البث المباشر

صلاة هدية لرسول الله(ص) لقضاء الحوائج الكبار أفضلية النبي(ص) المطلقة وترسيخ مودته حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول التعرف على مقامات النبي(ص) والاقتداء به

الإثنين 8 إبريل 2019 - 09:54 بتوقيت طهران

الحلقة 39

الحمد لله والصلاة والسلام على فاتح الخير المصطفى محمد وعلى آله الطاهرين.
السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير، نستهلها بهذه الرواية البليغة اخترناها من كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال:
اذا نزل بك امر (يعني الشدّة) فافزع الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تغتسل وتصلي ركعتين، فاذا فرغت من التشهد وسلمت قلت: اللهم انت السلام ومنك السلام واليك يرجع السلام، اللهم صل على محمد وآل محمد وبلغ روح محمد وآل محمد عني السلام، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته، اللهم ان هاتين الركعتين هدية مني الى رسولك صلى الله عليه وآله فاثبني عليهما ما املت ورجوت منك وفي رسولك يا ولي المؤمنين.
وبعد ان اكمل (عليه السلام) شرح دعاء السجود بعد هاتين الركعتين وطلب الشفاعة المحمدية والدعاء قال الصادق: انا الضامن على الله عزّ وجل ان لا يبرح (من يفعل ذلك) حتى تقضى حاجته. 
اما الفقرة التي وصلنا اليها من نص زيارة النبي الاكرم من بعيد، فهي التي يدعو فيها الزائر ربه بعد ان يذكر اختصاصه (صلى الله عليه وآله) بكثير من المقامات السامية فيقول بعد ذلك: اللهم فكما خصصته بشرف هذه المرتبة الكريمة، وذخر هذه المنقبة العظيمة، صل عليه كما وفى بعهدك، وبلّغ رسالاتك وقاتل اهل الجحود على توحيدك وقطع رحم الكفر في اعزاز دينك ولبس ثوب البلوى في مجاهدة اعدائك.
فإن مطلع هذه الفقرة صريح في ان النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) قد اختصه الله بشرف مراتب ومناقب لا يشاركه فيها احد من الاولين او الآخرين وهذا المعنى تؤكده كثير من فقرات هذه الزيارة وكذلك من النصوص الشريفة الاخرى، فما الحكمة من ذلك؟
لعل من اهم اوجه الحكمة في التأكيد على افضلية رسول الله (صلى الله عليه وآله) المطلقة هي تعميق المحبة له والاعتزاز بالانتماء الى امته وشكر الله عزّ وجل على هذه النعمة الجليلة وتعميق روح الاجتهاد للاقتداء به والاستنان بسنته والتخلق باخلاقه (صلى الله عليه وآله).
ولا يخفى ما في ذلك من فتح لابواب بلوغ محبيه وتابعيه المراتب العالية من معارج القرب الإلهي.

*******

المزيد من التوضيح لهذه الحقيقة نستمع إليها من ضيف البرنامج في جوابه على سؤال زميلنا في الاتصال الهاتفي: 
المحاور: السلام عليكم احبائنا وسلام على ضيفنا الكريم في هذه الحلقة سماحة الشيخ محمد السند، سماحة الشيخ سؤالنا في هذه الحلقة عن اثر التعرف على سمو مقامات النبي الاكرم صلى الله عليه وآله في تقوية روح التأسي والاقتداء به صلى الله عليه وآله؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، فان من الامر الفطري الواضح ان فطرة الانسان بل فطرة أي موجود انما تنجذب الى الكمال وتنحسر عن النقص والنقائص، فلا ريب ان معرفة كمال الكامل هي من اشد واهم واكبر عوامل الانشداد الى ذلك الكامل الاقتداء به والتأسي به والاتباع له والاقتراب منه والتمثل به والاحتذاء به، اذن قاعدة معرفة الفضائل كقاعدة اساسية رصينة عند علماء المسلمين حول النبي صلى الله عليه وآله، حول سؤدد سيد الانبياء وعلو شرف مقامه لا ينظر اليه كثير من الكتاب المحدثين او في الثقافة المعاصرة انها مجرد لا سامح الله بعد يشبع العطش الروحي او التغني الاسطوري في اعماق ذات الانسان هذا في الحقيقة ليس بسبيل، الفضائل عبارة عن تبيان وبيانات وحقائق وكمالات موجودة في هذه القدوة الالهية التي نصبها الله عز وجل نبراساً لانجلاب البشر، فما لم يتعرف البشر على زوايا الكمال والتطور وزوايا الرقي والسمو والعلو الموجودة في شخصية سيد الانبياء صلى الله عليه وآله، من الواضح ان الجهالة بالتالي ستسبب وتروم الى فتور في الاحتذاء والاقتداء والتأسي والاتباع لسيد الانبياء، فاذن هذه القاعدة التي بنى عليها علماء المسلمين، كم من الكتب تلك التي ألفت في مقامات النبي في دلائل النبوة للنبي في تلك الجهات والجوانب العظيمة المزهرة في شخصيته صلى الله عليه وآله، هذا في الحقيقة ليس كما يتخيل تغني عاطفي او انشداد روحي وانما هو في الحقيقة ينمو عن تبيان حقائق على ما هي عليه كي بالتالي يستيقظ الفرد البشري والمجتمعات البشرية والجوامع البشرية والبئات الى ما هو عليه من تطور ورقي وكمال وحضارة ومدنية هي مثالية ومثولية ينبغي للبشرية ان تصبوا اليها.
المحاور: فيما يرتبط بالافضلية المطلقة والاكملية المطلقة يعني كون ان الذي تعرف مقاماته هو الاكمل والافضل هل ان لهذه الافضلية والاكملية أثر مضاعف في تعزيز روح التأسي به صلى الله عليه وآله؟
الشيخ محمد السند: لا ريب في ذلك فان معرفة الافضلية والسؤدد يعني فيما يعنيه ان المثال المحتذى والمتبع للكل المحكم على جميع الملل واتباع الديانات هو سيد الانبياء، وليس بقية الانبياء الا في الحقيقة مراحل تمهيدية اعدادية للوصول الى تلك المرحلة النهائية التي هي الزامية للجميع ان يتبعوها، فاذن اذا كانت المراحل الاخرى القدوات الاخرى للانبياء والرسل واصحاب الرسالات السابقة مراحل اعدادية اذن على الجميع في حين توفير القدسية والصيانة والتقديس لاولئك الانبياء كمثل تتبع اعداداً للمثل الاعلى، ففي الحقيقة اذا نظرنا في الآيات والروايات الواردة عن محاججة ولجاج اليهود مع الانبياء في جملة من مواردها لم يكن ينكروا اصل سيد الانبياء وانما كان عنادهم او لجاجهم مع سيد الانبياء في سؤدده وافضليته أي نزاعهم مع سيد الانبياء في كونهم ملزمين باتباعه وليس الاقتصار على قدوية النبي موسى بل ان ما جاء به موسى اعداده لهذا المثل الاعلى لهذه المرحلة الدراسية لتربية البشر نحو رقي اكثر ازهر وتطور وتمدن اكثر فبالتالي هم ملزمين بالوصول الى هذه المرحلة المثالية ولهذه التعاليم الالزامية في التطبيق للبشرية من قبل الله تعالى ولا يصح منهم الاقتصار على مرحلة في الدراسة الالهية المرحلة الاعدادية بل يجب ان يتنامو الى تلك المرحلة النهائية وبالتالي هي فيها سر النجاح والكمال النهائي للبشر، فاذن مسألة الافضلية ليست مسألة تعصب وعصبية وانتماء واتباع وانما هي بيان النموذج والمقياس النهائي الذي يجب ان تصل اليه البشرية ولا تقف عند مراحل الاعدادية.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا وتابعوا ما تبقى من البرنامج.

*******

نتابع هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير، بالعودة الى باقي عبارات فقرتها من زيارة حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) من بعيد، فبعد التأكيد على اختصاص الله لنبيه الاكرم بأعلى مراتب الكمال يطلب الزائر من الله ان يصلي عليه (صلى الله عليه وآله) مع اشارة جميلة الى اهليته (صلى الله عليه وآله) لا على مراتب هذه الصلوات الإلهية الكريمة.
اجل فهي تذكر الزائر بعظيم وفاء النبي الخاتم بالعهد الإلهي اولاً وجميل تبليغه لرسالات ربه التي فيها نجاة الخلائق ثانياً.
وثالثاً تذكر بمظاهر من تحمله لأشكال الأذى وهو (صلى الله عليه وآله) يجاهد اعداء الله من أجل ازالة العقبات المانعة عن وصول رسالة الله للعالمين.
وتذكر هذه الفقرة نموذجاً بارزاً لذلك هو محاربته (صلى الله عليه وآله) لأرحامه القريبين من أجل دفع شرور الكفر عن المؤمنين.
كما تصور ببلاغة عظمة الاذى الذي تحمله في سبيل اعلاء كلمة الله عزّ وجل، اذ تصف حاله حال من لبس ثوب البلوى في مجاهدة اعداء الله.
فجزى الله محمداً (صلى الله عليه وآله) افضل ما جزى نبياً عن امته.
والى هنا ننهي هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير كونوا معنا في الحلقة المقبلة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة