البث المباشر

الشخصية

الأحد 12 مايو 2019 - 08:40 بتوقيت طهران

خبير البرنامج: الشيخ احمد الوائلي الباحث الإسلامي من لندن
مستمعينا الكرام... مرحبا بكم في لقاءٍ جديد لبرنامج آداب شرعية لحياة طيبة... وموضوع هذه الحلقة هو (الشخصية). نرجو قضاء وقت ممتع مع فقرات هذه الحلقة، ونتمنى لكم كل خير وسعادة وهناء.
عزيزي المستمع، من الأسباب المؤدية للحياة الناجحة التمتع بالشخصية الجذابة. وشخصية أي إنسان كالشعاع الأبيض تضفي على نفوس الآخرين سحراً عميق الأثر اذا كانت تتصف بصفات الخير.
ان الكون مجال مغناطيسي هائل. وكل انسان يمكن ان يجذب كل ما حوله اذا كان يتمتع بمزايا وصفات حسنة. فيؤثر في الآخرين ويتأثر بهم فيسعد بهم ويسعدهم.
عزيزي المستمع، من وسائل امتلاك أية صفة من الصفات الحميدة ان يتصرف الانسان وكأنه يمتلكها بالفعل.
فمن ليس شجاعا اذا تصرف وكأنه يشعر بالشجاعة فسرعان ما يمتلك صفة الشجاعة بالفعل.
وهذا الأمر ينطبق على سائر الصفات الحسنة والفضائل النفسية كالحيوية والنشاط والتمتع بقوة الشخصية.
يقول الحديث الشريف في صفة الحلم: "إن لم تكن حليما متحلماً، فتحلّم فانه قلّ من تشبه بقوم إلاّ أوشك ان يكون منهم".
فاذا كنت تشعر بالضعف -لأيّ سبب من الأسباب- فحاول ان تتصرّف وكأنك بالعكس من ذلك تماما، وذلك كفيل بأن يغير شخصيتك.
وهذا يعني أن من أقرب الطرق الى خلق شخصية متميزة جذابة هو التصرف وكأنك تملك شخصية متميزة بالفعل.
من هنا -مستمعينا الأفاضل- نلاحظ في النصوص الشرعية تأكيدات كثيرة على أهمية التحلي بالحلم في تعاملنا مع الآخرين، فما هي أبرز مصاديق هذا الخلق في حياتنا العملية؟
نستمع للإجابة من ضيفنا الكريم سماحة (الشيخ أحمد الوائلي، باحث اسلامي في لندن).
الوائلي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
أن الإسلام، غاية الإسلام هو أن يعلم الإنسان السلوك الصحيح ولذلك نرى أن القرآن الكريم أشار الى هذا الأمر عندما خاطب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ". (سورة القلم٤) ايضاً الرسول صلى الله عليه وآله أشار الى هذا الأمر"مابُعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق"؛ كانت هناك اخلاق حسنة عند العرب فجاء النبي صلى الله عليه وآله وثبّت هذه الأخلاق والأخلاق الغير حسنة والأخلاق السيئة نبذها الإسلام وهذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وآله عملياً، النبي وأهل بيته ايضاً إتخذوا هذا عملياً. النبي الأكرم عندما قاتله المشركون وعندما آذوه المشركون وعّبر عن ذلك "ماأوذي نبي كما اُذيت"، النبي صلى الله عليه وآله آذته هذه الأمة أذيّة كبيرة جداً لكن كيف قابلهم؟ قال: "اللهم إغفر لقومي إنهم لايعلمون". وهذا ايضاً ما أشار اليه الحسين سلام الله عليه في موقفه في كربلاء.
نشكرسماحة (الشيخ أحمد الوائلي، باحث اسلامي في لندن) على هذه الإجابة، ونواصل من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم(آداب شرعية لحياة طيبة).
عزيزي المستمع، ان ما أودع الله فيك من امكانيات وقدرات تجعلك قادرا على أن تسير نحو الأفضل وتحقق السعادة لك وللمحيطين بك.
قد لاتشعر بالنجاح والسعادة الآن ولكن بإمكانك باستخدام مواهبك الهائلة ان تغيّر شخصيتك وتكون ذا شأن وتكسب كل ما تطمح اليه في المستقبل.
فواقعك شيء... ومستقبلك يمكن ان يكون شيئاً آخر.
ان فيك كونا عظيما، فان عرفت قدره، واستثمرت ما فيه فسوف تكون شخصاً عظيما. ويكون مستقبلك خيرا من ماضيك.
يقول الامام علي (ع):

أتزعم أنّك جرمٌ صغير

وفيك انطوى العالم الاكبر


عزيزي المستمع، فهل وقفت يوماً تسأل نفسك من أنت؟
ربما يبدو هذا سؤالا تافهاً لا قيمة له. ولكن لاتعجل في الاجابة فقد ثبت علميا أن هذا من أهم الأسئلة التي تواجه الانسان.
فاذا لم يعرف الانسان من هو لن يعرف ماله وما عليه ولن يعرف قدر نفسه ولايمكن ان يسير في طريق النجاح ويشعر بالسعادة.
وكفى بالمرء جهلا ان لايعرف قدر نفسه. كما قال الامام علي (عليه السلام)، ولكي تتمتع بشخصية مؤثرة ايجابية كن أنت البادي بالعطاء.
وليكن مبدئك في التأثير الإيجابي في الناس قائماً على فلسفة أن تعطي الآخرين ما يطلبونه ويحتاجون اليه وهم لابدّ عندئذٍ أن يردوا لك الجميل ويمنحوك تلك الاشياء التي تحتاج اليها، وعليك ان تبدء من الآن.
ومن هذه اللحظة للتأثير الإيجابي في الناس، وان تدرك ان لديك الكثير من الاشياء التي يحتاج اليها الناس منها على سبيل المثال الكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة. والاستماع الى الآخرين باهتمام... ومراعاة مشاعر الغير وإحساسهم الاهتمام بمشاكل الآخرين. وأشياء عديدة لاتحصى نملكها ولانعرف قيمتها، ولانعرف كيف نستخدمها إستخداماً صحيحا.
امنح هذه الاشياء للآخرين وسوف يقومون عن طيب خاطر بمنحك النجاح والسعادة في المقابل. وبهذه الأشياء تتقن فن التأثير في الناس وتتمتع بشخصية جذابة مؤثرة من هنا أكدت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على حسن معاشرة الناس والسعي لإيصال الخير إليهم بمختلف مصاديقه حتى صرحت الأحاديث الشريفة بأن الكلمة الطيبة صدقة يثيب الله الإنسان عليها.
عن أهم الآداب الشرعية في التعامل مع الناس يحدثنا ضيفنا الكريم (الشيخ أحمد الوائلي، باحث اسلامي في لندن) فلنستمع لما يقوله.

الوائلي: الإسلام وضع خطوطاً عريضة للمسلمين في كيفية التعامل مع بعضهم البعض ووضع هذه الأسس وحددّها بقوانين لأن الإسلام لما جاء وضع قوانين للأمة بأن الأمة تسير على هذه القوانين ومن يخالف هذه القوانين أحياناً يخرج من جادة الإسلام يعني وضع هذه الأسس والمفاهيم العلمية والمفاهيم الأخلاقية للإنسان كي يُحسن تعامله مع البعض، كيف أنه يسامح الآخر، كيف يسلك السلوك الصحيح يعني هنالك بعض الأمور يعني الإنسان يُبعد الأذى عن طريق المسلمين. عندما يمر الأنسان ويرى بعض مايؤذي المسلمين فعليه أن يرفع هذا الأمر عن المسلمين؛ في أبسط الأمور في تعاملاته الزوجية، في التعاملات مع الطفل داخل البيت، التعامل مع الصديق، التعامل مع الأهل، التعامل مع الأقارب. نرى الإمام زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق وضع مجموعة ولائحة كبيرة من الحقوق للآخرين على أن للأخرين على الأنسان حقوق، هنالك حقوق للجوارح، هنالك حق للجار، هنالك حق للأخ، للأم، للأب هذه الحقوق لو راعاها الإنسان، الحقيقة هذه الصحيفة السجادية زبور آل محمد فيه من المفاهيم وللأسف أن هذه الأمة إبتعدت عن هذه المفاهيم. الحري بكل إنسان مؤمن أن يضع في بيته الصحيفة السجادية؛ عندما يقرأ الصحيفة السجادية التي وضعها الإمام زين العابدين عليه السلام لم يجد فيها فقط الجانب العبادي إنما هناك مفاهيم أخلاقية جسّدها الإمام عليه السلام في هذه الصحيفة؛ أراد لهذه الأمة أن تتربى، أراد لهذه الأمة أن تسمو لكن للأسف أن هذه الأمة إبتعدت عن هذه المفاهيم وبدأ الإنسان الآن في هذا الوقت عندما يتكلم عن أهل البيت عليهم السلام كأنما يتكلم عن أمر لم يكن في الإسلام إنما الإسلام جاء بهذه المفاهيم، وضعها النبي صلى الله عليه وآله وجسّدوها عملياً أهل البيت، جسّدوا هذه المفاهيم في سلوكهم وفي تعاملاتهم لذلك وضعوا لنا هذه المناهج وعلينا وحرياً بنا أن نتّبع هذا السلوك.
وبهذا ننتهي أعزاءنا لقاء اليوم من برنامجكم (آداب شرعية لحياة طيبة) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة