب يشعر بلوعة‌ الفراق بعد وفاة ابيه، وجالت الذكريات في ذهن جلال الدين ذكريات خراسان والسنوات المفعمة بالهدوء‌ حيث كان فيها جلال الدين في كنف ابيه وفي البيت كان جلال الدين وهو يري ولده الاكبر بهاء الدين يذهب الي الكتاتيب كان يتذكر ايام طفولة وصباه يوم كان في بلخ.
وهاجت بمولانا الشاب ذكريات الماضي‌ فما كان منه إلا أن أغرق نفسه في بحر المطالعة لكي ينسي تلك الذكريات لأن فيما ما يعصر قلبه ألما لا سيما وجلها ذكريات صحبته لأبيه بهاء ولد ليس في جادة‌ المكان بل في عمق الزمان وعالم السلوك والعرفان ومن يوم لآخر كان يزداد ارتقاء جلال الدين محمد لمنابر الوعظ والخطابة،‌ فألتف من حوله الكثيرون يستمعون الي‌ خطبه ويصغون الي مواعظه.
كانت مواعظ جلال الدين غنية بابيات الشعر العرفاني والقصص والحكايات من الوحي القرآني.
وكان كلام مولانا الرومي كلاما فيه لذة‌ للناس علي اختلاف شرائحم وتنوع طبقاتهم، في كلامه تتقصي الحكايات اللطيفة والابيات الجميلة والاشارات والنقاط المهمة.
وفي ذات الوقت كان جلال الدين ومن مجالس وعظه وحلقات درسه يتعلم التجارب تلو التجارب، ويتعرف علي عادات الآخرين وتقاليدهم المختلفة.
وفي تلك الاثناء كان وصول سيد برهان الدين محمد واحد مريدي ابيه بهاء ولد، لقد وصل الي قونية حيث يقيم جلال الدين.
وهو في الخامسة والعشرين من عمره عاد جلال الدين الي دنيا الماضي لم يمخرعباب الزمان، بل رحل في دنيا العرفان يوم اعاد الوصال مع معلمه المحقق الترمذي الذي حقا للدين برهان.
لقاء‌ المعلم الشيخ مع جلال الدين الشاب كان فيه تسكين لآلام الروح التي خالطتها بعد ان فقد الأبن أبيه، وداعبت أذُن جلال الدين اصداء‌، اصداء صوت ابيه الذي غاص في اعماق البرزخ وصوت من دنيا السنائي وآخر لعطار، تخالطها اصوات من بلخ وسمرقند وبالنسبة لمولانا جلال الدين الرومي فان مجيء السيد برهان الدين الترمذي الي‌ قونية كان الدخول الي الجنة‌ المنشودة او لنقل الظفر بالضالة المنشودة.
وكان الترمذي يريد لجلال الدين مرتبة اسمي من تلك التي رآها. اراد الاستاذ للتلميذ ان يتبوأ مكانة تليق بمنزلته الروحية العالية.
و شجع السيد برهان الدين الترمذي جلال الدين علي ان يسبر اغوار كتابات ابيه بهاء‌ ولد وهكذا تعلم جلال الدين محمد السبيل والسير والسلوك الي دنيا العرفان وكان له ذلك لأنه شاعر العرفان.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة