البث المباشر

تفسير من النبي(ص) لآثار المودة لآل محمد(ص) في التوسل الى الله حوار مع الشيخ محمد السند حول التوسل الى الله وتوقير الاولياء المقربين

السبت 4 مايو 2019 - 08:42 بتوقيت طهران

الحمد لله الذي جعل حبه وطاعته وولايته في محبة رسوله وآله وطاعتهم وولايتهم صلوات الله عليهم اجمعين.
السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله وبركاته، هذه مستمعينا الاكارم الحلقة السادسة عشرة من حلقات هذا البرنامج نتناول فيها موضوع محبة اولياء الله ومودتهم كاحدى اهم مظاهر التوسل بهم الى الله جل جلاله.
ومحور الحديث في هذا الشأن احد الاحاديث الشريفة الجامعة استمعوا له بعد تفسير محمدي لآيات المودة في القربى:
روى الشيخ الصدوق رضوان الله عليه في كتاب الخصال مسنداً عن خاتم الانبياء وسيد المرسلين المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) انه قال: من رزقه الله حب الائمة من اهل بيتي فقد اصاب خير الدنيا والاخرة فلا يشكن انه في الجنة فان في حب اهل بيتي عشرين خصلة، عشر في الدنيا وعشر في الاخرة.
وقبل ان نتابع نقل هذا الحديث النبوي الجامع نشير الى نقطتين مهمتين للغاية تضمنهما صدره الاولى ان حب الائمة من اهل البيت هو حب الهي ورزق خاص يتفضل به صاحب الفضل العظيم على من اراد به خيراً، فهو نعمة كبرى بل النعمة العظمى التي لا ريب في انها قرينة الفوز بالجنة هذا اولاً، وثانياً فان نبينا الاكرم (صلى الله عليه وآله) يحدد بوضوح ان ائمة عترته الطاهرة هم مصداق القربى الذين امره الله عز وجل بان يطلب مودتهم اجراً لرسالته وهو اجر يعود نفعه للمحب كما صرحت بذلك آية سورة سبأ حيث يقول الله عز وجل «قل ما سألتكم من اجر فهو لكم ان اجري الا على الله»، وقوله عز وجل في سورة الفرقان«قل ما اسألكم عليه من اجر الا من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلاً».
نعود مستمعينا الى تتمة الحديث النبوي المتقدم حيث بين (صلى الله عليه وآله) الخصال العشرين المتحصلة من مودة وحب الائمة من اهل بيته عليهم السلام فقال: اما في الدنيا فالزهد والحرص على العمل "يعني الصالح" والورع في الدين والرغبة في العبادة، والتوبة قبل الموت والنشاط في قيام الليل، واليأس مما في ايدي الناس، والحفظ لامر الله ونهيه عز وجل، والتاسعة بغض الدنيا والعاشرة السخاء.
ثم قال (صلى الله عليه وآله) في بيان الآثار الاخروية لمودة وحب آل محمد الائمة المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين قال: واما في الآخرة فلا ينشر له ديوان، ولا ينصب له ميزان "أي ينجو من مناقشة الحساب" ويعطى كتابه بيمينه ويكتب له براءة من النار ويبيض وجهه ويكسى من حلل الجنة، ويشفع في مائة من اهل بيته، وينظر الله عز وجل اليه بالرحمة ويتوج من تيجان الجنة والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب فطوبى لمحبي اهل بيتي.

*******

مستمعينا الافاضل، وكما تلاحظون فان جميع هذه البركات الدنيوية والاخروية لمحبة اهل البيت عليهم السلام تعود على المحب لهم المتوسل بهم الى عز وجل فتجعله يحيا الحياة الطيبة في الدنيا والاخرة.
ومحبة اولياء الله والتوسل بهم اليه عز وجل يشتمل على نوع من التوقير والتعظيم لهم، وهذا ما اثر حملة الاحقاد السفيانية بشأنه شبهة يجيب عنها ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند في الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه معه زميلنا:
المحاور: نعرض اليه السؤال التالي فيما يرتبط بالشبهات التي يثيرها اعداء التوسل الى الله تبارك وتعالى بأولياءه من خلال القول بأن في التوسل تعظيم للمتوسل بهم وهذا شرك في العبادة ‌بأعتبار ان التعظيم من مصاديق او مظاهر العبادة، سماحة الشيخ محمد السند ماذا تقولون بشأن هذه الشبهة؟ تفضلوا:
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته المطهرين. بالنسبة الى ان التوسل ليس عبودية فهذا افتراء من الجاحدين الى‌ التوسل الذي هو من اعظم ابواب التوحيد ونجيب عنه بنقطتين، النقطة الاولى، اصل التعظيم ليس كل تعظيم عبارة عن عبادة للمعظم بل اصل التعظيم قد شرعه الله وسنه الله لنا بالنسبة الى الانبياء وبالنسبة الى اهل بيته بالنسبة لبقية الانبياء فقد قال الله تعالى مثلاً: «لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي» «ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون» «ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض» فجعل ذلك مجرد الاخلال بالادب مع النبي (صلى الله عليه وآله) ليوجب حبط الاعمال والايمان، اي تعظيم هذا للرسول، ايضاً امرنا القران ان نعزره ونوقره وان نبجله، القرآن مافتأ يعظم في النبي (صلى الله عليه وآله)، «انك لعلى خلق عظيم» قل «ما ارسلناك الاّ رحمة للعالمين» هذه الاوصاف العظيمة، هذا تعظيم من الله، مديح الله للنبي (صلى الله عليه وآله) ولاهل بيته وللانبياء والمرسلين هو تعظيم للاولياء وتعليم للمسلم وللمؤمن ان كان حقاً يريد الايمان وان يريد الاسلام ان يعظم ما عظم الله، لا يهين والعياذ بالله ولا يسخر ولا يحقر من عظم الله لذلك يصف لنا القرآن الركيم المنافقين، من صفات المنافقين «وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورايتهم يصدون وهم مستكبرون» الاستكبار على الرسول وعلى بيته وعلى الانبياء والمرسلين والاولياء بالحجج هذه من صفات المنافقين، من صفات ابليس اللعين، ابى واستكبر، لم يخضع ولم يتواضع ولم يعظم آدم كما امره الله ان يعظم آدم، هذا يدلل على ان اصل التعظيم سنة اصيلة قرآنية امر بها الله عزوجل ملائكته وامر بها عباده، يعظم الانبياء ويعظم المرسلين، ومن يعظم الله، لان في تعظيم انبياء الله ورسله وسيد الرسل واهل بيته هو تعظيم لامر الله وتعظيم لطلب الله وتعظيم لارادة الله وتحكيم لارادة الله على ارادة العبيد، تحكيم لمقام الله عزوجل على مقامنا، اما ان نتمرد وان نستكبر ونصد فقد انذرنا القرآن الكريم «ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء» اذن من شرائط اجابة الدعاء ‌والعبادة والاعمال هو الخضوع والتعظيم لمن عظمه الله عزوجل وامرنا بتعظيمه ومديحه وبتجيله، كل فضيلة يذكرها القرآن عن النبي واهل بيته ما هي الا بيان لسنة ولتعليم وعقيدة التعظيم، غاية الامر التعظيم حيث انه بأمر الله يصب في الحقيقة الى تعظيم الله، تعظيمه كما اننا لما نعظم الكعبة ونعظم بيت الله الحرام ولا شك ان هذه احجار ومخلوقات ولكن لانها اضيفت الى الله عزوجل وامر الله بتعظيمها فيكون تعظيمها تعظيم لله عزوجل، اذن هذه شقشقة ونفثة تمردية واستكبارية لجحود التوسل ولجحود حقيقة التوحيد وجحود حقيقة العبادة لله عزوجل، هذه النقطة الاولى.
المحاور: سماحة الشيخ، الوقت المخصص لهذه الفقرة تقريباً اوشك على نهايته لو سمحتم نوكل الحديث عن هذه النقطة الى الحلقة المقبلة ان شاء الله.

*******

ما نقدمه لكم اعزاءنا من اذاعة طهران هو برنامج التوسل الى الله في حلقته السادسة عشرة فنشير الى ثلاث حقائق قرآنية بصورة مجملة ونترك تفصيلاتها الى الحلقات المقبلة:
الحقيقة الاولى: ان الشرك الخفي والاستكبار وعبودية الانا المتجبرة هي سبب رفض التوسل باولياء الله المقربين عليهم السلام وهذا الموقف الاستكباري هو من ارث ابليس ومن مصاديق خطيئته الكبرى وهي سبب طرده من الحضرة الالهية وتهاويه في ظلمات الغواية.
الحقيقة الثانية: ان التوسل باولياء الله المقربين والخضوع لهم وتعظيمهم هو علاج مرض التكبر الابليسي ويحرر المتوسل بهم عليهم السلام من عبودية الانا المستكبرة فيخرج من ظلمات عبودية النفس الى نور عبودية الله عز وجل بواسطة التمسك بعروة الولاية والتوسل وهي العروة الوثقى.
الحقيقة الثالثة: ان الاستجابة الخالصة لامر الله بالتوسل اليه باوليائه المقربين تحصن الانسان من الشرك وتفتح امامه ابواب التطهر بالهداية الالهية والسير على الصراط المستقيم والتقرب اليه جل جلاله رزقنا الله واياكم احباءنا ذلك وان شئتم تفصيل الحديث عن هذه الحقائق فكونوا معنا في الحلقة المقبلة فالى حينها نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة