البث المباشر

رواية الاعرابي الذي إستغفر له رسول الله بعد وفاته (عليه السلام) شرح فقرة: "نجيك ونجيبك ... خليلك..."

الإثنين 8 إبريل 2019 - 09:50 بتوقيت طهران

الحلقة 33

والحمد لله مبدأ كل خير ومنتهاه والصلاة والسلام على رحمته الكبرى ومصطفاه محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله اهلاً بكم في الحلقة اخرى من هذا البرنامج نستهلها تبركاً بالرواية التالية التي رواها كثير من حفاظ المذاهب الاسلامية عن مولانا امير المؤمنين عليه السلام انه قال: قدم علينا اعرابي بعدما دفنا رسول الله (ص) صلى الله عليه وآله بثلاثة ايام فرمى بنفسه على قبر النبي صلى الله عليه وآله وحثا من ترابه على رأسه وقال: يا رسول الله قلت فسمعنا قولك، ووعيت عن الله سبحانه فوعينا عنك، وكان فيما انزل عليك وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي، فنودي من القبر غفر لك.
اما مقطع الزيارة النبوية الذي وصلنا اليه مستمعينا الاكارم فهو الذي يدعو الزائر فيه ربه طالباً الصلاة على نبيه الاكرم مع ذكره صلى الله عليه وآله بالاوصاف التالية: نجيك ونجيبك وحبيبك وخليلك وصفيك وصفوتك وخاصتك وخالصتك.
واول ما نلاحظه ايها الاخوة والاخوات على هذه الصفات هو انه قد اشتهر بعض الانبياء العظام عليهم السلام بها، فموسى عرف بلقب كليم الله القريب من معنى النجي، وابراهيم اختص بلقب خليل الله، ونوح وآدم موصوفان بلقب صفي الله عليهم جميعاً سلام الله.
وهنا يطرح السؤال التالي وهو كيف نفهم اطلاق هذه الالقاب او الصفات على خاتم الانبياء وسيدهم المصطفى صلى الله عليه وآله؟
في الاجابة عن هذا السؤال نقول ان المستفاد بوضوح من احاديث ائمة الهدى عليهم السلام في وصف سيدهم سيد الرسل هو انه صلى الله عليه وآله قد حاز هذه الصفات باعلى مراتبها ومن جميع الجهات، بمعنى ان آدم او نوحاً عليهما السلام كل منهما صفي الله من احدى الجهات، كاصطفائه لابوة البشر بالنسبة لآدم عليه السلام، او اصطفائه كبقية لله في الارض بعد الطوفان بالنسبة لنوح عليه السلام.
اما بالنسبة للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله فهو صفوة الله من جميع الجهات، فهو ابو الامة من الاولين والاخرين وهو صفوة الله من جميع الخلائق وهكذا بالنسبة للجهات الاخرى.
مستمعينا الافاضل وبعد هذه الملاحظة التي تشكل قاعدة عامة ننتقل الى توضيح معاني الصفات المذكورة في مقطع هذه الحلقة من الزيارة النبوية، واولى الصفات صفة نجي الله والمناجاة اخص من الكلام ففيها يتوجه العبد بكل وجوده الى مولاه الحق جل وعلا وليس بسمعه او بلسانه او عقله فقط كما هو الحال في التكليم.
كما ان صفة النجي تفيد القرب والمحبة المتبادلة بصورة اوضح من التكليم المجرد.
اما معنى نجيب الله اعزائنا المستمعين فهو الشيء النفيس والثمين المنسوب الى الله عز وجل والمراد ان المصطفى محمد صلى الله عليه وآله هو اعظم خلق الله نفاسة وقيمة وهذا هو سر اصطفائه صلى الله عليه وآله.
ومعنى حبيب الله واضح فنتطرق الى مظاهر كون المصطفى صلى الله عليه وأله هو حبيب الله المطلق، وهذا نستمع له معاً في حديث سماحة السيد محمد الشوكي في الاتصال الهاتفي التالي:
المحاور: السلام عليكم احباءنا شكراً لكم على طيب متابعتكم لهذا البرنامج رزقنا الله واياكم صدق محبة النبي وآله، معنا في هذه الفقرة من برنامج فاتح الخير مشكوراً سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سؤالنا في هذه الحلقة عن مظاهر محبة الله تبارك وتعالى لنبيه الاكرم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله ما هي ابرزها؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، الحقيقة الحديث يطول حول هذه النقطة وهذه المسألة، ولكن بصورة موجزة ان حب الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لها مظاهر متعددة جداً هذه المظاهر تبدأ بخلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعناية التي اوليت له فهو اكرم مخلوق على الاطلاق، وقد روى المسلمون سنة وشيعة عن رسول الله صلى الله عليه انه قال اول ما خلق الله نور نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ثم بعد ذلك تأتي مرحلة الاصطفاء، الله عز وجل كما نعرف له صفوة من خلقه وفي كل جيل من الاجيال وفي كل امة من الامم هناك صفوة لله تبارك وتعالى كما يقول القرآن الكريم إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ فلله عز وجل في كل خلقه صفوة ولكن صفوة الصفوة هو النبي المصطفى صلى الله عليه وآله هو خيرة الخيرة، يعني الله اصطفى من البشرية مجموعة واصطفى من هذه المجموعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا قيل لله في عباده خيرة وخيرة الخلق بنو هاشم وخيرة الخيرة من هاشم محمد الطهر ابو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم، وكما قال الازري ايضاً: لا تجل في صفات احمداً فكراً فهي الغاية التي لن تراها قلب الخافقين ظهراً لبطن فرأى ذات احمد فاصطفاها، ثم بعد ذلك اجتباء النبي للرسالة الخاتمة هذه الرسالة المهيمنة على شرائع الانبياء جميعاً نحن نقرأ في القرآن الكريم ان القرآن والكتاب مهيمن على الكتب الاخرى وبالتالي الشريعة الاسلامية مهيمنة على الشرائع الاخرى وبالتالي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهيمن على كل من تقدمه من الانبياء ومن المرسلين ولهذا تتجلى هذه الحقيقة في عالم الآخرة عندما يعطى الشفاعة الكبرى ويبعث المقام المحمود الذي لا يعطى لا لنبي مرسل ولا لملك مقرب كما يعطى للرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعطى مقام الشهادة على الشاهدين وهذا مظهر آخر وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء فهو شاهد على الشهود سلام الله عليه هكذا تقريبه اليه في قضية الاسراء والمعراج بحيث بلغ مرتبة لم يبلغها احد كان قبله لا من الانبياء ولا حتى من الملائكة المقربين نحن نعرف ان جبرائيل سلام الله عليه كان مرافقاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الرحلة الملكوتية ووصل الى منطقة توقف فيها جبرائيل سلام الله عليه لان منطقة الانوار تلك لا يقاومها نور جبرائيل لهذا قال له ان تقدمت انملة لاحترقت ولكن نور المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان اتم وكان ابلغ فتقدم صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو بحد ذاته احد الادلة على تقريب وحب الله لنبيه وتكريم الباري عز وجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم نلاحظ ان الله عز وجل عندما كان يستدعي الانبياء يريد اللقاء بالانبياء طبعاً ليس اللقاء المادي وانما المعنوي كان يدعوهم مثلاً دعا موسى الى الميقات فموسى هو الذي ذهب الى ميقات ربه ولكن الله عز وجل لما يريد ان يدعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبعث له اكرم ملائكته ليأتي اليه وينقله الى الله عز وجل، نلاحظ مرات الحكومة عندما تريد شخصاً ان يزورها وتريد ان تلتقي بشخص ما مرة تتصل به تقول له تعال في الموعد الفلاني القصر الرئاسي مرة، ومرة اخرى هذا الشخص كريم جداً فتبعث وفداً اليه يذهبون اليه ويأتون به، نلاحظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم اتاه وفد جبرائيل سلام الله عليه هذا رئيس الوفد جاء اليه الى مكة وهو في داره واخذه الى ميقات ربه، هذا دليل على عظمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم ما خص الله عز وجل به من كرامات كثيرة وما خص الله عز وجل به من فضائل ومنازل ومراتب لا يسع الحديث عنها في هذه الدقائق المحدودة، كل هذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو احب الخلق الى الله لانه اكمل الخلق وهو احب الخلق الى الله كلما ازداد الانسان كمالاً كلما ارتقى مرتبة كمالية كلما اندك في العبودية الحقة لله تبارك وتعالى كلما كان احب الى الله عز وجل فاكمل الخلق الى الله احبهم الى الله وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم اكمل الخلق اجمعين فكان احب الخلق اجمعين الى الله تبارك وتعالى.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي جزاكم الله كل خير وشكراً لكم، وشكراَ لكم احبائنا وانتم تتابعون مشكورين ختام هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير.

*******

اما صفة خليل الله مستمعينا الاكارم فهي ثمرة كونه صلى الله عليه وآله حبيب الله.
ومنها تتفرع الصفات الاصطفائية الاخرى التي ذكرت باربع صيغ نسعى بعون الله تعالى تناولها في الحلقة المقبلة من برنامج فاتح الخير، اما الان فلم يبق لنا الا ان نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة