البث المباشر

طاعة محمد وآله(ع) والتوسل بهم الى الله حوار مع الشيخ محمد السند حول التوسل الى الله وحفظ الايمان التوسل والنظر الى الله بغير حجاب

السبت 4 مايو 2019 - 08:47 بتوقيت طهران

الحمد لله كلما حمد الله شيء وكما يحب ان يحمد وكما هو اهله وكما ينبغي يكرم وجهه عز وجل والصلاة والسلام على اشد الناس حمداً وشكراً له محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم ومرحباً في الحلقة العشرين من هذا البرنامج نفتتحها بآية ربانية كريمة وحديث نبوي مبارك ووصية رضوية غراء.
اما الآية فهو قوله عز من قائل: «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم».
واما الحديث النبوي فنجده في البحار مروياً عن جار الله الزمخشري من كبار مفسري الجمهور عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (فاطمة بهجة قلبي وابناها ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والائمة من ولدها امناء ربي وحبل ممدود بينه وبين خلقه من اعتصم بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى).
واما الوصية الرضوية الغراء فنقرأها من كتاب سفينة البحار عن مولانا الرضا عليه السلام قال: (لا تدعو العمل الصالح والاجتهاد في العبادة اتكالاً على حب آل محمد عليهم السلام ولا تدعو حب آل محمد عليهم السلام والتسليم لامرهم اتكالاً على العبادة فانه لا يقبل احدهما دون الآخر).
ايها الاخوة والاخوات هذه النصوص والكلمات النورانية تعرفنا بالمصداق الثاني المهم للتوسل الى الله وقربه جل جلاله باوليائه المقربين محمد وآله عليهم السلام وهو موالاتهم واتباعهم وطاعتهم فهو المظهر الصادق لمودتهم فلا يتحقق حبهم حقيقة الا باتباعهم مثلما ان العبادة لا تصطبغ بصبغتها الالهية الحقيقية الا بحبهم الولائي والتسليمي فهما وجود واحد وبهما يستكمل الايمان ويحظى العبد بالقرب ببركتهما.
لنتدبر معاً في الحديثين التاليين الاول مروي عن مولانا الصادق عليه السلام في مختص البصائر قال: (من سره ان يستكمل الايمان فليقل القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما اسروا وفيما اعلنوا وفيما بلغني وفيما لم يبلغني).
والحديث الثاني مروي في الكافي عن مولانا الامام الباقر عليه السلام ضمن حديث طويل قال: (ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) باب الله الذي لا يؤتى الا منه وسبيله الذي من سلكه وصل الى الله وكذلك كان امير المؤمنين عليه السلام من بعده وجرى في الائمة واحداً بعد واحد جعلهم الله اركان الارض ان تميد باهلها وعمد الاسلام ورابطه على سبيل هداه ولا يهتدي هاد الا بهداهم ولا يضل خارج من الهدى الا بتقصير عن حقهم لانهم امناء الله على ما اهبط من علم او عذر او نذر).
اذن فالتوسل الى الله عز وجل لا يكون الا باوليائه المقربين سلام الله عليهم لانهم رابط الله على سبيل هداه كما ورد في حديث الامام الباقر عليه السلام وقد عرفنا في الحلقات الاولى من البرنامج ان معنى الوسيلة هو الرابطة بين العبد ومولا جل جلاله.

*******


من هنا نعرف ان الايمان لا يستكمل الا بالتوسل بهم عليهم السلام والراد عليهم بحد الشرك الذي يحيط الايمان لانه رد على الله وتمرد على ارادته في جعلهم الوسيلة اليه اما عن علاقة التوسل بحفظ الايمان فثمة توضيحات نستمع اليها في الحوار الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا مع سماحة الشيخ محمد السند.
المحاور: سماحة الشيخ في الحلقة السابقة وانتم تبينون ادلة التوسل ومظاهره اشرتم في ردكم للشبهات عن التوسل الى قضية ان من الاخطار المحورية لترك التوسل هو فقدان الايمان والتوحيد، هذه النقطة اعتقد انها تحتاج الى توضيح، يعني ما علاقة التوسل الى الله تبارك وتعالى بأولياءه المقربين او بالوسائط التي امر بها وحفظ الايمان والتوحيد؟ تفضلوا:
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة ان هناك ظاهرة قرآنية مقعمة نشاهدها في الآيات الحاثة على التوسل برسول الله وآل بيته دالة ليس فقط على ان شرائط الدعاء وشرائط الاعمال وقبولها وصعودها الى الحضرة الالهية ان تكون مشروعة ومقرونة‌ بالنبي وآل بيته فقط بل نلاحظ فيها ظاهرة اخرى يبينها القرآن الكريم الا وهي وان التوسل بالنبي وآل بيته وبآيات الله وحججه واولياءه المعصومين، التوسل ركن في الايمان، بحيث ان الآيات تدل على ان الايمان لا يثاب عليه الانسان، ايمانه بالله، ايمانه بالاخرة، ايمانه حتى بدين الاسلام، هذا لا يثاب عليه بالاخرة ويرد ويرفض ويصح منه التوحيد الا بالتوسل بالنبي وآل بيته، مثلاً الآية الكريمة «ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك» جاؤوك يعني التجؤا اليك استغاثوا بك، توسلوا اليك وتوجهوا بك، المجيء في لغة العرب اذهب الى فلان يعني التجأ به، احتمي به، نعم اجعل لواذك به واستجارك به، جاؤوك هكذا تستعمل في لغة العرب، جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول، اذن لابد ان يقرن تشفع النبي لهم، لوجدوا الله تواباً رحيماً، الاوبة، الايمان هو نوع اوبة الى الله ونوع قربى الى الله، إذا كانت الاوبة والقرب الى الله، إذا كان من اكبر الاسباب الى القرب الى الله هو الايمان وان دلت هذه الاية على ان الاوبة والرجوع والقرب الى الله لايتم الا بالتوسل الى النبي، ليس فقط الايمان بالنبي بل لابد من التولي (صلى الله عليه وآله) في مظهر التوسل، فالتولي للنبي لا يتم الا بالتوسل والتوجه به الى الحضرة الالهية والا فلن تتحقق اي اوبة من الانسان الى الله او قربى، حتى في توحيده وايمانه بالتوحيد، كذلك الآية الكريمة الاخرى التي مرت علينا في سورة‌ الاعراف، «ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها» قرن الاستكبار والصد عن آيات الله وعدم الارتباط والتوجه بها الى الله قرن بنفس التكذيب والتكذيب هو جحود وكفر، هذان امران سيان، متساويان اي منهما وقع يسبب ان لا تفتح ابواب السماء لدعاء العبد ولا لصعود اعماله ولا لصعود ايمانه، لان الايمان لابد ان يصعد ايضاً، لا تفتح لهم ابواب السماء لا لايمانهم ولا لاعمالهم ولا لدعاء هم لان كما قال اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح، اذن الكلم الطيب وهو الاعتقاد، القول الطيب الصالح الصادق يعصد الى الله، فأذا كانت السماوات ابوابها مصدودة فمن يستكبر عن آيات الله ويزدري بها، لا يتخاضع، لا يتضعضع لها ويلتجأ بها ويتوسل بها فبالتالي لن تفتح له ابواب السماء حتى لتوحيده، حتى لايمانه. 
المحاور: يعني إذا اصل الايمان لم يكن يعني اصل التوحيد لم يكن.
الشيخ محمد السند: لذلك انا في بعض التحقيقات التي طبعت الحمدلله ذكرت ان التوسل ليس فقط راجح ومستحب او شرط في صحة الاعمال والايمان بل هو ركن الايمان، هؤلاء الذين يجحدون في الحقيقة يجحدون ركن الايمان ولذلك تتابع الآية الكريمة تقولولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط يعني محال، اذن لن يثابوا على توحيدهم وان زعموا انهم موحدون، اذن ركن التوحيد هو التوسل بآيات الله لان كما يقول القرآن الكريم «فانهم لا يكذبونك» بل هم بآيات الله يكذبون يعني يستخفون بالله ومظاهر التوحيد في كل مقام، للتوحيد مظهر، للتوحيد ركن وللتوحيد مقام ومن مقامات توحيد الله، كما التوحيد في الافعال والتوحيد في المعاد توحيد الله في آياته واولياءه، نعم يعظموا بتعظيم الله لهم فبالتالي اذن خلصنا الى ان الايات الدالة على ان التوسل ليس امراً راجحاً فحسب وليس شرط في صحة الاعمال فحسب بل هو شرط في صحة التوحيد اي ركن في التوحيد والايمان.

*******

نرحب بكم مستمعينا الافاضل مرة اخرى في الحلقة العشرين من برنامج التوسل الى الله، ونستكمل حديثها عن المصداق الثاني المهم للتوسل الى القرب الالهي باولياء الله المقربين سلام الله عليهم فنشير الى ان القرآن الكريم صريح في اتباع النبي (صلى الله عليه وآله) هو السبيل الوحيد للوصول الى الله عز وجل واتباعه (صلى الله عليه وآله) لا يتحقق حقيقة الا باتباع وموالاة اهل بيته المعصومين سلام الله عليهم وعليه تكون موالاتهم المتجسدة بالتمسك بامامة امام العصر عليه السلام هي السبيل الوحيد للفوز بقرب الله ودار كرامته تبارك وتعالى من دون وجود أي عقبة او حجاب يحجب العبد عن ربه جل جلاله وهذه هي البشرى الكبرى للمؤمنين نقرأها في حديث مولانا الرضا عليه السلام المروي في كتاب المحاسن وهو مسك ختام هذه الحلقة قال سلام الله عليه: (من سره ان ينظر الى الله بغير حجاب وينظر الله اليه بغير حجاب فليتول آل محمد وليتبرأ من عدوهم وليأتم بامام المؤمنين منهم فانه اذا كان يوم القيامة نظر الله اليه بغير حجاب ونظر الى الله بغير حجاب).
كونوا معنا مستمعينا الاعزاء في الحلقة التالية من برنامج التوسل الى الله ومصداق من مصاديق التوسل اليه جل جلاله باوليائه المقربين عليهم السلام الى حينها نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة