البث المباشر

الإيمان بالمهدي والذب عن رسول الله/ الوساوس في حتمية الظهور المهدوي/ هذه من الأسرار

السبت 16 مارس 2019 - 16:23 بتوقيت طهران

(الحلقة : 295)

موضوع البرنامج:
الإيمان بالمهدي والذب عن رسول الله
الوساوس في حتمية الظهور المهدوي
هذه من الأسرار

ويدركنا لطف الاله بدولةٍ

تزول بها البلوى وتشفى النسائس

إماميةٌ مهديةٌ أحمديةٌ

إذا نطقت لم يبق للكفر نابس

وميزان قسطٍ يمحق الجور عدلها

إذا نصبت لم يبق للحق باخس

يشاد بها الاسلام بعد دثوره

ويضحي ثناها في حلي العز رائس

ويجبر مكسورٌ وييأس طامعٌ

ويكسر جبّار ويطمع آيس

إذا ما تجلى في بروج سعوده

علينا إنجلت عنا النجوم الأناحس

فخارٌ لو أن الشمس تكسى سنائه

لما غيبتها المظلمات الدوامس


بسم الله نصير المستضعفين وله الحمد والمجد أرحم الراحمين وصلى الله على معادن حكمته ومجاري رحمته وفيضه للعالمين محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات ورحمة الله. تحية طيبة وأهلاً بكم في هذا اللقاء إخترنا لمطلعه أبياتاً من القصيدة المهدوية الرائقة للفقيه الحلي الحسن بن راشد من أعلام القرن الهجري التاسع رحمة الله عليه. مستمعينا الأفاضل نكون معكم بعد قليل في الفقرة العقائدية وعنوانها هو: الإيمان بالمهدي والذب عن رسول الله
تليها إجابة لسماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: الوساوس في حتمية الظهور المهدوي
ثم حكاية موثقة أخرى من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة عنوان الحكاية هو: هذه من الأسرار
أطيب الأوقات نتمناها لكم مع فقرات هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب ولنبدأ بالعقائدية، روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بسنده عن إبراهيم الكرخي قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق عليه السلام فإني لجالس عنده إذ دخل عليه أبو الحسن موسى بن جعفر وهو غلامٌ، فقمت إليه فقبلته وجلست، فقال أبو عبد الله عليه السلام: "يا أبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي.. أما إنه ليهلكن فيه أقوامٌ ويسعد آخرون.. أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه (يعني الإمام الرضا) سمي جده ووارث علمه وأحكامه وفضائله معدن الإمامة ورأس الحكمة يقتله جبّار بني فلان (يعني بني عباس) بعد عجائب طريفة حسداً له ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون. يخرج الله من صلبه تكملة إثني عشر إماماً مهدياً إختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه، المقر بالثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله يذب عنه صلى الله عليه وآله".
قال الراوي ابراهيم الكرخي: فدخل رجلٌ من موالي بني أمية فانقطع الكلام فعدت الى أبي عبد الله أحدى عشرة مرة أريد منه أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك، فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس، فقال عليه السلام: "يا ابراهيم (هو) المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل وجزع وخوف، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان، حسبك يا ابراهيم؟" قال ابراهيم: فما رجعت بشيءٍ أسر من هذا لقلبي ولا أقرّ لعيني.
مستمعينا الأفاضل، هذا الحديث الشريف هو واحد من عدة أحاديث شريفة تبين أهمية الإعتقاد والثبات على الإيمان بالإمام المهدي أرواحنا فداه في عصر غيبته، فالإمام الصادق عليه السلام يقارن الإيمان بالمهدي بالجهاد بين يدي رسول الله، حيث يقول: "(المقر بالثاني عشر منهم) كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله يذب عنه صلى الله عليه وآله)". وتلاحظون أيها الأعزاء أن الإمام عليه السلام يجعل أمراً عقائدياً هو الإقرار بأمامة خاتم الأوصياء المهدي عجل الله فرجه بأمر جهادي شاق هو الدفاع والذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله والجهاد بين يديه. مستمعينا الاعزاء مثل هذا الجهاد الدفاعي لا يقوم به الجميع إلا ثابتي الإعتقاد لأن المؤمن يعرض نفسه فيه للخطر والقتل لكي يحمي رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا ما لا يقوم به المؤمنون العاديون، وقد لاحظنا ما جرى في معركة أحد عندما فرّ معظم المسلمين عن رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يبق معه إلا ثلة قليلة جداً على رأسهم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. وهنا نسأل: ما هو سر إختيار الإمام الصادق عليه السلام وصف الذب والدفاع عن رسول الله بالذات لمقارنته بمنزلة المؤمنين بالإمام الثاني عشر عليه السلام؟.
في الإجابة عن السؤال المتقدم نقول: إن المفهوم بوضوح من المقارنة بين الإيمان بالمهدي عليه السلام والذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف هو صعوبة كلا الأمرين وإحتياجهما الى درجة عالية من حالة صدق الإيمان أو الإعتقاد القلبي الوجداني وليس مجرد الإيمان القلبي. هذه من جهة ومن جهة ثانية، نلاحظ أن في هذا التشبيه إشارة الى أن الثبات على الإيمان بالمهدي في غيبته ومحاربة الآخرين له عليه السلام يستلزم محاربة الوساوس والشبهات التي يثيرها بأستمرار أعداء الحق ضد العقيدة المهدوية خاصة مع ملاحظة أن ظروف الغيبة وفقدان الإتصال العلني المباشر بالإمام يزيد من صعوبات هذا الإيمان والثبات عليه ولذلك إشارت الأحاديث الشريفة الى عظمة الثواب الذي أعده الله لمؤمني عصر الغيبة.
مستمعينا الأكارم أما الآن فندعوكم للإستماع للفقرة الخاصة بإجابة خبير البرنامج لأحد الأسئلة المهدوية، نستمع معاً:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم احباءنا اهلاً بكم ومرحباً، نلتقيكم على بركة الله في هذه الفقرة من فقرات البرنامج والاجابة عن اسئلتكم بشأن قضية مولانا الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، معنا على خط الهاتف مشكوراً للاجابة عنها سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم سماحة السيد
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ قيس محمد في الحلقة السابقة كان له سؤال اجبتم عنه فيما يرتبط بحتمية وقوع النداء السماوي في شهر رمضان او الصيحة بأسم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. للاخ قيس سؤال اخر ايضاً فيه دقة وطرافة، هو يتحدث عن موضوع كنا قد عرضناه في البرنامج في حلقة سابقة بشأن ما ورد في الاحاديث الشريفة في ان الشك في حتمية ظهور الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف كفر، ورد ذلك في احاديث عن الرسول صلى الله عليه واله والامام الباقر، ألخص سؤاله بالعبارة التالية يقول بعد هذه المقدمات فماهو حكم الوساوس التي تحدث احياناً، يعني وسوسة تأتينا، هل يظهر الامام المهدي؟ حتمي؟ غير حتمي؟ هذه الوساوس وليست الشك الكامل، ماهو حكمه؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين المعصومين
كون الاخ يسأل عن ذلك وهو متألم من هذه الحالة، حالة الوساوس او مانسميها حالة الخواطر القهرية، الخواطر القهرية هذه ليست فقط في قضية الامام المهدي عليه السلام، في سائر العقائد الاخرى بل حتى في وجود الله تبارك وتعالى، الانسان يوسوس في وجود الله عزوجل وهذا ليس سالباً للايمان، اولاً لن الانسان يحزن من ذلك وثانياً لو لم يكن مؤمناً لما اتاه الشيطان ليشكك في ايمانه، هذه الوساوس انما تأتي للمؤمن لأنه مؤمن حتى يخرب الشيطان ايمانه لذلك جاء احداً للنبي صلى الله عليه واله وسلم قال: يارسول الله هلكت! قال: لم، هل اتاك الخبيث؟ قال: نعم قال: أقال لك من خلق الخلق؟ قال: نعم فقلت الله، قال: هل قال لك من خلق الله؟ قال: نعم يارسول الله هكذا، النبي يعرف لأن هذه حالة عامة عند الكثير من الناس. في رواية عن الصادق عليه السلام: قل من يخلو منها، فقال له النبي صلى الله عليه واله وسلم: هذا محض الايمان! هذا محض الايمان! لماذا لأنه اولاً الانسان يتألم منها لأنه لو لم يكن مؤمناً لما تألم من هذه الخواطر، ثانياً لو لم يكن مؤمناً لما اتاه الشيطان ليوسوس له في هذه القضية، حكمها ايها الاخ الكريم وايها الاخوة المستمعون الوساوس لاضير فيها ولااثم فيها مالم يرتب الانسان عليها اثراً وذلك لحديث الرفع المشهور المعروف عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم "رفع عن امتي مالايعلمون" من جملة الامور المرفوعة هي الوسوسة في التفكر في الخلق مالم ينطق بشفة، الوسوسة بحد ذاتها ما لم ينطق بشفة يعني ان لم يرتب الاثر عليها فهي ان شاء الله ليس مأثوماً عليها الانسان، ينبغي على الانسان ان يقطع هذه الوسوسة، عندما ترد عليه هذه الخواطر ينبغي عليه ان يقطعها، يتصل بصديق، يطالع كتاباً، يفتح التلفاز، يقطع التفكير بها، ثانياً على الاخ لكي يتخلص من ذلك ان يذكر الله تبارك وتعالى وخصوصاً كلمة "لااله الا الله"، وارد في الروايات انها تنفي الوسواس، الانسان اذا حدث نفسه خصوصاً في قضية الامام المهدي، بأمامة الائمة، بنبوة النبي، بالقرآن حتى فيما يرتبط بالله تبارك وتعالى، عليه ان يذكر ذكر "لااله الا الله"، "ولاحول ولا قوة الا بالله" اضف الى الى ذلك اذا كانت هناك شبه معينة فليسأل، اذا كانت هناك اشكالية عند الاخ، استفسارات معينة لأن هذه الوساوس ربما تأتي من بعض الشبهات التي لم تحل في عقل الانسان فليسأل عن ذلك ونرجو من الله ان يرزقه اليقين ويرزقنا اليقين في العقائد الحقة ويطرد عنا الوساوس والشكوك والشبهات والحمد لله رب العالمين.
مستمعينا الأعزاء، الفقرة الختامية في برنامجكم هذا الشمس خلف السحاب هي إحدى الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة. عنوان حكاية هذه الحلقة هو:

هذه من الاسرار

رويت الحكاية التالية في كتاب حياة آية الله المرجع الكبير الشيخ الآراكي قدس سره، وهي منقولة عن المولى حسن اليزدي والد زوجة المرجع الكبير صاحب كتاب العروة الوثقى آية الله السيد كاظم اليزدي، وهو بدوره ينقلها عن الفقيه العارف الجليل صاحب الكرامات السيد علي التستري رضوان الله عليه، وكان إستاذ الشيخ الأكبر مرتضى الأنصاري في العرفان والأخلاق وتلميذه في الفقه.
قال السيد علي التستري: إعتدنا أنا والشيخ الأنصاري أن نذهب من النجف الإشرف الى كربلاء المقدسة ونبقى فيها عدة أيام وذلك في مواسم الزيارات المخصوصة للإمام الحسين عليه السلام. وفي إحدى هذه الزيارات قال لي الشيخ في اليوم الثالث: ينبغي أن نعود الى النجف غداً، فوافقت، وفي منتصف الليل إنتبهت من نومي فرأيت الشيخ قد أسبغ وضوءه وإرتدى ملابسه ووضع عمامته وخرج من المنزل. قلت في نفسي: لعل الشيخ قد توهم أن السحر قد حان فقام للتهجد وأداء نافلة الليل، لكني عندما رأيته خرج من المنزل خفت عليه فارتديت ملابسي ولحقته خشية عليه، كنت أسير خلفه بطريقةٍ لا يشعر معها بمتابعتي له، وهكذا إجتاز الشيخ أزقة كربلاء حتى وصل المنطقة المعروفة (بباب بغداد)، وهناك وقف على باب منزل صغير متواضع أشبه بكوخ المزارعين وسلّم فسمعت من يرد سلامه من داخل الدار. فقال الشيخ: هل أستطيع العودة الى النجف غداً، جاءه الجواب: وهل نفذت المهمة المطلوبة؟ قال الشيخ: لا. فأجابه من في الدار: لا يؤذن لك بالعودة، إبق غداً، قال الشيخ: سمعاً وطاعة!. فودع الشيخ وهو لازال على الباب صاحب الدار وتوجه للعودة فأسرعت في ظلمة الليل للعودة قبله وذهبت للفراش فوراً دون أن يشعر بخروجي خلفه.
ويستمر العارف الجليل السيد علي التستري في نقل الحكاية قائلاً: في صباح ذلك اليوم قلت للشيخ: هل نعود اليوم؟ أجاب: لا، فلم أسأله عن السبب لكنني قلت في نفسي: لا ينبغي لي أن أنام هذه الليلة. وبالفعل بقيت مستيقظاً وأنا مضطجع في فراشي دون أن أشعر الشيخ بيقظتي، وفي الوقت نفسه الذي خرج فيه الشيخ الأنصاري في الليلة الماضية توضأ ولبس ملابسه كاملة وخرج فلحقته بالطريقة نفسها حتى وصل الى الدار نفسها وسلم على صاحبها وبعد السلام وجوابه قال: أتأذن لي بالعودة اليوم؟ أجاب: وهل أديت المهمة؟ قال: نعم، فسمعت صاحب الدار يقول: قد أذنت لك. فرجع الشيخ ورجعت قبله بالكيفية نفسها. وفي صباح ذلك اليوم خرجنا معاً من كربلاء بأتجاه النجف وعندما عبر بوابتها قلت له: لدي سؤالان! ظن الشيخ أنهما يرتبطان بمسائل علمية فقال: تفضل، قلت السؤال الأول: لماذا لم ينزل المولى في إحدى حجرات الصحن الحسيني وإختار ذلك الكوخ؟ أجابني الشيخ وهو يتجاهل الأمر: من تعني؟ قلت: أعني سيدي ومولاي، قد علمت بالأمر فما السر في إختياره ذلك المكان! عندها أجابني الشيخ: لم ينزل في حجرات الصحن أدباً وإحتراماً لأن مشهد الحسين عليه السلام ليس محلاً للسكنى والنوم. فقلت: والسؤال الثاني، ما هي المهمة التي سألها عنك في الليلة الأولى فقلت لم أنفذها، وسألك عنها في الليلة الثانية فقلت: لقد نفذتها أجاب الشيخ: هذه من الأسرار! ولم يفصح الشيخ الأنصاري عن هذه المهمة رغم أن السيد التستري كان أمين لأسراره، وأخذ الشيخ عهداً وميثاقاً من السيد أن لا يحدث أحداً بهذا الواقعة مادام حياً، وقد وفى السيد بذلك ولم يحدث أحداً عنها الى أن توفى الشيخ الأكبر مرتضى الأنصاري رضوان الله عليه.
إنتهى أحباءنا لقاء اليوم من برنامج شمس خلف السحاب وإستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم ودمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة