البث المباشر

التوسل الى الله بمحمد وآله عبر اكرام الذرية النبوية حوار مع الشيخ محمد السند حول توقير النبي(ص) وتعظيمه توحيد لاشرك فيه

السبت 4 مايو 2019 - 08:51 بتوقيت طهران

الحمد لله وسبحانه وكما هواهله وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله والصلاة والسلام على ائمة المسبحين لربهم آناء الليل واطراف النهار محمد وآله الطيبين الاطهار.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في الحلقة الثانية والعشرين من حلقات هذا البرنامج افتتحها بالحديث النبوي التالي الذي رواه الشيخ الصدوق في اماليه مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: من اراد التوسل اليَّ وان يكون له عندي يد اشفع له بها يوم القيامة فليصل اهل بيتي ويدخل السرور عليهم.
مستمعينا الاعزاء الحديث المتقدم هو نموذج لطائفة كثيرة العدد من الاحاديث الشريفة التي تبين لنا احدى قوائم الوسائل الى الله باوليائه المقربين عليهم السلام يرجع الامر بها الى جذور قرآنية.
اجل فقد لاحظنا في حلقة سابقة ان الآيات القرآنية تأمر بتعظيم النبي الاكرم صلى الله عليه وآله واكرامه وتوقيره وبينت بعض مصاديق هذا التكريم والتعظيم مثل نهي المسلمين عن رفع الصوت فوق صوته والنهي عن مخاطبته بالطريقة المألوفة بينهم كما ورد في سورة الحجرات.
كما حفلت الاحاديث الشريفة المروية عن اهل بيت العصمة سلام الله عليهم بذكر مصاديق اخرى لتعظيم سيد الرسل وتوقيره صلى الله عليه وآله منها ما يعد اهم مصاديق التوسل الى الله عز وجل باوليائه المقربين عليهم السلام وهو اكرام ذريتهم وصلتهم وقضاء حوائجهم والدفاع عنهم وهذا ما دعتنا له كثير من الاحاديث الشريفة نذكر بعضها بعد ان نستمع لما يقوله ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد الشوكي عن العلاقة بين تعظيم اولياء الله المقربين والخضوع لهم وبين التوحيد الخالص نستمع للاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه معه زميلنا:
المحاور: سماحة السيد من الشبهات التي تثار بشأن التوسل الى الله عز وجل باوليائه المقربين عليهم السلام هي الشبهة القائلة بان هذا التوسل يشتمل على نوع من التعظيم والتوقير لاولياء الله تبارك وتعالى وهذا هو خلاف التوحيد الخالص فما تقولون فيما يرتبط بهذا الموضوع؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد، اما بالنسبة الى كون التوسل بالاولياء يؤدي الى تعظيمهم وتوقيرهم فهذا مما لا شك فيه لانهم لو لم يكونوا عظماء لما توسلنا بهم نحن عادة الانسان لا يتوسل بالاقل منه رتبة او بالمواسي منه رتبة وانما بالاعلى منه رتبة فمعنى كونهم عظماء هذا المعنى هو الذي جعلنا نتوسل بهم الى الله تبارك وتعالى وهذا المعنى لا اشكال في ان يكون الانسان عظيماً او يكون الانسان محترماً موقراً مقدساً، اما ان ذلك ينافي العقيدة الاسلامية الصحيحة ينافي التوحيد الخالص هذا ما لا نقبله ابداً، لاننا انما نتوسل بهم الى الله تبارك وتعالى باعتبار ان الله عز وجل هو الذي امر بان نتخذ اليه الوسيلة وهذه الوسيلة متعددة احد اهم الوسائل الى الله تبارك وتعالى هم الاولياء الصالحون وقال الله واتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة، ثم ان القرآن الكريم حافل بامثال هذه القضايا فمثلاً اولاد يعقوب سلام الله عليه لما ظلموا انفسهم واعترفوا بخطيئتهم بعد ذلك عندما احق الله الحق ونصر يوسف سلام الله عليه جاؤوا الى ابيهم وقالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين، كان بامكانهم ان يستغفروا الله عز وجل مباشرة وليس بينهم وبين الله حجاب لكن مع ذلك جاءوا الى يعقوب سلام الله عليه وطلبوا منه ان يستغفر لهم، كذلك بالنسبة الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في قوله تعالى: «ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول»، اذن هذه القضايا حافل بها القرآن الكريم وهي لا تنافي التوحيد باي حال من الاحوال لاننا نعتقد ان الضر والنفع هو من عند الله تبارك وتعالى وكل انسان بحد ذاته لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، غايته اضرب لذلك مثلاً ربما مثلاً اجتماعياً يعني مرة تحدث بيني وبين فلان مشكلة معينة فانا عندما اذهب اليه طبعاً انا مخطأ في حقه يعني وجهي ليس ابيض امامه فاتوسل ببعض الاشخاص الآخرين الذين لهم منزلة وتأثير على ذلك الشخص او لهم مكانة عند ذلك الشخص ولا اقول تأثير فاتوسط بهم لمثلاً لقبول العذر او لقبول الاعتذار، كذلك نحن عادة يعني بني البشر غير المعصومين نحن وجوهنا قليلاً او كثيراً سوداء امام الله عز وجل لان ما دام اننا لسنا معصومين معناه اننا نخطئ معناه اننا نذنب فلهذا نحن نتوسل ونوسط اولئك الذين صفحتهم نقية امام الله تبارك وتعالى والذين هم مقبولون تماماً تمام القبول عند الله عز وجل، فاذن ما دام ان الله هو الذي امر بذلك وما دام ان القرآن قد شرع هذه القضية وما دام اننا نعتقد انا هؤلاء بحد ذاتهم لا يملكون لنا ولا يملكون لانفسهم من دون اذن الله تبارك وتعالى لا يملكون لنا ولا يملكون لانفسهم واي مخلوق لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً الا ما شاء الله تبارك وتعالى.
المحاور: سماحة السيد على ضوء ما تفضلتم به يعني اساس الشبهة تقوم على ان التوسل يشتمل على التعظيم وهذا خلاف العبودية باعتبار ان التعظيم من مظاهر العبودية على ضوء ما تفضلتم به هل يمكن القول بان ليس كل تعظيم ينسجم عليه او يطلق عليه معنى العبودية باعتبار ان ما في تعظيم لعله اوضح من السجود وقد نقل القرآن الكريم ان اخوة يوسف وابواه؟
السيد محمد الشوكي: حتى آدم الملائكة الذين هم من اشراف الخلق الذين لا يعصون الله ما امرهم امروا بالسجود لآدم، هذا السجود فيه جنبتان فيه طاعة لله تبارك وتعالى باعتبار هو الآمر وفيه تعظيم لشأن ذلك المسجود له وهو آدم سلام الله عليه، فهذا ايضاً دليل آخر نقول ما دام ان الله يعظم اوليائه، لان العظمة التي ندعيها لهم ليست عظمة اجتماعية ليست عظمة مال ولا عظمة سلاح هي عظمة التقوى والورع والعلم والمعرفة بالله تبارك وتعالى علمهم وتقواهم معرفتهم الكبيرة بالله عز وجل اوصلتهم الى هذه المكانة العليا فالذي عظمهم هو الله تبارك وتعالى، ودعائنا في الحقيقة وتوسلنا لا يعظم منهم شيئاً كما يقولون ليس فوق مدحة الله مدحة ما دام ان الله هو الذي مدح وهو الذي اعلن شأنهم وهو الذي رفع مكانتهم فما نستطيع نحن لا نرفع شخصاً ولا نضع شخصاً اخر ومن يرفعه الله لا يضعه العباد ومن يضعه الله فلا يرفعه العباد.
المحاور: سماحة السيد الشوكي شكراً لكم وشكراً لكم احباءنا على طيب المتابعة تفضلوا مشكورين لمتابعة ماتبقى من برنامجنا التوسل الى الله.

*******

نتابع مستمعينا الاعزاء تقديم الحلقة الثانية والعشرين من برنامج التوسل الى الله، فننقل بعضاً من الاحاديث الشريفة الكثيرة التي تهدينا الى التوسل الى الله جل جلاله والتقرب منه باكرام الذرية المحمدية وصلتهم.
فمنها المروي من طرق الفريقين عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: اربعة انا لهم شفيع يوم القيامة المكرم لذريتي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في امورهم عندما اضطروا اليه والمحب لهم بقلبه ولسانه.
ومنها ما روي من طرق الفريقين عنه صلى الله عليه وآله انه قال: حرمت الجنة على من ظلم اهل بيتي وآذاني في عترتي ومن صنع صنيعة الى احد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فاني اجازيه غداً اذا لقيني يوم القيامة.
ويستفاد من هذا الحديث الندب الحاصل الى صلة واكرام من يقدر على صلته الانسان من الطالبين والاحسان اليهم وهذا يعني ان التوسل الى الله بصلة اولياء الله المقربين محمد وآله عليهم السلام يشمل ارحامهم ومن ينتسب اليهم اكراماً لهم صلوات الله عليهم فهو من علائم صدق المحبة والمودة.
ومن هذه الاحاديث الجامعة ما روي في كتاب الوسائل عنه صلى الله عليه وآله انه قال: اشهدوني على انفسكم بشهادة ان لا اله الا الله، الى ان قال: وان علي بن ابي طالب وصي محمد وامير المؤمنين وانمودة اهل بيته مفروضة واجبة على كل مؤمن ومؤمنة مع اتمام الصلاة لوقتها واخراج الزكاة من حلها ووضعها في اهلها واخراج الخمس من كل يملكه، حتى يدفعه الى ولي المؤمنين واميرهم ومن بعده الائمة من ولده فمن عجز ولم يقدر الا على اليسير من المال فليدفع ذلك الى الضعفاء من اهل بيتي من ولد الائمة فمن لم يقدر على ذلك فلشيعتهم ممن لا يأكل بهم الناس ولا يريد بهم الا الله.
ومن ذلك ما روي عن مولانا الصادق عليه السلام في كتاب المحاسن قال: من وصلنا وصل رسول الله ومن وصل رسول الله صلى الله عليه وآله فقد وصل الله تبارك وتعالى، وروي عنه عليه السلام انه قال لاصحابه المخلصين يوماً ووصلتمونا وجفانا الناس فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا.
ايها الاخوة والاخوات وتتنوع اساليب صلتهم عليهم السلام الواجبة والمندوبة مثل الاهتمام بامر ايصال الخمس ضمن ضوابطه الشرعية والتصدق نيابة عنهم واعانة فقراء شيعتهم ومحبيهم واعمار مراقدهم المشرفة وما يرتبط بها كالحسينيات والمكتبات الناشرة لتراثهم المبارك وغير ذلك.
وكذلك ذلك بركات سنشير لهم بعون الله تعالى في الحلقة المقبلة ان شاء الله الى حينها نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة