البث المباشر

جلال الدين محمد -۱

الإثنين 17 يونيو 2019 - 11:32 بتوقيت طهران
جلال الدين محمد -۱

سمّت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة لمنظمة الامم المتحدة والمعروفة اختصاراً باليونسكو، العام 2007 للميلاد عام جلال الدين محمد المولوي، وتأتي هذه التسمية بمناسبة مرور ثمانية قرون على ولادة هذا الشاعر الايراني الشهير.
وفي هذا الاطار بدأت منذ الآن مراسيم واحتفالات خاصة لتكريم هذه الشخصية العالمية الفذة في ارجاء العالم المختلفة.
هذا وان ترجمة النتاجات الادبية والعرفانية لهذا الشاعر الى مختلف اللغات واقامة المؤتمرات العديدة وانتاج افلام سينمائية ووثاقية عن حياة مولوي واعداد قطع موسيقية على اساس غزلياته فضلاً عن نشاطات وملتقيات مختلفة في ايران وفرنسا وتركيا والمانيا وامريكا وبريطانيا وشبه القارة الهندية، وبلدان اخرى ان دلت على شيء فانما تدل على اهمية هذا الامر.
وفي مقالة لها نشرت قبل مدة كتبت صحيفة الغاردين البريطانية تقول:
ثمة موضوع قد يبدو وغير قابل للتصديق ففي العالم الذي تعج به احداث عديدة مثل حادثة الحادي عشر من سبتمبر وصدام الحضارات وما فعله بن لادن، يلاحظ ان اكثر دوواين الشعراء بيعاً في امريكا ديوان الشعر الكلاسيكي للشاعر الايراني مولوي.
وفي بيان اليونسكو بمناسبة تسمية العام 2007 ميلادي باسم الشاعر مولوي نقرأ ان اليونسكو يرى ان الشخصيات الثقافية والعلمية والادبية في العالم لاتتعلق بقوم او ثقافة او شعب ما، انها ملك لكل المجتمع البشري.
وان اليونسكو يهدف الى التعريف بالشخصيات التي كان لها دور اساسي في اغناء الثقافة والحضارة العالمية، والى دعوة كل بلدان العالم للتعاون والمشاركة في الحوار بغية اقامة تفاهم ثقافي عالمي واشاعة الصلح في انحاء المعمورة.
ان الانظار تتوجه اليوم وفي العالم الى مولوي وادبه وثمة سؤال اشغل اذهان الكثيرين، من هو مولوي؟ وما هي خصائص ادبه؟ فعلى الرغم من انقضاء عدة قرون لم يقل مريدو هذا الشاعر فحسب، لا بل ازدادوا من يوم لآخر.
وجاء في تقرير لصحيفة الغاردين الانكليزية ان السيد كلمن باركس قام بترجمة النتاجات العرفانية والادبية لمولوي وان اكثر من نصف مليون نسخة قد بيعت من هذه الترجمة في كافة انحاء العالم، ويبدو انها اي نتاجات مولوي قد ترجمت الى لغات اساسية في العالم، هذا في وقت لم تتجاوز مبيعات كتب اخرى فيه عن عشرة آلاف نسخة.
ومولوي العارف والشاعر الايراني هو جلال الدين محمد البلخي نسبة الى مدينة بلخ، وُلِدَ في القرن السابع للهجرة وابوه (بهاء ولد) الخطيب والمدرس والعارف الذائع الصيت في بلخ، وفي ظل ابيه تربى مولوي الشاعر، وكان (بهاء ولد) بالنسبة له في مكانة الوالد والاستاذ معاً.
ومع اشتداد تهديدات الجيش المغولي وهجماته على حدود ايران وهدم المدن وارتكاب المذابح بحق الابرياء من الناس واستبداد حكومة السلطان محمد خوارزم شاه، اضطر الكثير من رجال الثقافة في ايران الى ترك وطنهم، ومن بين هؤلاء المهاجرين كان (بهاء ولد) والد مولوي الذي توجه لزيارة بيت الله الحرام والحجاز مع ابناء اسرته و300 من اتباعه.
وبعد ان اقامت اسرة مولوي في نيسابور وبغداد والشام والحجاز توجهت الى مدينة لارندة في آسيا الوسطى ومنها الى مدينة قونية حيث حل بها المقام الى نهاية العمر.
ودرس مولوي عند ابيه وتلاميذه البارزين والاساتذة المشهورين في ذلك العصر وتعرف على العلوم التي كانت متداولة في عصره وبعد وفاة ابيه حل هو محله.
وبفضل معلوماته وقريحته الشعرية وذوقه الادبي اصبح مولوي فريد عصره واجتمع له مريدوه الكثيرون.
ومن مؤلفات مولوي كتاب (المجالس السبعة) وكتاب (فيه ما فيه) وهما نتاج جلساته في الوعظ والتدريس وله كذلك ديوانه المعروف بالمثنوي وديوان شمس.
وفي الخامس من جمادي الاخر من عام 672 للهجرة توفي مولوي في مدينة قونية عن 68 عاماً.
ويعتبر مولوي شاعر القصة، ففي قالب قصصي ابان مولوي افكاره وعقائده وصبّ ادقّ المعاني العرفانية في كؤوس قصص المثنوي فارتشف من رحيقها عشاق العرفان والحقيقة.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة