البث المباشر

المهدويون والإستعجال الممدوح/داعش وحركة السفياني/حكاية عنوانها (نبع الشفاء)

السبت 20 إبريل 2019 - 15:39 بتوقيت طهران

(الحلقة : 407)

موضوع البرنامج:
المهدويون والإستعجال الممدوح
داعش وحركة السفياني
حكاية عنوانها (نبع الشفاء)

إن غبت عن بصري فأنت لأعيني

نور الى درب الحقيقة ترشد

نور به أمشي، فحين تعثرت

قدماي أنت لها المقيل شدد

تمضي القلوب وأنت مالك أمرها

وتدير دفتها فأنت لها اليد

فتهيم في رتب الجلال وتنحني

لجمال بارئها بإسمك تسجد


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رحمة الله سيد رسل الله وآله أصفياء الله وأبواب رحمة الله.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله، طابت أوقاتكم بكل خير، على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج إخترنا لمطلعها وثناياها مقاطع من قصيدة مهدوية غراء لأخينا الأديب الولائي المبدع علي المهنا من الكويت.
وفي محطات البرنامج الأخرى نلتقيكم بالفقرات التالية وهي:
تربوية عنوانها:المهدويون والإستعجال الممدوح
ثم إجابة عن سؤال الأخ كريم حاتم عن:داعش وحركة السفياني
وحكاية شفاء آية الله المرجع التقي السيد الكلبايكاني – قدس سره – من السرطان ننقلها موثقة تحت عنوان:نبع الشفاء.
تابعونا مشكورين في هذه المحطات ونبدأ الأولى تحت عنوان:
المهدويون والإستعجال الممدوح
قال مولانا الإمام أميرالمؤمنين علي المرتضى – صلوات الله عليه – في وصاياه لمؤمني عصر غيبة المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – كما هو المروي عنه في كتاب الخصال:"مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجل، استعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم الآخذ بأمرنا معنا غداً في حظيرة القدس، والمنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله.
أيها الإخوة والأخوات، كانت لنا في حلقة سابقة وقفة عند الحديث الشريف، اتضح منها أن من أهم واجبات المؤمنين في عصر غيبة خاتم غيبة خاتم الأوصياء المحمديين – عجل الله فرجه – هو اجتناب الإستعجال المذموم لظهوره – عجل الله فرجه – ونضيف هنا أيها الأكارم أن هذا الإستعجال المذموم يعني كما هو المستفاد من النصوص الشريفة هو القيام بتحركات غير مدروسة فيما يرتبط بالظهور المهدوي، ومثل هذه التحركات تؤخر هذا الظهور بدلاً من أن تعجله وتؤدي الى ضعف الإيمان بالغيبة واليأس من ظهور المهدي – أرواحنا فداه – وتبديد الطاقات وفي ذلك الندم والخسران المبين.
ومن أهم وسائل النجاة من هذا الإستعجال المذموم إجتناب الإتكال على النفس والإغترار بالظواهر والوقائع التي قد توحي لغير المتأنين في دراستها بتحقق بعض علامات ظهور الموعود – عجل الله فرجه - .
هذا أولاً وثانياً التحلي بالإستعانة والصبر والثقة بنصرته جل جلاله لبقيته وخليفته المهدي – عجل الله فرجه – والسعي للتمهيد لذلك – على وفق ما ذكرته الأحاديث الشريفة – وطلب العون منه عزوجل للتوفيق لذلك، وكل يشير إليه مولانا أميرالمؤمنين في القسم الأول من حديثه المتقدم حيث يقول:"مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجل، إستعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
مستمعينا الأفاضل، إضافة الى ما تقدم نلاحظ في النص تذكير مولانا الإمام علي – عليه السلام – لمؤمني عصر الغيبة بحقيقة "أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين" فما الهدف من تذكيره – عليه السلام – بهذه الحقيقة القرآنية ضمن وصاياه لمؤمني عصر الغيبة؟
في الإجابة عن هذا السؤال نتلمس من أهداف التذكير بهذه الحقيقة القرآنية عدة أمور ترتبط بتكاليف المؤمنين في عصر الغيبة:
الأول: توجيههم الى البديل الشرعي للإستعجال المذموم للظهور المهدوي، وهذا البديل هو الذي أكدته كثير من الأحاديث الشريفة وخلاصة الإستعجال الممدوح في التحلي بصفات عباد الله المتقين، فهؤلاء هم الذين يورثهم الله أرضه لأنهم بتقواهم وبصدق عبوديتهم لله هم القادرون على مؤازرة إمامهم المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – في إقامة العدل الإلهي في أقطار الأرض بعيداً عن جميع المغريات مهما كانت درجة إستجابتها لمصالحهم الشخصية أو الفئوية؛ وهذا من أبرز علامات التقوى الصادقة.
الأمر الثاني: إنعاش روح الأمل والثقة في القلوب وعدم السماح للشيطان ووساوسه بإدخال اليأس من ظهور المهدي الموعود الى نفوس المؤمنين.
وهذا ما يتحقق من خلال التذكير بأن الله – وهو صادق الوعد – قد وعد بأن الأرض عباده الصالحين الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
الأمر الثالث: كما أن التذكير بهذا الوعد الإلهي الصادق من شأنه أن يبعد القسوة عن قلوب المؤمنين، بما تعنيه – في أهم مصاديقه – من الغفلة عن التهيؤ والإستعداد لنصرة صاحب يوم الخلاص – عجل الله فرجه – وهذا ما سنفصل الحديث عنه – بعون الله في حلقة مقبلة من البرنامج.

يا حبذا يوم الخلاص فإنه

فجر به نجم الشريعة يرصد

فنصان للإنسان فيه كرامة

صرخت وصارمك المغيث المنجد

وتعطل البدع التي أفتى بها

قوم بأحقاد الزمان تزودوا

يحيا بك الإسلام بعد مماته

وتهد ركنا للنفاق ويبعد


مستمعينا الأحبة.. نتابع من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
أيها الأكارم من أخينا الكريم، كريم حاتم وردنا سؤال يقول:
هل أن ما تفعله داعش من استهداف دموي لإتباع ومحبي أهل البيت – عليهم السلام – في مختلف البلدان وصغاراً وكباراً يكشف عن أن داعش هي حركة السفياني؟
نستمع معاً لما تقوله الأحاديث الشريفة بهذا الشأن في إجابة أخينا الحاج عباس
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأحبة وسلام على اخينا كريم حاتم. أخ كريم فيما يرتبط بقضية السفياني تعلمون بأن أحاديث أهل البيت عليهم السلام عن حركة السفياني صريحة بأن خروجه هو من العلامات القريبة يعني المدة الزمنية التي تفصل بين خروج السفياني وظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هي ستة شهور، يخرج في رجب ويظهر الامام سلام الله عليه في شهر محرم الحرام في يوم العاشر، وبين حركة السفياني الى مصرعه تسعة شهور وهذه تقريباً من الأشياء الثابتة. أصل خروجه من العلامات المحتومة وروايتها متظافرة وتولد الاطمئنان الكامل به. اذن من خلال هذا التحديد الزمني يمكن أن نجزم بأن حركة داعش وأمثال داعش لاتمثل هي حركة السفياني كخروج السفياني، نعم يمكن أن تمثل أرضية السفياني وهذا امر واضح. لاحظوا السفياني ينسب صراحة الى بني امية، داعش والحركات التكفيرية هي تنسب منهجياً الى بني امية، هم أتباع إبن تيمية وهو معروف بميوله وإتجاهاته الأموية. سلوكيات هذه الحركات، أتباع محمد بن عبد الوهاب والوهابية عرفتم وشاهد المسلمون مافعلوه في العالم الاسلامي وحركتهم هي أساساً في أفكارها قريبة من أفكار المرجئة يعني نتاج للتيار الأموي في العالم الاسلامي ونتاج من طواغيت بني امية وما قاموا به للإلتفاف على الرسالة المحمدية وهدم البنيان المحمدي بإسم دولة الخلافة وهذا ما تقوم به داعش حالياً. قامت به الوهابية وتقوم به ذروته بلغ في ممارسات داعش، داعش تستهدف بالدجة الأولى أتباع مدرسة أهل البيت سلام الله عليه كما إستهدف بني امية أتباع أهل البيت سلام الله عليهم مباشرة، اولئك إستهدفوا أهل البيت مباشرة في كربلاء وبعد كربلاء، هؤلاء تياراتهم وإمتداداتهم يستهدفون أتباع مدرسة أهل البيت سلام الله عليهم اذن تعبيرهم عن الانتماء الأموي تعبير واضح والسفياني نفس الحالة يقتل من اسمه علي كما ورد في الروايات ومن اسمه حسن اشارة الى قضية تتبعه أتباع مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم. هنالك ملاحظة السفياني تحدد الروايات له مهمة أساسية، هذه المهمة الأساسية هي مهمة القضاء على الوجود المقدس للإمام المهدي سلام الله عليه لذلك عندما يمر من الشام الى العراق ليس هدفه نفس العراق، يتوجه الى المدينة المنورة. هم يعلمون أن أكثر ما ورد في الروايات الشريفة أن أكثر مقام الامام المهدي سلام الله عليه هو في المدينة المنورة "ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة" كما ورد في الأحاديث الشريفة. اذن الهدف من حركة السفياني ليس الشيعة مباشرة وإنما امام الشيعة يعني الامام المهدي سلام الله عليه الذي يهدد كل ظلم وجور في العالم، هذا هو الهدف من حركة السفياني وقد تتبناه داعش ضمنياً ولكن حركة السفياني وخروجه أساساً الهدف منه قتل الامام المهدي سلام الله عليه وهذا ما ورد في قضية الخسف بالبيداء وهو تدخل إلهي لنصرة الامام المهدي سلام الله عليه وعدم السماح لحركة السفياني بقتل الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. فتكون خلاصة الجواب أخ كريم بأن نعم ما تفعله داعش ممهدات لحركة السفياني ولكن حركة السفياني لها هدف أساسي محوري هو الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعل أرواحنا فداه. شكراً لكم.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات وننقلكم أحباءنا الى رحاب الفائزين من الله بالشفاء ببركة بقيته وخليفته ومظهر رحمته إمامنا المهدي – أرواحنا فداه – عنوان الحكاية هو:

نبع الشفاء


أيها الأفاضل، الواقعة التالية جرت لأحد مراجع الدين المرموقين هو آية الله السيد محمد رضا الكلبايكاني – رضوان الله عليه – هو الذي تولى الصلاة على الإمام الخميني – قدس سره – وقد وثقها العالم الجليل السيد محمد حسين صمدي في كتابه القيم (تجلي عشق وعرفان) المطبوع في ايران من قبل حوزة الإمام الصادق للعلوم الدينية.
وفي الحكاية إشارة لطيفة الى رعاية الإمام المهدي – عجل الله فرجه – للعلماء الأتقياء من جهة ومن جهة ثانية درس غير مباشرة من هذا المرجع التقي – قدس سره – يقول بضرورة الإبتعاد عمن يعلنون جهراً الإلتقاء بالإمام المهدي – أرواحنا فداه – فهذا خلاف سنة العلماء الأتقياء.
ننقل لكم بعد الترجمة العربية لهذه الحكاية، فابقوا معنا مشكورين..
نقل سماحة السيد محمد حسين صمدي حفظه الله عن الدكتور المؤمن الأستاذ علي رضا باهر وكان الطبيب الخاص لسماحة آية الله السيد الكلبايكاني قوله:
(في سنة
۱۳٦٦ هجري شمسي الموافقة لسنة ۱٤۰۷ هجري قمري، أصاب المرجع الكلبايكاني ألم شديد في بطنه، عرفت من علائمه بحكم تجربتي الطبية أنه غير عادي ويستدعي نقله فوراً الى المستشفى لإجراء فحوصات طبية كاملة، وهذا ما قمنا به بالفعل، وأعطيناه قبل ظهور نتائج التحاليل أدوية عدة لم تجد نفعاً، ثم أظهرت التحاليل الطبية أنه مصاب بسرطان في الأمعاء.
ساد القلق على الأطباء والمؤمنين عند ظهور هذه النتيجة، فقررنا نقله من قم الى أفضل مستشفيات العاصمة طهران وهي مجهزة بالأجهزة الطبية الحديثة وفيها أجريت له بسرعة من قبل أفضل المتخصصين فحوصات وتحاليل جديدة أكدت نتائجها التشخيص السابق، وفي غضون ذلك حالة سماحته تزداد سوءً، فاتخذ قرار نقله بأسرع ما يمكن الى لندن لمعالجته في مستشفياتها، فنقلنا وقد بلغت حالته الصحية درجة لم يكن مع آلامها يستطيع الجلوس على الكرسي ولا على الفراش العادي فأعددنا له فراشاً خاصاً الى أن وصلنا لندن فأدخلنا فوراً الى مستشفى (جيرانول) المتخصصة لبدء العلاج فوراً.
أيها الإخوة والأخوات، وفي تلك المستشفى اللندنية أظهر الله عزوجل لطفه بشفاء وصفه أطباء المستشفى والعاملون فيها – وهم من النصارى – بأن فيه نفحات عيسى المسيح – عليه السلام – قال الدكتور باهر في تتمة شهادته:
(تم في مستشفى (جيرانول) إجراء الفحوصات الأولية بسرعة وتقرر إجراء العلاج بسرعة في غد اليوم الذي وصلنا فيه لندن، كنت في خدمة هذا المرجع التقي فبقيت معه الى ساعة متأخرة ثم ذهبت للإستراحة قليلاً في غرفة مجاورة لغرفته وفي الصباح الباكر جئت إليه فوجدت حالته العامة أفضل بكثير عما كان عليه وبعد السلام عليه قال لي:
دكتور باهر، لقد ذهب فعلاً الألم عني، فقل للأطباء أن يتوقفوا عن العلاج ويجروا فحوصات وتحاليل جديدة...
أجبته: الحمد لله، سأخبرهم بذلك، ولكن أرجوا أن توضحوا أكثر، ما الذي جرى؟
صمت سماحته مدة وكان واضحاً أنه لا يريد الجواب فأصررت إليه بإلحاح فهمس بإيجاز وأسرني بعدم رغبة قائلاً: لقد قال لي الإمام الحجة – روحي فداه – لقد شفيت!
لقد قالها بحالة خاصة ولم يقل غيرها..
لقد حفظ الدكتور علي رضا باهر هذا السر ولم يحدث به إلا بعد وفاة هذا المرجع التقي – قدس سره – رغم أن تأثره بما سمعه منه كان شديداً، قال هذا الطبيب المؤمنين في تتمة الحكاية:
(بعد سماعي قوله لم أستطع القيام بأي شيء لمدة وعندما رجعت الى حالتي الطبيعية قلت لسماحته: يا سيدي، لا تتحدثوا فعلاً عن العودة الى طهران.. سأطلب من أطباء المستشفى إجراء فحوصات جديدة.. وهذا ما قمنا به فعلاً وعندما ظهرت النتائج سيطر التعجب والدهشة على الجميع، فقد أظهرت خلو الأمعاء من أي أثر للورم السرطاني وهكذا عاد سماحته الى طهران معافياً بالكامل ببركة بقية الله المهدي – أرواحنا فداه - ).

حجت إليك مدائحي تتودد

من جمرة في قلبها تتوقد

لاذت بقدسك والولاء شفيعها

ودليلها حب وعهد بالوفا يتجدد

فصلاة ربي عد ما هب الصبا

شوقاً إليك بمدحة تتردد


تقبل الله منكم أيها الأحبة جميل المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) لكم دوماً أطيب الدعوات والتحيات من إذاعة طهران صوت الجمهوؤية الإسلامية في ايران.
دمتم في رعاية الله آمنين والحمد لله رب العالمين.

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة