البث المباشر

هيئة الامام عند الظهور/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول لم تكن مناماً ولا خيالاً/إشتداد الاضطراب وإقتراب الفرج

الأربعاء 13 مارس 2019 - 13:38 بتوقيت طهران

(الحلقة : 260)

موضوع البرنامج:
هيئة الامام عند الظهور
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول لم تكن مناماً ولا خيالاً
إشتداد الاضطراب وإقتراب الفرج

 

عرفنا بيومِ الغمِ لامنقذٌ لنا

ولا سفنٌ نحوالنجاةِ ولا جسرُ

سواهُ سميُ المصطفى وسليلهُ

إمامٌ همامٌ طيبٌ طاهرٌ طهرُ

يقومُ لأخذِ الثأرِ من بيتِ ربه

فيومئذٍ يختصُهُ النهيُ والامرُ

أبا صالح المهدي أدرك موالياً

حياتُهُم موتٌ ودنياهُم قبرُ

أيا شمس يومِ الانتظار فإننا

بليلِ إختلافٍ لا صباحٌ ولاعصرُ

تدارك عبيداً لا فكاكَ لأسرهم

الى أن تراكَ الناسُ يزهوبك الحجرُ

*******


بسم الله وله الحمد والمجد إله العالمين وأزكى صلوات المصلين على نبيه الأمين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوة الإيمان بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من برنامج شمس خلف السحاب إفتتحناها بأبياتٍ مهدوية للأديب الولائي محمد الصحاف رحمه الله ونتابعها ضمن الفقرات التالية:
الأولى عنوان: إشتداد الاضطراب وإقتراب الفرج
ثم إتصال هاتفي بسماحة الشيخ علي الكوراني وإجابة عن: هيئة الامام عند الظهور
ثم حكاية أخري من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية عنوانه: لم تكن مناماً ولا خيالاً
أطيب الأوقات نتمناها لكم مع فقرات البرنامج، وعنوان أولها هو:

*******

 

إشتداد الاضطراب وإقتراب الفرج

روى الحافظ ابو نعيم في الحديث السادس من أحاديثه الأربعين التي جمعها في المهدي المنتظر من طرق أهل السنة؛ عن رسول الله- صلى الله عليه وآله- أنه قال لبضعته الزهراء فاطمة- عليها السلام- ضمن حديث له قبيل وفاته- صلى الله عليه وآله: ومنا سبطا هذه الأمة وهما إبناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما –والذي بعثني بالحق- خيرٌمنهما، يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهديُّ هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وإنقطعت السبل وأغار بعضهم على بعضٍ فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً يقومُ بالدين في آخر الزمان كما قمت به آخر الزمان يملأ الارض عدلاً كما ملئت جورا.

*******


مستمعينا الأطائب، في هذا الحديث الشريف يبينُ لنا حبيبنا المصطفى الامين- صلى الله عليه وآله- الخصائص المهمة لعصر غيبة سليله خاتم الأوصياء المهدي الموعود-عجل الله فرجه- وأولى هذه الخصائص إنتشار الاضطراب السياسي والأمني والإرهابي من قتل وتشريد وسجن ونظائر ذلك والمعبّر عنه في الأحاديث الشريفة برواج (الهرج والمرج)؛ وبأنقطاع السبل وإغارة بعضهم على بعض دون رحمة. ويستفادُ من الحديث النبوي المتقدم وغيره من الأحاديث الشريفة أن هذه الإضطرابات بمختلف أشكالها تشتد وتتزايد قبيل ظهورالمصلح المنتظر- عجل الله فرجه-.
وهذا الأمر يشكل عاملاً مهماً في إيجاد حالة عميقة من التطلع لمنقذ عالمي لدى جميع شعوب المجتمع البشري، وهذه الحالة هي أرضية مناسبة لكي يمن الله تبارك وتعالى على البشرية بظهور سليل خاتم الأنبياء- صلى الله عليه وآله - وسميه وخاتم أوصيائِهِ لكي ينقذَ الإنسانية من تلك الإضطرابات المدمرة ويقيم دولة الأمن الإلهي
والسلام الرباني العالمية.

*******


أما الخصوصية الثانية التي يذكرها الحديث النبوي المتقدم فهي إشتداد الفتن من جميع الجوانب وتظاهر أنواع الضلالات والإنحرافات العقائدية والأخلاقية والسلوكية، وظهور الكثيرمن الحركات الفكرية والسياسية البعيدة عن الدين الحق والتي تتخطف الناس بأسم الدين الحق أو بشعارات براقة مخادعة.
وتمثل هذه الخصوصية بوثقة إلهية لتمييز وتمحيص أهل الإيمان الخالص عن أدعياء الإيمان الذين سرعان ما يتخلوا عنه إنسياقاً وراء ظلالات وإنحرافات تستجيب لأهوائهم النفسانية وطموحاتهم الناشئة من عبادة الهوى والشرك الخفي.
مستمعينا الأفاضل وتعبير (تظاهرت الفتن) الوارد في الحديث الشريف يشير الى إزدياد الفتن المذكورة وتنوع أشكالها وإستمرارها الى أن يبعث الله بقيته الأعظم وليه المهدي- عجل الله فرجه- فينهي هذه الفتن من خلال فتح حصون الضلالة، أي القضاء على مثيري هذه الفتن والضلالات وقطع دابرها من الجذور.

*******


أعزاءنا المستمعين، والخصوصية الثالثة من خصوصيات عصر غيبة ولي الله المهدي، والمشار إليها في الحديث النبوي المتقدم فهي رواج ظاهرة (قسوة القلوب) وتحولها الى قلوب غُلفٍ لا تستجيبُ بيسر للهدى والتغذية الروحية والأخلاقية السليمة بسهولةٍ ويسر. وهذا نوع من أنواع الظلم الفردي الذاتي للنفس. وعليه يتضح مستمعينا الأكارم، أن القاسم المشترك أو الخصوصية العامة الجامعة لعصر غيبة خاتم الأوصياء المهدي عجل الله فرجه. هي إمتلاء الأرض ظلماً وجوراً، سواءٌ كان الظلم فردياً أو إجتماعياً ذاتياً أو يتوجه للآخرين، فكرياً أو إرهابياً أو عسكرياً، او تضييعاً للحقوق والإستئثار بالثروات العامة وغير ذلك. ولا يخفى عليكم مستمعينا الأفاضل أن المستفاد من الأحاديث الشريفة هو أن هذا الظلم بمختلف أنواعه يبلغُ ذروته – كماً وكيفاً – قبيل ظهور خاتم أوصياء العترة المحمدية فيبعثه الله عز وجل لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.

*******


أيها الأخوة والأخوات، نتابع من إذاعة طهران تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وندعوكم الآن الى الإتصال الهاتفي التالي بخبير البرنامج والفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم، نستمع معاً:

*******


المحاور: :بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الافاضل شكراً لكم على طيب المتابعة لفقرات هذا البرنامج، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ سلام عليكم
الكوراني: :عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: :سماحة الشيخ الاخت خديجة تسأل في رسالة عبر البريد الالكتروني سؤالين الاول بشأن ظهور الامام المهدي سلام الله عليه، هل يظهر بين الناس بصفاته، تقصد الخلقية ظاهراً يعني شمائله عليه السلام، بهذه الصفات المروية في الاحاديث الشريفة دونما تغيير ام لا؟ تفضلوا سماحة الشيخ
الكوراني: :هذه الصفات الواردة للامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه صفات شكله وبدنه وشمائله وملامحه هذه رواها الجميع سنة وشيعة ورووا ايضاً انه يظهر بهذه الصورة، بصورة كهل مابين الثلاثين الى الاربعين ويبقى كهلاً الى ان يتوفاه الله وكذلك عيسى بن مريم سلام الله عليه بالشكل الذي رفع به يعود الى الارض ويبقى شكله ايضاً ثابتاً حتى يتوفاه الله عزوجل.
المحاور: :نعم، سماحة الشيخ بالنسبة للذين يلتقون به في عصر الغيبة سلام الله عليه يعني الروايات التي ثبت ان الذين التقوا به هو الامام الحجة المهدي سلام الله عليه ايضاً بنفس هذه الصفات ام ان الامر فيه اختلاف؟
الكوراني: :لابد ان الامر فيه هذه الصفات فأذا لم تكن بهذه الصفات فيكون غيره اما ان يكونوا مشتبهين او ان يكون غيره ونستطيع ان نقول تسعين بالمئة من الذين يلتقون بالامام صلوات الله وسلامه عليه يقولون انه كان هو الامام لأنه عندك ابدال الامام، تلاميذ الامام الذين يرسلهم الله عزوجل فيلتقون بهم كثيرين هؤلاء يمكن انه متصور انه هو الامام اذا ما كان بنفس الصفات مايمكن ان نحكم بأن اللقاء كان بالامام صلوات الله وسلامه عليه وكذلك في المنام فأن الشيطان لايتمثل بنا، لايتمثل بصورة النبي او بصورة المعصوم صلوات الله وسلامه عليهم ولكن يمكن ان يأتي الشيطان بصورة اخرى ويقول له انا النبي صلى الله عليه واله هذا تكون الرؤية خاطئة، لابد في رؤية المنام ان تكون الشمائل والصفات عين ما ورد وكذلك في الرؤية المباشرة في اليقظة واذا لم تكن بهذه الصفات نقول اما اشتباه او الذي التقى به ليس الامام صلوات الله وسلامه عليه.
المحاور: :نعم سماحة الشيخ الاخت ايضاً تسأل عن اهداف الامام سلام الله عليه من الالتقاء ببعض المؤمنين في عصر الغيبة، هي تطرح هل انه الهدف من ذلك تشريفهم بلقاءه، هل الهدف الانس بهم ام الهدف المشهور قضاء الحوائج والاستجابة لتوسلاتهم؟
الكوراني: :فيه كل ذلك، فيه يظهر بين الفينة والفينة وبين عصر وعصر لبعض الابرار ويلتقي بهم لأثبات تواصل وجوده صلوات الله وسلامه عليه كالخضر عليه السلام يظهر في بعض الاحيان لكن الامام يظهر اكثر فهذا فيه تشريف لمن يلتقي به وفيه اهداف اخرى مثل قضاء الحاجة، مثل اثبات تثبيت قلوب المؤمنين بأن امامكم غائب ولكنه حاضر بينكم وهو موجود يعمل بأمر الله عزوجل.

*******


أعزاءنا المستمعين، حكاية هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب إخترنا لها العنوان التالي:-

لم تكن مناماً ولا خيالاً


الحكاية التي إخترناها لهذا اللقاء- أعزاءنا – نقلها حجة الإسلام الشيخ أحمد القاضي الزاهدي في كتابه (عشاق الإمام المهدي) عن أحد رجال العلوم الدينية في حوزة قم المقدسة وهو ينتمي الى احدى العوامل العلمية والدينية العريقة والمعروفة بالعلم والتقوى ولم يذكر الشيخ الزاهدي إسمه بناءً على طلبه. يقول هذا العالم الحوزوي: قررتُ في سنة ١٤٠٤ للهجرة أن التزم بزيارة مسجد صاحب الزمان في جمكران أربعين ليلة أربعاء عسى أن أفوز بلقاء مولاي إمام العصر- روحي فداه-، وبالفعل إلتزمت بذلك، وأتممت الأربعين ليلة أربعاء، ولكن دون أن أحصل على منيتي. حسب الأمر الظاهر.
وبقيت مدة طويلة أفكر في نفسي عن سبب عدم حصولي على النتيجة المرجوة وكنت أقول لنفسي: لو طرقت أي باب أربعين مرة لفُتحت لي حتماً، فلماذا لم يفتح مولاي إمام العصر- عليه السلام- الباب لي ولماذا تجاهلني؟!

*******


عرض هذا العالم الحوزوي مشكلته على اية الله المرجع التقي آية الله السيد المرعشي النجفي رضوان الله عليه، فلم يحصل على الجواب الشافي، فبقي في حيرته الى ليلة العاشر من شهر رجب سنة ١٤١٢ للهجرة الموافقة لذكرى ولادة الإمام محمد الجواد- سلام الله عليه-، يقول حفظه الله عما جرى له في تلك الليلة قائلاً: أقمت صلاة الليل ثم نافلة الصبح ثم فريضة الفجر، وبعد أن أنهيتُ تعقيباتها إضطجعت في فراشي لكي إستريحُ قليلاً، ولكن قبل أن أغفو وقبل أن يستولي النوم على عيني، شاهدت انواراً تُفاض عليّ أحسستها ثقيلة على كل وجودي، تعرقت بكثرة وفقدت القدرة على الحركة وشعرت أنني في عالم آخر، سعيتُ للخروج من هذه الحالة، صرت اتضرع بقلبي طالباً إبعاد هذا النور عني لأنني فاقد للقدرة على تحمله، وهنا قلتُ في نفسي: هذا نور إمام العصر- عليه السلام- وأنا لا أطيق تحملَ رؤيتَه، فكيف اتوقع رؤيته هو- سلام الله عليه-.

*******


يقول العالم الحوزوي متابعاً سرد حكايته: بعد حدود ثلاث دقائق إختفى ذلك النور من أمام عيني وعدت الى حالتي الطبيعية… شعرت برغبةٍ عارمة في أن أحدّث أحداً بما رأيت، فأستسلمتُ للنوم فرأيت في عالم الرؤيا والدي- وكان رحمه الله من الأتقياء- فحدثته بما رأيت وأنا ابكي شوقاً في حين كان هو ينظر اليّ مبتسماً…. وفي الصباح ذهبت الى آية الله المرجع الديني السيد الكلبايكاني وأخبرته بما جرى فبان عليه – قدس سره- التأثر وقال: إن ما شاهدته يدل على أن زيارتك وتوسلك مقبولان يحظيان بنظر إمام العصر- عليه السلام-، ومشاهدتك لتلك الأنوارلم تكن مناماً ولا خيالاً بل واقعٌ وحقيقة!

*******


شكراً لكم اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران على طيب متابعتكم هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) الى لقاءٍ آخر نستودعكم الله والسلام عليكم.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة