البث المباشر

مبايعة المهدي نجاة من الغمة/المهدي عند الشيعة والسنة/ورأيت العلامتين

الأربعاء 13 مارس 2019 - 13:59 بتوقيت طهران

(الحلقة : 262)

موضوع البرنامج:
مبايعة المهدي نجاة من الغمة
المهدي عند الشيعة والسنة
ورأيت العلامتين

 

ولكن قضى فيما قضى الله عنده

 

وما خطت الأقلام في اللوح من قبل

 

بأمهالهم حتى يميز به الذي

 

يطيع من العاصي المكب على الجهل

 

إلى أن يقوم القائم المرتجى الذي

 

يقوم بأمر الله يطلب بالذحل

 

ويشفي صدور المؤمنين بنصره

 

ويملأ وجه الأرض بالقسط والعدل

 

ويسقي العدى كأسا مصبرة إذا

 

بها نهلوا علواً بيحموم والمهل

 

فمهلا فان الله منجز وعده

 

وموهن كيد الكافرين على مهل

 

وخاذل جمع الماردين ومن سعى

 

لإطفاء نور الله بالخيل والرجل

 

*******


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على الهداة الى الله محمد وآله أصفياء الله السلام عليكم مستمعينا الأكارم على بركة الله نلتقيكم من إذاعة طهران في حلقةٍ أخرى من برنامج شمس خلف السحاب وقد إخترنا لمطلعها أبيات مهدوية راقية من إحدى القصائد العقائدية للفقيه العارف العلاقة السيد مهدي بحر العلوم رضوان الله عليه. وفي هذا اللقاء فقرة عقائدية عنوانها: مبايعة المهدي نجاة من الغمة ثم إتصال هاتفي بسماحة الشيخ علي الكوراني وإجابة عن سؤال بشأن: المهدي عند الشيعة والسنة وحكاية من حكايات الفائزين بالبركات المهدوية الخاصة عنوانها: ورأيت العلامتين تابعوا أعزاءنا البرنامج بالفقرة العقائدية التي تحمل في هذا اللقاء – العنوان التالي:

*******

 

مبايعة المهدي نجاة من الغمة


روى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن الحسين بن علي – عليهما السلام – قال: جاء رجلٌ الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديكم هذا، فقال: " إذا درج الدارجون وقلَّ المؤمنون وذهب المجلبون { أي المجتمعون على الحق } فهناك هناك " ، { يعني ظهوره – عجل الله فرجه أومبدأ إمامته } فقال الرجل: يا أمير المؤمنين عليك السلام ممن الرجل؟ (يعنى المهدي) فقال – عليه السلام -: " من بني هاشم، من ذروة طود العرب وبحر مغيضها إذا وردت.. ومعدن صفوتها إذا إكتدرت … سيف من سيوف الله … فلا يصرفنك عن بيعته صارف عارض ينوصُ { أي يتحرك } الى الفتنه كل مناصثم رجع عليه السلام الى صفة المهدي فقال: " أوسعكم كهفاً واكثركم علماً وأوصلكم رحماً … اللهم فإجعل بيعته خروجاً من الغمة وأجمع به شمل الأمة، فإن خار الله لك { بيعته عليه السلام } فأعزم ولا تنثن عنه إن وفقت له ولا تجيزن عنه { أي لا تنحرف عنه } إن هديت إليه، ثم قال - عليه السلام – وقد أومأ بيده الى صدره – هاه شوقاً الى رؤيته

*******


في هذا الحديث النوراني يدعونا مولانا أمير المؤمنين الإمام علي - عليه السلام – بلهجةٍ مؤكدة مشددة، الى بيعة إمام العصر – عجل الله فرجه - والبيعة لإمام الزمان – في كل عصر – هي مفتاح النجاة من ميتة الجاهلية كما صرحت بذلك الأحاديث الشريفة التي تواتر نقل مضمونها ومن طرق الفريقين عن رسول الله – صلى الله عليه وآله -. وهذه القاعدة العامة تصدق على عصر إمامة المهدي المنتظر سواءٌ في عصر غيبته أوفي عصر ظهوره – عجل الله فرجه – فتجب معرفته ومبايعته على المؤمنين من جميع أجيال عصر إمامته – سلام الله عليه – لكي ينجوا بذلك من ميتة الجاهلية. وهذا ما يعرفنا إليه وينبهنا إليه مولانا سيد الوصيين عليه السلام – في حديثه المتقدم وهويجيب عن سؤال من سأله عن مهدي آل محمد – صلى الله عليه وآله -.

*******


في البداية يعرف أمير المؤمنين سليله المهدي الى السائل مشيراً الى تحليه – عجل الله فرجه – بصفات الإمام الحق من العترة المحمدية الطاهرة وكونه أعلم الناس وأشد الخلائق رأفة بهم وأنه الأوسع كهفاً أي الملجأ الأمن والحصن الحصين الذي يأمن العباد بالألتجاء إليه طلباً للرحمة الإلهية والهداية الربانية والأمن الحقيقي. وهذا ما يتحقق للمؤمنين من خلال الإرتباط به (عليه السلام) ومبايعته وسيلة الفوز بهذا الإرتباط ولذلك يصرح مولانا أمير المؤمنين بأن مبايعته - عجل الله فرجه – مفتاح النجاة من الغمة والفتن في غيبته وظهوره وبها يجتمع شمل الأمة عند ظهوره – سلام الله عليه -. ولذلك نجد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يحث المؤمنين على عدم الغفلة عن هذه البيعة والثبات عليها وتجديدها بأُستمرار والتورع عن الإستجابة لدعوات أئمة الضلال الصادة عنها.

*******


من إذاعة طهران نتابع أعزاءنا تقديم هذه الحلقة من البرنامج بالإستماع للإتصال الهاتفي بخبير البرنامج وإجابته عن بعض أسئلتكم … نستمع معاً

*******


المحاور: بسم الله تالرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الاطائب معكم مشكورين لجميل متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، سماحة الشيخ علي الكوراني معنا ايضاً مشكوراً على خط الهاتف وهو يتفضل بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة الشيخ سلام عليكم الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته المحاور: سماحة الشيخ الاخ محمد عبد الجواد في رسالة عبر البريد الالكتروني هو في البداية يعطي رأي ان احببتم التعليق عليه يشير الى بعض الفضائيات التي الان تشكك كثيراً بقضية المهدي المنتظر ويذكر اسماء بعض القنوات وانها تستهزأ من الشيعة، يسأل لماذا لايرد العلماء فيما يرتبط على هذه الفضائيات ولديه ايضاً سؤال فيما يرتبط بقضية المهدي المنتظر عند اهل السنةـ تحبون التعليق على القضية الاولى ام انتقل الى السؤال مباشرة؟ الكوراني: لابأس، نعم انا على اطلاع بوضع هذه الفضائيات، في الواقع هي فضائيات وهابية، الوهابيون يساندون او يمولون حوالي ثلاثين فضائية ومنها صريحة في العداء للشيعة وايران والعراق واهل البيت عليهم السلام، عداءهم لأهل البيت مبطن ولكن للباقين جهاراً وهؤلاء يسيئون الادب مع الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه، لماذا؟ يقولون هذا مهدي الشيعة، هذا فيه احاديث رسول الله صلى الله عليه واله عندنا وعندكم، يأخذهم الغيظ والتعصب مع الاسف الى هذا الاتجاه ونحن حاضرين ان نناظرهم في عدد من المراجع، قالوا نحن حاضرين ان نناظر من العلماء من الفضلاء ولكن الاشخاص الذين وضعوهم في القنوات ليس عندهم مستوى علمي ومهرجون لذلك قلنا نريد من السعوديين الوهابيين بمستوى علمي، لماذا يختل اولئك ويبعثوا اشخاصاً من غير السعوديين ومن غير الوهابية ليهرجوا ويريدون ان نناظرهم، قلنا لهم عندكم عشرون شخصاً المفتي وهيئة علماءكم وغيرهم اختاروا منهم نختار لكم من وزنه ونتفق على مناظرة متكافئة علمية، اذا اردتم التفاهم والمباحثة لكيفية التعامل وحفظ رموزنا ونحن نريد ان تحفظوا رموزنا، الامام المهدي سلام الله عليه تحفظه كبير الصحابة ابو طالب والدين النبي صلى الله عليه واله وغيرهم كذلك نتفق او نتناظر علمياً، هؤلاء جماعة متعصبون، متطرفون يكفرون جميع المسلمين ويكفرونا نحن مضاعف والحمد لله الان قنواتنا تأخذ مجراها وتؤثر حتى في بيوت هؤلاء المتعصبين. المحاور: طيب سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً جزيلاً، بالنسبة للسؤال الذي عرضه الاخ محمد عبد الجواد يقول هل ان المهدي المنتظر عند اهل السنة هنالك تفصيل عن مجرياته، عن زمن ولادته، هل هنالك اشارات حسب اعتقادات بأعتبار انه يولد في اخر الزمان وليس مولوداً الان، هل توجد روايات لدى اهل السنة فيما يرتبط بزمان ولادته من ابواه المباشران وهل هنالك تفصيلات عن المهدي؟ الكوراني: اصل البشارة النبوية يااخي بالامام المهدي سلام الله عليه مجمع عليها عند جميع المسلمين فأذن الامام المهدي عقيدة اسلامية مجمع عليها ومايمكن لأحد ان يشكك فيها وحتى صفاته وملامحه وشكله وحركته من مكة الى المدينة الى العراق الى الشام الى القدس الى العالم، نزول عيسى عليه السلام وصلاته خلفه كلها متفق عليها، الكلام انه هل ولد ومد الله في عمره كالخضر كما نعتقد نحن ام انه يولد؟ نحن اعتقادنا هذا انه ولد بشكل قطعي ومد الله في عمره كالخضر حتى يأذن بظهوره فيظهر، هم السنة ليسوا على نمط واحد، قسم من علماءهم يوافقون على ان الامام المهدي مولود غائب وجمعهم الشيخ نجم الدين العسكري في كتابه الموعود وغيره حوالي مئتين من علماءهم يؤيدون ومنهم من كبارهم السعراني وابن العربي وغيرهم يوافقون على ولادته، المؤرخون والنسابة كذلك قالوا انه ولد ولكن لايشهدون انه ولايشهد الكثير منهم انه بقي حياً، اكثرية علماء المسلمين والوهابية هؤلاء يقولون انه سوف يولد، سوف يولد ولكنه من اولاد علي وفاطمة هذا بدون شك اذن منهم من هو متوقف لايعرف ولد ام لا ومنهم من يوافقنا ومنهم وهم الاكثر يقولون سوف يولد والا هم متفقون معنا اذن نستطيع ان نقول ان احاديث الامام المهدي سلام الله عليه في مصادرنا ومصادرهم مشتركة تسعين بالمئة واكثر وفي قضية ولادته نحن نختلف عن كثير منهم. إخوتنا وأخواتنا أما الآن فندعوكم الى الإستماع لحكاية موثقة أخرى من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة والغرة الحميدة عنوان حكاية هذه الحلقة هو:

*******

 

ورأيت العلامتين


ننقل لكم حكاية هذا اللقاء أيها الأعزاء من كتاب (دار السلام) فيمن فاز بسلام الإمام خاتم الأوصياء (عليه السلام) ومؤلف الكتاب هوالعلامة التقي أية الله الشيخ محمود العراقي الميثمي وهومن أفاضل عصر المجدد الشيرازي ومن ذرية العبد الصالح ميثم التمار من صفوة أصحاب أمير المؤمنين وولديه الحسنين عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه. والحكاية تتعلق بمؤمنة صالحة من مدينة آمل في محافة مازندران الأيرانية، وقد عرفت هذه الأمة الصالحة في بلدتها بأخلاصها لله وأوليائه وكثرة التعبد والتقوى والعفة وإستجابة الدعاء، وكان الله يجري على يديها قضاء حوائج أهل حاضرتها فكانوا يقصدونها طلباً للدعاء في شفاء المرضى وغيره من الحاجات فيبلغهم الله بلطفه ما يأملون: فأشتهرت بين أهل بلدتها كثيرٌ من هذه الكرامات الإلهية التي ظهرت لهم ببركة هذه الأمة الصالحة. وقد نقل أية الله الشيخ الميثمي حكايتها التالية مباشرة وبعد التوثق من صدقها عن ولدها الذي كان من عباد الله الصالحين، وقد ولد ببركة دعاء مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه لوالدته كما سنرى في حكايتها بعد قليل فكونوا معنا

*******


تبدأ حكاية المؤمنة الآملية بشوقٍ شديد لرؤية إمام زمانها سلام الله عليه يستولي على وجودها رغبةً في رؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة وطلباً لحاجات في مكنون قلبها كانت تريد أن تطلبها منه. وفي عصر يوم خميس ذهبت هذه المؤمنة لزيارة أهل القبور في مقبرة (المصلى) المعروفة في مدينة وجلست عند قبر أخيها. قالت هذه الأمة الصالحة: بكيت كثيراً حتى أظلم ما حولي فقمت وتوجهت لزيارة مرقد السيد ابراهيم (عليه السلام) الذي يقع بالقرب من المقبرة، وعندما كنت اسير على حافة نهر في المنطقة بأتجاه المرقد رأيت من بعد انواراً لم أر مثلها من قبل تنزل من السماء وتصعد إليها فتوجهت نحوها لكنني عندما وصلت الى محلها غابت عني ووجدت رجلاً ساجداً، فقلت في نفسي: إنه ولا شك من كبار أولياء الله ينبغي أن أتعرف إليه ! فوقفت عنده حتى أنهى صلاته فسلمت عليه فرد التحية بأحسن منها، ثم سألته: من أنت؟ فلم يجبني، عاودت السؤال بألحاحٍ وأقسمت عليه بالعترة الطاهرة – عليهم السلام – أن يعرفني بأسمه وسبب مجيئه الى هذه المنطقة

*******


وكان جواب الرجل هو: انا عبد الحميد وقد جئت لزيارة قبر الخضر وأشار الى بقعةٍ فيها قبر يعرف عند أهل المنطقة بمحل قدم خضر النبي يزورها الناس ليالي الأربعاء ويوقدون عندها الشموع. فسألته المؤمنة الأملية قائلة: يقولون: إن الخضر عليه السلام لا زال حياً؟! أجاب: هذا الخضر ليس ذاك، هذا قبر سيد من أبناء عمومتنا وهومن ذرية الأئمة. وتتابع المؤمنة الآملية نقل حكايتها قائلة: قلت في نفسي: إن عبد صالح من الأولياء وغريب عن المنطقة، ينبغي أن أقنعه بأن يحل ضيفاً على عائلتنا. وإثر هذه الخاطرة قام الرجل وشفتاه تتحركان بالدعاء فوقع في قلبي فجأةً أنه مولاي الحجة بن الحسن روحي فداه، وكنت أعرف من علائمه أن في خده الأيمن خال وأنه أفرق الثنايا (أي ثمة فاصلة محببة بين أسنانه الأمامية)، فأردت أن أتأكد من وجودها فيه فنظرت الى وجهه الكريم فأخفى خده الأيمن بكفه الايمن فقلت: يا سيدي أريد أن أرى العلامة وعندها أزاح كفه الايمن عن خده ثم إبتسم فرأيت كلا العلامتين الخال في خده الأيمن والفاصلة بين الثنايا من أسنانه طبق ما سمعت من قبل

*******


وعندما أيقنت هذه المؤمنة الآملية من أن السيد الذي تراه هوإمام العصر – عجل الله فرجه -، ظنت أنه موعد ظهوره قد حان، فقالت: فديتك يا مولاي، هل عرف أحدٌ بظهورك؟ أجاب: لا، لم يحن موعد ظهوري بعد وقعت هذه السيدة على قدمي الإمام تقبلهما وقد ذهلت عن جميع الحاجات التي أضمرت أن تطلبها منه ولم تتذكر منها سوى حاجةً واحدة قالت: يا مولاي، لدى أمنية أن يرزقني الله خمسة أولاد لكي أسميهم بأسماء أهل الكساء (عليه السلام) فرفع (عليه السلام) يده بالدعاء وهو يتحرك باتجاه بقعة المرقد المذكور ثم قال: سيكون لك ذلك إن شاء الله ثم دخل المرقد وقد منعت هيبته هذه السيدة من الدخول معه، فوقفت تنتظر خروجه عند باب المرقد الوحيدة … فتأخر خروجه ثم جاءت إمرأة لزيارة المرقد فدخلت معها المرقد لرؤيته لكنها لم تجده فيه رغم أن للمرقد بابٌ واحدةٌ لا اكثر … تقول هذه المؤمنة الآملية في ختام حكايتها: ببركة دعاء مولاي الصاحب (عليه السلام) حملت في ذلك الشهر نفسه بولدي الأول فأسميته (محمداً) ثم رزقني بعده ولداً آخرا سميته (علياً)، ثم رزقني بنتاً سميتها (فاطمة)، ثم رزقني ولداً سميته (حسنا) … أما الحمل الخامس فكان توأمين فسميت الأول حسين والثاني عباس

*******


أيها الأخوة والأخوات، وقد ذكر العلامة الميثمي في نهاية نقله لهذه الحكاية أنه أيقن من صحتها لما اشتملت عليه من علائم وشواهد الصدق ولما عرفت به هذه المؤمنة من صلاحٍ وتقوى وإستجابة الدعاء في شأن أولادهما خاصة وأنها نقلت الحكاية قبل أن ترزق بولدها الأول فصدق الواقع لاحقاً ما أخبرت عنه … وقد وقعت هذه الحكاية سنة مئتين وخمسين والف للهجرة وتوفيت هذه الأمة الصادقة سنة خمس وثمانين ومئتين للهجرة المباركة … وبهذا ينتهي أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران لقاؤنا بكم ضمن هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) شكراً لكم والسلام عليكم.

*******

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة