البث المباشر

التوسل الى الله بمحبة وصلة أوليائه المقربين حوار مع الشيخ محمد السند حول البرهان العقلي والفلسفي على لزوم التوسل الى الله بالاولياء

السبت 4 مايو 2019 - 08:51 بتوقيت طهران

الحمد لله قديم الاحسان واسع الرحمة عظيم الرأفة جميل الصنع حسن التدبير الذي هدانا الى وسائل قربه ودعانا الى مودة صفوة خلقه محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرناج نفتتحها بهذا الحديث المروي في البحار عن مولانا الامام الجواد عليه السلام وهو ان رجلاً قال بحضرته: اني لاحب محمداً وعلياً صلى الله عليهما وآلهما، حباً لو قطعت ارباً او قرضت لم ازل عنه فقال الجواد عليه السلام له: لا جرم ان محمداً وعلياً عليهما وآلهما السلام معطياك من انفسهما ما تعطيهما انت من نفسك انهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة الف الف جزء من ذلك.
التدبر في هذا الحديث الشريف يكفينا ايها الاخوات والاخوة في معرفة عظمة البركات العائدة على المؤمن من صلة اولياء الله المقربين محمد وآله عليهم السلام ومن محبتهم وهما المحبة والصلة من اعظم مصاديق التوسل بهم الى الله عز وجل.
والنصوص الشريفة المبينة لعظمة هذه البركات كثيرة، والقرآن الكريم يصرح بان الانفاقات التي يصل بها المؤمن محمداً(ص) هي سبب للتطهر والتقرب من الله عز وجل اذ ورد في الآيات المتحدثة عن امرالنبي صلى الله عليه وآله بأخذ هذه الصلات تعبيرات هي: تطهرهم وتزكيهم بها وذلك خير لهم واطهر، الا انها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته، وهذا الاثر يتصل من صلة ائمة عترته عليهم السلام وذريته.
كما ان الاحاديث الشريفة تصرح بان صلتهم بمختلف انواع الصلات في حياتهم الظاهرية وبعدها الواجبة كالخمس والمندوبة كالتصدق عنهم والانفاق في نشر تراثهم او بناء مراقدهم او اهداء ثواب العبادات المندوبة لهم كل ذلك يستتبع الفوز بمرافقتهم وشفاعتهم والحظوة باضعاف مضاعفة لهذه الصلاة من ردهم الجميل وما عند الله اعظم.
كما انها تصرح بان صلتهم سلام الله عليهم سبب للفوز بدعائهم للمتوسلين الى الله بذلك ودعاؤهم مستجاب يستنزل الرحمات الخاصة على المتوسلين فيكون محياهم ومماتهم محيا محمد وآله ومماتهم أي ان تكون حياتهم طيبة ومماتهم بحسن العاقبة.
وثمة آثار مباركة كثيرة في التقريب الى الله عز وجل تحصل من صلة اولياء الله المقربين عليهم السلام واهداء ثواب صالحات لهم، نكتفي بالاشارة الى اهمها مثل تطهير الاموال من الحرام والشبهات وفتح ابواب الرزق الحلال الطيب، وتزكية اعمال المتوسل وقبول الله عز وجل لها وجبران نقائها وتحليتها بكمال الاعمال.

*******

ولنا ايها الاخوة والاخوات وقفة مع وسيلة اخرى من وسائل التقرب الى الله باوليائه المقربين تأتيكم بعد الاستماع لما يقوله سماحة الشيخ محمد السند عن البرهان العقلي والفلسفي على لزوم التوسل الى الله بالكاملين من عباده، مع الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم جعلنا الله واياكم من المتوسلين بصدق باوليائه المقربين الى الله تبارك تعالى معنا مشكوراً سماحة الشيخ محمد السند، السلام عليكم سماحة الشيخ، سماحة الشيخ في حلقة سابقة اشرتم الى وجود برهان عقلي على ضرورة التوسل الى الله تبارك وتعالى باوليائه المقربين تفضلوا ببيان هذا البرهان؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة هناك برهان قائم على ضرورة التوسل في اصل المعرفة التوحيدية وفي العبادة التوحيدية وبيانه بشكل مقتضب يسمح به المجال، الخيارات في المعرفة الالهية اما ان باعتبار ان الذات الالهية هي ذات الاحادية الازلية التي لا منتهى لها ولا نهاية ولا حد ولا رسم يحدها، فهذه الذات الالهية اللا متناهية وهذه العظمة في الذات الاحدية مع كونها فوق قدرة أي مخلوق، اما ان يقال ان نعطل المعرفة ونجمد المعرفة باعتبار ممتنع وهذا ما لا يمكن ان يقول به موحد.
المحاور: باعتبار ان اول الدين معرفة الله تعالى.
الشيخ محمد السند: نعم والضرورة قائمة على لزوم الايمان ولزوم التوحيد وما شابه ذلك، فحين اذن ما يعبر عنه في التسمية المصطلحة بالتعطيل أي تجميد المعرفة سد باب المعرفة هذا ممتنع، او قال بان المخلوق يمكن ان يحيط بالباري ويهيمن في معرفته على الباري وهذا ايضاً خيار يحيله العقل لان الباري تعالى لا يكتنى.
المحاور: يعني غير محدود؟
الشيخ محمد السند: نعم المحدود باللا محدود فلا يكتنى ولا يوصل الى كنه ولا يمكن ان يمس ولا يحس ولا يجس ولا يجبه وليس هناك وصال مادي او روحي او عقلي بالله تعالى، اذن المعرفة بالكون او المعرفة بالذات ايضاً ممتنعة الخيار الثالث ان يقال بان الباري تعالى نعم محدود ويجسم ويشبه كي يتسنى للمخلوق ان يتعرف على خالقه سواءً نشبهه بالارواح والعياذ بالله او نشببه بالعقول والعياذ بالله او نشبهه بالانوار الروحية او نشبهه بالجسم وهو اسفل التشبيهات وبالمواد وحاشى الباري تعالى عن هذه النواقص وهذا ما يذهب اليه المشبه على اية حال قاتلهم الله، فلا يمكن ان يصاغ للباري تعالى لان هذا يستلزم النقص والقصور في الباري تعالى، فاذا كانت المعرفة غير مجمدة ولا معطلة ولم تكن المعرفة بالكون ميسرة للبشر الخيار الثاني والخيار لا يمكن ان يصال الى التشبيه باي درجة ولون ونمط من التشبيه والتعطيل، اذن ما الطريق الى معرفة الله الطريق لمعرفة الله كما يذكره القرآن الكريم كطريق متأصل في البيان القرآني والمعرفة القرآنية هو معرفة الله بآياته، معرفة الله بالآيات، الآيات المخلوقة هذه الآيات العظيمة المخلوقة التي هي مرآت وظهور وحكاية عن ما في الذات الالهية من عظمة وحكمة وعلم ونظم ودقة والى اخر الصفات العظيمة في الذات الالهية.
المحاور: نعم سماحة الشيخ يعني هذا هو المشار اليه في قوله تعالى بما مضمونه سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم الحق، هو هذا المشار او معنى آخر؟
الشيخ محمد السند: نعم هو هذا طريق وتبين الحق هو عبر الآيات وهناك آية اخرى ربما قرأناها في حلقات سابقة «إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ» دالة على الطريق الحصري في الآيات «إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء»، يعني حتى لعقيدتهم لكلامهم ايمانهم لا يصعد الى السماء الى القرب الالهي.
المحاور: يعني التكذيب بالآيات او الاستكبار عنها هذا هو سبب انه لا تفتح لهم الابواب؟
الشيخ محمد السند: «لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ»، هذه الآية دالة على ان مع المعرفة بتوسط الايات طريق حصري للمعرفة الالهية وايضاً هناك آيات عديدة تبين الحصر وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا، الاسماء طبعاً كما مر هي الايات ايضاً لان الاسم من الوسم والاسم وغير المسمى وهو الذات الالهية فالاسم وهو الوسم وهو العلامة وهو بنفس معنى الاية، فالالحاد أي الاعراض عن الايات اعراض عن السبيل للمعرفة الالهية فمما يدلل على ان العقل والقلب لا طريق له الى معرفة التوحيد الا ان يتوسل بالآيات الالهية المخلوقة العظيمة التي فيها مجلى وظهور للعظمة الالهية ظهور للصفات الالهية.
المحاور: عفواً سماحة الشيخ الوقت المخصص لهذه الفقرة انتهى واعتقد ان الامر يحتاج الى مزيد من التوضيح حبذا لو تسمحون لنا ان نوكله الى الحلقة المقبلة، جزاكم الله الف خير وجزا مستمعينا الافاضل خيراً على طيب متابعتهم للبرنامج يتفضلوا مشكورين بمتابعة ما تبقى منه.

*******

اهلاً بكم مرة اخرى في هذه الحلقة من برنامج التوسل الى الله وننتقل الى ذكر احدى الوسائل المهمة للتقرب الى الحق جلا وعلا باوليائه المقربين وهي وسيلة زياتهم عليهم السلام في حياتهم وبعد وفاتهم وتعاهد مراقدهم القدسية وهذه من الابواب الواسعة للفوز بالحظوة عند ربهم تبارك وتعالى لاحظوا الاحاديث الشريفة التالية: في كتاب المزار من موسوعة الوسائل للحر العاملي مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "من زارني في حياتي او بعد موتي فقد زار الله"، وفي عنه صلى الله عليه وآله انه قال لوصيه علي عليه السلام: "يا ابا الحسن ان الله جعل قبرك وقبور ولدك بقاعاً من بقاع الجنة وعرصة من عرصاتها، وان الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحن اليكم وتحتمل المذلة والاذى فيكم فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرباً منهم الى الله ومودة منه لرسوله، اولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي وهم زواري غداً في الجنة"، وفي عنه صلى الله عليه وآله مخاطباً سبطه الحسين عليه السلام وقد قال: يا ابه فما لمن يزور قبورنا على تشتتها؟ 
فقال: يا بني اولئك طوائف من امتي يزورونكم يلتمسون بذلك البركة وحقيق عليَّ ان آتيهم يوم القيامة فاخلصهم من اهوال الساعة.
وعن علي عليه السلام قال: المَّو برسول الله صلى الله عليه وآله اذا خرجتم الى بيت الله الحرام، فان تركه جفاء وبذلك امرتم والمَّوا بالقبور التي الزمكم الله حقها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها.
نسأل الله لنا ولكم اعزاءنا المستمعين صدق التوسل الى الله بزيارة المودة والولاء والتوقير لاوليائه المقربين سلام الله عليه الى لقائنا المقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة