البث المباشر

المساواة والتفاصل بالعمل الصالح

الأربعاء 22 مايو 2019 - 14:26 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج وآيات أخرى من الآيات الناطقة ببيان سبل بلوغ السعادة والحياة الطيبة وسبل حفظها، ومنها إقرار حاكمية المساواة بين جميع أفراد المجتمع من جهة ومن جهة ثانية إقرار مبدأ التفاضل عند الله عزوجل وأوليائه على أساس التقوى والعمل الصالح؛ نتدبر معاً في بعض الآيات الناطقة بهذين المبدأين الساميين، فكونوا معنا مشكورين.
قال الله تبارك وتعالى في الآية الثالثة عشر من سورة الحجرات المباركة مخاطباً المجتمع البشري عامة؛
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
هذه الآية الكريمة هي _مستمعينا الأفاضل_ من أجمع النصوص القرآنية التي تقر مبدأ المساواة بين الناس بجميع أصنافهم وفئاتهم، نساءً ورجالاً، فهم جميعاً متساوون في أصل الخلق والتكليف أمام الله عزوجل، فلا يحق لعربي أن يفخر على أعجمي بقوميته، ولا يحق لأعجمي أن يتفاخر على عربي بذلك، كما لا يحق لرجل أن يفخر على المرأة إنطلاقاً من كونه رجلاً، مثلما لا يحق للمرأة أن تفخر على الرجل بمثل ذلك.
ولا يحق لغني أن يفخر على الفقير بغناه ولا لأسود على أبيض أو بالعكس، فكل هذه التمايزات ليست معياراً للتفاضل بين الناس، بل جعلها الله عزوجل في خلقته لكي يتعارفوا فيستفيدوا من تنوع طاقاتهم وإمكاناتهم بما يخدم رقي المجتمع الإنساني وتكامله ككل.
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
ومع إقرار مبدأ المساواة بين الناس جميعاً، يفتح القرآن الكريم أفق التفاضل بين الناس على أساس قويم يخدم تكامل الرقي والمجتمع ككل، فالإنسان مجبول بفطرته على التقدم والتمايز، والله العليم الحكيم إستجاب لهذه النزعة الفطرية بجعل التقوى والعمل الصالح معياراً للتفاضل والكرامة عند الله؛ قال الله تبارك وتعالى في الآية ۹۷ من سورة النحل:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".
فالحياة الطيبة والجزاء الأحسن نصيب من عمل صالحاً ذكراً كان أو أنثى عربياً كان أو أعجمياً فالأكرم عند الله عزوجل هو الأتقى.
وختاماً نشكر لكم أيها الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة) دمتم بخير وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة