البث المباشر

حفظ حرمة المسلم

الأربعاء 22 مايو 2019 - 14:20 بتوقيت طهران

سلام من الله عليكم أيها الأكارم ورحمة منه وبركات؛ معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نقضي فيها دقائق مع آية من الآيات الناطقة ببيان سبل حفظ الحياة الكريمة الطيبة والسعادة الحقة للفرد والمجتمع.
ومن هذه السبل التي تهدينا إليها الآيات الكريمة (حفظ حرمة المسلم) وبيانها يأتيكم بعد قليل فكونوا معنا مشكورين.
قال الله الرؤوف بعباده وهاديهم لما فيه صلاحهم في الآية الثانية عشرة من سورة الحجرات:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ".
مستمعينا الأفاضل، هذه الآية الكريمة تنطق بأبلغ البيان بلزوم حفظ المسلم لحرمة أخيه المسلم من خلال الإلتزام بأداء ثلاثة من حقوقه؛ الأول أن لا يظن به إلا خيراً، وينبغي أن يحمل عمله على الصحة كأصل ثابت ويبرر الخطأ منه بأنه سهو غير متعمّد، أو أنه قصد الخير فيه وإن لم يصبه.
مستمعينا الأطائب، أما الحق الثاني للمسلم على أخيه الذي تذكره الآية الكريمة المتقدمة، فهو أن يحفظ حرمة حريمه الشخصي، إذ أن معنى (التجسس) هو تتبع ما إستتر من أمور الناس للإطلاع عليها؛ وهو معلوم أن لكل إنسان شؤوناً خاصة لا يرغب أن يطلع عليها الآخرون لعلة أو أخرى، فالتجسس عليه لكشفها سلوك مذموم ينتهك حريته وحريمه ويثير غضبه وأذاه ويدفعه إلى الرد بالمثل فتزول الحشمة بين الناس وكل ذلك يجر إلى البغضاء ويثير الشحناء والعداوات ويشغل المسلمين بها فيسلبهم السكينة والطمأنينة.
أما الغيبة فهي من مصاديق إنتهاك حرمة المسلم وأخطرها ولذلك شددت الآية في النهي بوصف فاعلها وكأنه يأكل لحم أخيه وهو ميت وهذا فعل يمقته الجميع أشد المقت وتنفر منه كل نفس.
ومعنى الغيبة هو إظهار العيب بظهر الغيب، أي في عدم حضور من ينسب إليه العيب فهو انتقاص لمن لا يملك إمكانية الدفاع عن نفسه؛ وهذا من اللؤم والجبن المعنوي، ولذلك فإن الغيبة تثير في النفوس أشد الأذى والألم وبالتالي الحنق على فاعلها وتشيع ذكر السوء والمعايب بين الناس فتصبغ المجتمع بصبغة السوء وأهله أعاذنا الله وإياكم من ذلك ببركة التمسك بولاية محمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين -.
وختاماً تقبلوا منا أيها الأكارم جزيل الشكر على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة) دمتم بخير وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة