البث المباشر

واجبات الامة تجاه أهل البيت (ع) - ۱۱ / سعي ارضاهم اجتناب إيذائهم

الأربعاء 13 مارس 2019 - 09:31 بتوقيت طهران

الحلقة 154

السلام عليكم مستمعينا الأحبة ورحمة الله وبركاته...
أزكى تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيقه في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأطائب عرضنا قبل عشر من حلقات البرنامج سؤالاً عن حقوق أئمة العترة المحمدية المعصومين على الأمة، فوجدنا أن النصوص الشريفة تعرفنا بعديد من هذه الحقوق عرفنا منها تسعة هي:
الطاعة والرجوع إليهم في الإختلاف، والصلاة عليهم مع سيدهم المصطفى صلى الله عليه وآله.
وكذلك حق المودة والإكرام والمبايعة والزيارة وأداء الخمس وحقوق الأبوة المعنوية. 
فما هو الحق العاشر من هذه الحقوق؟
هذا ما نتناوله في لقاء اليوم فتابعونا مشكورين.
أيها الإخوة والأخوات عندما نرجع إلى النصوص الشريفة نجدها تصرح بأن السعي للفوز برضا أهل البيت النبوي – عليهم السلام – هو من واجبات الأمة تجاههم لأن في رضاهم رضا الله ورسوله صلى الله عليه وآله.
وفي المقابل يجب إجتناب إيذائهم لأن في ذلك إيذاء لله ولرسوله – صلى الله عليه وآله -؛ قال الله تبارك وتعالى في الآيتين الحادية والستين والثانية والستين من سورة التوبة: "وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{٦۱} يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ{٦۲}"
وقد وردت آيات عدة في النهي عن إيذاء نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – ومما لا ريب فيه أن إيذاء أهل بيته المعصومين المطهرين – عليهم السلام – هو من أوضح مصاديق إيذائه صلى الله عليه وآله.
يضاف إلى ذلك أن أهل بيت النبوة – عليهم السلام – هم أسمى مصاديق أهل الإيمان الذين نهى الله عزوجل عن إيذائهم، فقد جاء في سورة الأحزاب وبعد أن أمر عزوجل بالصلاة على نبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله – قال – كما في الآيتين ٥۷و٥۸ من هذه السورة:
"إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً{٥۷} وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً{٥۸}"
وقد رويت من طرق الفريقين من الأحاديث الشريفة تصرح بأن الله جعل رضاه ورضا رسوله – صلى الله عليه وآله – في رضا المطهرين من أهل بيت النبوة عليهم السلام.
مثلما جعل إيذائهم – عليهم السلام – إيذاءً لله ولرسوله وفي ذلك أعظم العذاب المهين، نستنير ببعض هذه الأحاديث الشريفة بعد قليل فابقوا معنا مشكورين.
روى الحاكم في مستدركه على صحيحي البخاري ومسلم بسنده عن أبي ملكية قال: "جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند إبن عباس، فحصبه – أي ردعه – إبن عباس وقال: يا عدو الله، آذيت رسول الله "إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً" لو كان رسول الله حياً لآذيته"
وعلق الحاكم على الحديث قائلاً: هذا حديث صحيح الإسناد، يعني على شرط البخاري ومسلم وتابعه في تصحيحه الذهبي.
كما روي من طرق الفريقين التصريح النبوي بأن إيذاء الوصي المرتضى إيذاء لله ورسوله حيث قال – صلى الله عليه وآله -: "من آذى علياً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن ينتقم منه".
وروي من طرق الفريقين أيضاً قول النبي المصطفى لوصيه المرتضى عليهما وآلهما أفضل التحية والسلام، كما في رسائل المحقق الكركي: "يا علي من آذى شعرة منك فقد آذاني ومن آذاني فقد أذى الله".
وقد روي بالأسانيد الصحيحة من طرق الفريقين قول رسول الله – صلى الله عليه وآله - : "إن الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها".
وكذلك قوله – صلى الله عليه وآله – المروي في كتاب البخاري وغيره: "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني" وفي رواية أخرى"فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله".
وروي عن الإمام الحسين – عليه السلام – قوله "رضا الله رضانا أهل البيت".
ومضمون هذا الحديث متواتر في الأحاديث الشريفة المروية من طرق مدرسة الثقلين، ومنها نخلص إلى النتيجة المحورية التالية:
إن من أوكد حقوق أهل بيت النبوة المحمدية على الأمة السعي في الفوز برضاهم لأن فيه رضا الله عزوجل وبالتالي الفوز العظيم والإجتهاد في اجتناب إيذائهم لأن فيه إيذاء الله ورسوله – صلى الله عليه وآله – وفي ذلك العذاب الأليم واللعنة الإلهية في الدنيا والآخرة.
وإلى هنا ينتهي أيها الأحبة لقاء اليوم من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعاية سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة