البث المباشر

فرجٌ في عصر الغيبة/ظهور المهدي والعدل الالهي/وشممت عطر الامام

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 12:13 بتوقيت طهران

(الحلقة : 328)

موضوع البرنامج:
فرجٌ في عصر الغيبة
ظهور المهدي والعدل الالهي
وشممت عطر الامام

ما باك ابناء مجدي راح يحجبها

عني زماني وغاب الضيغم الاجم

مالي ومالهم جار الزمان بنا

حتى تطامنت الاعناق والقمم

والشمس شمس وان حجبنها سحب

والبدر بدر وان حفت به ظلم

يا غائباً عن رعايا غاب ناصرها

وعن عيون برغم المجد تهتضم

جاءتك تذكر امراً وهي تجمله

خوفاً ونهباً بعين الله يغتنم

بقية الله اني لا ابثكها

عطفاً عليك وان تنتاشك الغمم

خذ وغرة صدرت عن نفثة هدرت

ولا تقر فهاك القلب وهو دم


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على ابواب رحمة الله مصطفاه سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم اخوتنا المستمعين.
اطيب تحية نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله عزوجل في حلقة جديدة من هذا البرنامج الابيات التي استمعتم لها آنفاً اخترناها من قصيدة للاديب الولائي الغيور المرحوم محمد مهدي البحراني –رضوان الله عليه-.
ولنا في هذا اللقاء فقرات ثلاث هي:
وقفة مع ثلاث من وصايا امام العصر –ارواحنا فداه- للمؤمنين تحت عنوان: فرجٌ في عصر الغيبة
تليها اجابة عن سؤال المستمع الكريم كاظم الملا عن: ظهور المهدي والعدل الالهي
ثم حكاية مؤثرة عنوانها: وشممت عطر الامام
اطيب الأوقات نتمناها لكم مع فقرات لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب.(
ندعوكم للفقرة التاليه التي تحمل عنوان:

فرجٌ في عصر الغيبة

قال مولانا امام زماننا المهدي –ارواحنا فداه- في احدى وصاياه للمؤمنين:
"اغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا ما قد كفيتم، واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فان في ذلك فرجكم".
مستمعينا الاكارم، جاءت الوصية المهدوية المتقدمة ضمن رسالة جوابية كتبها مولانا امام العصر –ارواحنا فداه- رداً على اسئلة احد المؤمنين وسجلتها عدة من المصادر المعتبرة ضمن الفصل الخاص بتوقيعاته –عليه السلام-، نظير الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين والطبرسي في كتاب الاحتجاج وغيرها.
وجاءت هذه الوصية في ختام اجوبة الامام –عليه السلام- على اسئلة السائل وبعضها يرتبط بعلل الغيبة واسرارها.
ونحن نتناولها هنا استجابة لطلبات وردت للبرنامج بتناول وصايا امامنا المهدي –عجل الله فرجه- ضمن فقرات البرنامج مشيرين الى اننا كنا قد خصصنا عدداً من حلقاته السابقة لشرح الوصايا المهدوية بصورة مفصلة.
وكما تلاحظون –مستمعينا الافاضل، فان هذه الوصية تشتمل في الواقع على ثلاث وصايا هي: اجتناب المؤمن السؤال عما لا يعنيه، وعدم تكلف ما كفاه الله، والاكثار من الدعاء بتعجيل الفرج، فما هو المقصود بكل منها؟
أيها الاطائب، في الوصية الاولى توجيه مهدوي للمؤمنين بتركيز اهتمامهم بالاسئلة التي يحصلون من اجوبتها على ما يحتاجونه للعمل بواجباتهم بما يقربهم من الله عزوجل، وعدم تضييع فرصة العمر فيما لا يعنيهم، اذ ان اهتمام المؤمن ينبغي ان يكون منصباً فيما يساله الله عزوجل عنه، ولذلك فهو يسعى للسؤال ومعرفة ما يجب عليه عمله مثل واجبات الانتظار وما ينبغي له القيام به لتعجيل تحققه والتمهيد لظهور مولاه –عجل الله فرجه- وكيف ينجو من فتن عصر الغيبة وما هي صفات الائمة المضلين الذين يجب عليه البراءة منهم واجتناب دعواتهم ونظائر ذلك من الاسئلة ذات الآثار العملية على مسيرته التكاملية واجتهاده في التحلي بالصفات اللازم توفرها في الانصار الحقيقيين لامام العصر المنتظر –صلوات الله عليه وعجل فرجه-.
ايها الاخوة والاخوات، اما الوصية المهدوية الثانية في النص المتقدم فهي التي يتضمنها قوله –عليه السلام- (ولا تتكلفوا ما قد كفيتم)، وهذه الوصية تدعو المؤمنين الى اجتناب ما لم يوجبه الله عزوجل عليهم في عصر الغيبة مثل التكاليف الخاصة بعصر ظهور الامام المنتظر –عجل الله فرجه-.
وهذه الوصية –مستمعينا الافاضل- هي التي ذمت الاحاديث الشريفة من وصفتهم بالمستعجلين لعدم عملهم بها، كما ورد في حديث مولانا الامام الجواد –صلوات الله عليه-: "كذب الوقاتون وهلك المستعجلون".
وذلك لان استعجال العمل بتكاليف عصر الظهور وبدأ الحركة الاصلاحية الكبرى، يؤدي الى هدر الطاقات وتضييعها وبالتالي الى تاخير الظهور المهدوي.
اعزاءنا المستمعين، والوصية الثالثة في النص المتقدم هي الواردة في قول مولانا امام العصر : "واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فان في ذلكم فرجكم".
والمراد هو المواظبة على التوجه الى الله عزوجل بطلب تعجيل ظهور المنقذ المحمدي الاكبر المهدي الموعود –عجل الله فرجه-، وافضل وسائل العمل بهذه الوصية الالتزام بتلاوة الادعية التي امر ائمة اهل البيت –عليهم السلام- بتلاوتها في عصر الغيبة، مثل دعاء (اللهم عظم البلاء وبرح الخفاء) ومثل دعاء العهد المبارك، ومثل دعاء المعرفة الجليل ونظائرها.
وعندما نتامل في النص المتقدم نلاحظ اشارة بليغة الى الآثار المباركة للعمل بهذه الوصية المهدوية يتضمنها قوله –عليه السلام- (فان في ذلك فرجكم)، وهذا يعني ان الاكثار من الدعاء بتعجيل الفرج خاصة بتلاوة الادعية الماثورة عن اهل البيت –عليهم السلام- يحقق للمومن اعلى مراتب الفرج الذاتي، فهو من جهة يقوي ارتباطه بالله عزوجل وثقته واستقوائه به تبارك وتعالى وهذا من اوضح مصاديق القرب منه والحصول على السكينة والنفس المطمئنة التي لا تتاثر بالفتن ولا تنساق لضلالات الائمة المضلين ودعوات المستعجلين.
هذا من جهة ومن جهة فان الاكثار من الدعاء بتعجيل الفرج يقوي ارتباط المؤمن بامام زمانه –عليه السلام- ويشد عزيمته للعمل الدؤوب في المساهمة بدوره في التمهيد لظهوره والتحلي بصفات انصاره المخلصين لان توفر العدد الكافي من هؤلاء كما صرحت الاحاديث الشريفة هو اهم شروط ظهوره –صلوات الله عليه- وجعلنا الله واياكم من خيار انصاره في غيبته وظهوره انه سميع مجيب.
مستمعينا الافاضل، اما الآن فندعوكم للاستماع الى الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج مع زميلنا الأخ الباقري، نستمع معاً.
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحبائنا، معكم في هذه الفقرة وسؤال قيم ومهم ايضاً من الأخ الكريم كاظم الملا، الأخ الكريم عبر رسالة له عبر البريد الألكتروني ينقل اولاً حديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وهو مروي من طرق الفريقين ايضاً مضمون الحديث لو لم يبق يوم واحد من عمر الدنيا لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يظهر المهدي المرتقب ويملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. بعد أن ينقل هذا المضمون الأخ كاظم يسأل يقول الأمة التي ستحظى بعدل وقسط الإمام تفوز ولاشك فوزاً عظيماً ولكن الأمم السابقة التي لاقت الظلم والعدوان فقط ينحصر جزاءها في الآخرة يعني ليس لها جزاء دنيوي في التنعم بنعم دولة أهل البيت ودولة العدالة الإلهية. يقول الأخ فقط نريد توضيح العدل الإلهي كيف نجمع بين من يفوز بطلعة الأمام ورؤيته ويعيش العدل والقسط وبين من يموت ولايرى الأمام؟ السؤال قيم جداً وهو احد الأدلة التي أشار اليها أئمة اهل البيت سلام الله عليهم في إثبات الرجعة. هذا الموضوع تناولناه سابقاً في حلقات متعددة من البرنامج وخلاصة الجواب من تلك الحلقات وما فصلناه عنها بما يلي: أن أحد أدلة إثبات الرجعة في مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم هي هذه القضية العدل الإلهي يعني كثير من الأشخاص لهم إستعداد لبلوغ مراتب عالية من الكمال ولكن حاكمية الطاغوت والحكومات الجائرة لاتوفر لهم الإمكانات وتمنعهم عن ذلك، تصدهم عن ذلكن يقتلون في أعمار مبكرة بسبب الظلم والملاحقة وغير ذلك في حين نجد أن الروايات تتحدث عن مظاهر كثيرة للعدل الإلهي في زمن الإمام المهدي. أئمة اهل البيت سلام الله عليهم أشاروا الى هذه القضية وهي أن من عدل الله تبارك وتعالى أن يعطي هذه الفرصة لجميع المؤمنين من آدم الى ظهور المهدي سلام الله عليه الذين توفوا ولم يدركوا الإمام، يعطيهم فرصة جديدة لكي يتنعموا بنعم الدولة الإلهية العادلة المباركة، هذه القضية مشار اليها في زيارة الإمام المهدي المروية عن أئمة أهل البيت في دعاء هذه الزيارة عندما يطلب المؤمن او في الحقيقة يعلمنا أهل البيت أن نطلب من الله تبارك وتعالى أن يحيينا في زمن ظهور الإمام المهدي. تعبير الزيارة "لأبلغ من طاعتك مرادي" يعني يصل الإنسان الى ما قدّره الله تبارك وتعالى من مراتب الكمال. اذن نقول للأخ كاظم الملا نعم جميع من له إستعداد، جميع من له قابلية او اهلية لكي يبلغ او يتنعم بهذه النعم الإلهية في زمن الظهور يعني نعم لامثيل لها، لانظير لها في تاريخ البشرية جمعاء منذ البداية. اذن لاينبغي أن يحرم منها مستعد من الأولين والآخرين وهذا هو أحد أدلة إثبات الرجعة في مدرسة أهل البيت سلام الله عليهم اذن جميع من هو مستعد من الأمم السابقة الله تبارك وتعالى يعطيه هذه الفرصة وهذا هو احد الأسرار أن جميع الأوصياء والأنبياء السابقين نصت الروايات الصريحة على أنهم يرجعون او يحيون في زمن دولة اهل البيت سلام الله عليهم كذلك بالنسبة للمؤمنين وكذلك بالنسبة لكل من له إستعداد للتنعم بهذه النعم الإلهية. وفقنا الله وإياكم لإدراك ظهور مولانا صاحب الأمر او الرجعة عند ظهوره ببركة التمسك بولاية محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين. شكراً جزيلاً.
نتابع اعزاءنا من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم شمس خلف السحاب، ومع حكاية موثقة اخرى من حكايات الفائزين بالالطاف والدعوات المهدوية الخاصة، اخترنا لحكاية لقاء اليوم العنوان التالي:

وشممت عطر الامام

ايها الاخوات والاخوة، يرجع تاريخ وقوع الحادثة التالية الى سنة ۱۹۸۳ ميلادية وقدجرت لاحد المؤمنين من مدينة شيراز الايرانية، وقد وثقت حكايته في السجل الخاص بتوثيق الكرامات المهدوية في مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في جمكران وذلك عند زيارة هذا الشاب المؤمن له لكي يصلي فيه صلاة الشكر لله عزوجل بعد ان من عليه بالشفاء ببركة توسل عمته المؤمنة التقية بالامام المهدي –ارواحنا فداه-.
وقد نقل هذه الحكاية عن سجل الكرامات في مسجد جمكران سماحة السيد احمد بحر العلوم حفظه الله في كتابه (لقاءات النساء بصاحب الزمان –عليه السلام-) ننقل لكم ما رواه هذا الشاب الذي رمز لنفسه بحروف (م-ت-ع)، بعد قليل فابقوا معنا:
قال هذا الشاب الشيرازي المؤمن:
)بسبب تسممي اضطررت للبقاء في مستشفى (نمازي) في شيراز مغمى علي، فيئس الاطباء من معالجتي... وعن تلك الايام قال اخي الذي كان يرافقني: لقد رايت بوضوح على الشاشة الطبية مؤشر حركة القلب قد توقف ليظهر خط افقي، كدلالة على انتهاء الحياة القى اخي بنفسه علي باكياً، فاخرجه الاطباء من الغرفة، فيما بدا مساعدوهم بجمع الاجهزة التي كانت على جسمي، واستعدوا لتسليم جنازتي الى عائلتي.
وفجاة ظهرت علي آثار الحياة، وبدا قلبي ينبض، وارتفع معدل ضغط دمي من الدرجة الثالثة الى العاشرة.
نقلني الاطباء الى مستشفى (سعدي) ثم المستشفى الصحراوي لتصفية دمي.
كان الاطباء يعتقدون بان تصفية دمي او تبديله لا يعني عودتي الى الحياة حتماً، ولكنني عدت الى الحياة!....
وعن اللطف الالهي الذي اعاده للحياة يحدثنا هذا الشباب الشيرازي في تتمة حكايته حيث كتب يقول:
كانت لي عمة مؤمنة تقية وكثيراً ما ترى المعصومين –عليه السلام- في منامها، كانت تبلغ من العمر تسعة وسبعين عاماً، وحينما ساءت حالتي الصحية، ثم اخبروها بنبا وفاتي، توسلت بامام العصر لشفائي، ثم رات في ليلتها الامام المهدي عجل الله فرجه، فقال لها:
(لا تخافي ولا تحزني، فقد طلبنا شفاء ابن اخيك من الله تعالى الذي سيعافيه....(
وحينما استيقظت عمتي من نومها اخذت تشم رائحة عطر الامام عليه السلام، واخبرت الاقارب نبا شفائي، فلم يصدقوا في البداية لعلمهم بوفاتي الامر الذي دعاهم الى الاستهزاء في البداية ولكن المعجزة وقعت في نهاية المطاف ... وعرفاناً لشأن هذه الكرامة وشكراً لله جئنا الى زيارة مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- فببركة دعائه كتب الله لي الشفاء.
وبهذا نصل مستمعينا الاكارم الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب)، استمعتم لها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله منكم حسن الاصغاء، ودمتم في رعاية سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة