البث المباشر

الغيبة وشكوك الشيطان/ حوار مع الشيخ علي الكوراني حول المسخ المادي والمسخ المعنوي قبل الظهور/ قَبِلَ عذري بابتسامة

الإثنين 11 مارس 2019 - 18:26 بتوقيت طهران

(الحلقة : 256)

موضوع البرنامج:
الغيبة وشكوك الشيطان
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول المسخ المادي والمسخ المعنوي قبل الظهور
قَبِلَ عذري بابتسامة

أيها البدء والختام لهذا الكون

طبتم بداية وختاما

إن تساموا ضيما فعما قليل

يدرك الثأر ثائر لن يضاما

ملك تخضع الملوك لديه

و إليه يلقي الزمان الزماما

علم للهدي به الله يمحو

كل غي ويمحق الآثاما

و به الله يملأ الأرض عدلا

و به يكشف الكروب العظاما

محييا دين جده محكما بالبيض

و السمر شرعه أحكاما

حين جبريل جهرا ينادى

في السماوات باسمه اعظاما

بك يا كافي المهمات لذنا

فرقا فاكفنا الطغاة الطغاما

نشتكيهم إليك في كل يوم

فإلى مَ نشكو إليك إلي مَ

 

*******


بسم الله وله الحمد والمجد إله العالمين واتم الصلوات والتحيات الزاكيات علي خيرته المنتجبين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، علي بركة الله نلتقيكم في حلقة أخري من برنامجكم شمس خلف السحاب، وقد إخترنا لمطلعها أبياتاً مهدوية من إنشاء العالم الأديب السيد محسن الأمين رحمة الله عليه ولنا في هذا اللقاء محطات عدة نعرفكم أولاً بعناوينها:
فقرة عقائدية تحت عنوان: الغيبة وشكوك الشيطان
تليها إجابة هاتفية لسماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن المسخ المادي والمسخ المعنوي قبل الظهور
ننقل لكم بعدها حكاية موثقة أخري من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة عنوانها: قَبِلَ عذري بأبتسامة
نأمل أن تقضوا أطيب الأوقات وأنفعها مع فقرات هذا اللقاء

*******


تابعوا البرنامج من إذاعة طهران وفقرة عقائدية تحمل العنوان التالي:

*******


مروي الشيخ الصدوق – رحمة الله – في كتابه القيم كمال الدين وتمام النعمة بسنده عن رسول الله – صلي الله عليه وآله – قال: والذي بعثني بالحق بشيرا، ليغيبنّ القائمُ من ولدي بعهدٍ معهود إليه مني، حتي يقول اكثر الناس: ما لله في آل محمد حاجة، ويشك آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل، وإن الله عزوجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون.
 

*******


مستمعينا الأفاضل، يبين لنا النبي الأكرم – صلي الله عليه وآله – في الحديث الشريف المتقدم عدة من الحقائقه العقائدية المهمة المرتبطة بغيبة خاتم أوصيائه الطاهرين المهدي الموعود – عجل الله فرجه -، وكذلك عدة من أهم خصائص عصر الغيبة المهدوية...
في بداية هذا الحديث الشريف، يتم رسول الله – صلي الله عليه وآله – الحجة علي منكري إمامة الثاني عشر من أئمة عترته الطاهرة – عليهم السلام -، إذ يخبرهم بأمرين الأول هو أن من الأمر المحتم وقوع الغيبة للقائم المهدي من ولده – صلي الله عليه وآله -؛ هذا أولاً وثانياً أن هذه الغيبة تقع بعهدٍ معهود منه – صلي الله عليه وآله – الي سليله خاتم الأوصياء المهدي – عجل الله فرجه -؛
وهذا يعني أن غيبة الإمام المنتظر هي جزء من المخطط الإلهي لتحقيق أهداف الرسالة المحمدية، ومعلوم أن لكل إمام من الإئمة الإثني عشر عليهم السلام دور إلهي في التمهيد لتحقق أهداف هذه الرسالة الإلهية
فمثلاً كان من دور الإمام المجتبي – عليه السلام – الذي حققه عبر صلحه المعروف فضح أدعياء خلافة النبي - صلي الله عليه وآله – وبيان إنهم طلاب دنيا يتسترون بالدين وكان من دور الإمام الحسين – عليه السلام – إيجاد جذوة رفض الظلم بجميع أشكاله وفي أصعب الظروف وهذا ما حققه عبر ملحمته التضحويه يوم عاشوراء وهكذا بالنسبة لسائر الأئمة الآخرين صلوات الله عليهم أجمعين كلٌ قام بدوره الخاص بعهد معهود من جدهم رسول الله – صلي الله عليه وآله – كما بينت ذلك مفصلاً عدة من الأحاديث الشريفة.
و الأمر نفسه يصدق علي إمام زماننا بقية الله المهدي أرواحنا فداه فهو أيضاً يقوم بدوره في السعي لتحقيق أهداف الرسالة الإلهية الخاتمة، وتعد غيبته – عجل الله فرجه – جزءٌ من هذا الدور لأنها تحفظ إستمرار الإمامة المعصومة في تهيأة المجتمع الإنساني والإسلامي ليوم الظهور الموعود وتحقق أهداف الرسالة المحمدية كاملة.

*******


مستمعينا الأفاضل، والنبي الأكرم – صلي الله عليه وآله – عندما يخبر الأمة بوقوع غيبة خاتم الأوصياء من أئمة عترته – عليهم السلام -، فإنه يوفر لهم في الواقع ركناً عقائدياً مهماً يستندون إليه لدفع الشكوك التي يمكن أن يبثها في النفوس الشيطان في عصر الغيبة تجاه وجود الإمام المهدي – عجل الله فرجه -.
و هذا ما ينبه له – صلي الله عليه وآله – في تتمة حديثه الشريف المتقدم حيث يقول:.. حتي يقول أكثر الناس: ما لله في آل محمد حاجة ويشك آخرون في ولادته..
و معني قول ( ما لله في آل محمد حاجة ) هو نفي بقاء وحياة الإمام المهدي – أرواحنا فداه – وكذلك نفي إمكانات ظهوره وإقامة الدولة المحمدية الإلهية العادلة في كل الأرض.
إذن فما ينبهنا إليه حبيبنا المصطفي – صلي الله عليه وآله – في هذا الحديث الشريف هو أن مثل هذه التشكيكات يثيرها الشيطان لسلب المؤمنين إيمانهم ولذلك يجب الإستناد للإصول العقائدية السليمة لرحض هذه التشكيكات، وهذا ما يوصينا به – صلي الله عليه وآله – في نهاية الحديث المتقدم قائلاً: فمن أدرك زمانه – يعني المهدي أرواحنا فداه – فليتمسك بدينه ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً بشكه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل وإن الله عزوجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون .

*******


أما الآن إخوتنا مستمعي إذاعة طهران فندعوكم للإستماع للفقرة الخاصة بالإجابة عن إسئلتكم للبرنامج، نستمع معاً للإتصال الهاتفي التالي الذي أجراه زميلنا . . .
 

*******


المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم احباءنا وهذه الفقرة من برنامج شمس خلف السحاب الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم الكريمة للبرنامج، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عنها سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ سلام عليكم
الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المحاور: سماحة الشيخ الاخ وائل من دولة الامارات يهديكم السلام ويعرض عدة اسئلة فيما يرتبط بعلامات الظهور، احد هذه الاسئلة يرتبط بالمسخ يقول هل ان المسخ الذي ورد ذكره في الاحاديث الشريفة هو مسخ معنوي او مادي الذي يكون قبل الظهور؟
الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، نعم ورد انه من علامات الظهور حالة المسخ، يمسخ اعداء الله وعندنا ايضاً نصوص تقول ان الله رفع المسخ المادي عن هذه الامة وبقي المسخ المعنوي يعني مثلاً ينسخ خنزيراً، شخصيته الداخلية تكون والعياذ بالله خنزيراً، المسخ المعنوي نعم، ويفهم من احاديث العلامات انه عند ظهور الامام او قرب ظهوره سلام الله عليه بعض الاشخاص الذين يتخذون مواقف من اعداء الله، مواقف هؤلاء تكون آية للامام سلام الله عليه مسخ بعض اعداء الله وشكراً.

المحاور: وشكراً لكم ايضاً سماحة الشيخ، الاخ يسأل ايضاً هل ان هذا المسخ يكون بهدف كشف هؤلاء امام الناس يعني هل يقع في الذين يدعون دعوات مثلاً دعوة مهدوية، دعوات مناهضة او تضليلية فيما يرتبط بالحركة المهدوية؟
الكوراني: الوارد مسخ في اعداء الله عزوجل وقلت انه يكون آية للامام سلام الله عليه معناه اما ان يكون موقفهم عدو وعندهم نشاط مضاد للامام سلام الله عليه او انه عندهم ادعاءات باطلة يكونون من اعداء الله فيقع فيهم المسخ المادي كآية يظهرها الامام سلام الله عليه.

المحاور: سماحة الشيخ هذا السؤال مني، هل يفهم من كلامكم ان هذا المسخ المادي يكون واضحاً للناس يعني...
الكوراني: نعم واضحاً واضحاً لكن هذا قرب الظهور

المحاور: قبل الظهور، نعم الاخ الكريم وائل، هذا لعله آخر الاسئلة التي يسمح بها الوقت يسأل ايضاً عن قضية المطر قبل ظهور الامام المهدي سلام الله عليه ان احدى علامات الظهور ظاهراً قضية كثرة الامطار؟
الكوراني: ورد انه السنة التي تسبق ظهوره سلام الله عليه تكون غيداقة يكثر فيها المطر، يكثر فيها المطر اين؟ الحد الاقل هو ان يكون في الحجاز والعراق الذي هو اصل مملكة ظهوره صلوات الله عليه اذن نعم كثرة المطر هذا هو من العلامات الواردة في الرواية ان تلك السنة تكون كثيرة المطر.

المحاور: الاخ يسأل فيما يرتبط بهذه العلامة تكون حالة ملحوظة بحيث يتحدث الناس انها غريبة لم تحدث مثلاً مثل هذه الكثافة في الامطار؟
الكوراني: لما الناس يقول كثرة المطر فلا ترتابوا يمكن ان تكون سنة مثلها كثيرة المطر ولكنها من السنوات الكثيرة المطر في الاقل ممكن ان تكون مميزة انه امطار غير مسبوقة ابداً فيما سجل من التاريخ او انه من النادرة او قليلة الحدوث.
 

*******


أعزاءنا المستمعين، وقد حان الآن موعدكم مع الفقرة الروائية في البرنامج وحكاية موثقة أخري من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة عنوان الحكاية هو:
 

*******

 

قبل عذري بأبتسامه


حكاية هذه الحلقة ننقلها لكم مستمعينا الأفاضل مما كتبه العبد الصالح الحاج محمد علي نمازخواه ( أي محب الصلاة ) لسماحة حجة الاسلام الشيخ أحمد القاضي الزاهدي مؤلف كتاب عشاق المهدي – عليه السلام – وقد نشرها الشيخ القاضي في الجزء الثاني من كتابه؛ ويرجع تأريخ الحكاية الي سنة خمس وسبعين بعد الثلاثمائة للهجرة.
و قد نقلنا لكم في الحلقة السابقة ما حكاه هذا العبد الصالح بشأن رؤيته لإمام العصر – عجل الله فرجه – في مسجد السهلة المبارك أثناء زيارته للمشهد العلوي المقدس بعد عودته من أداء فريضة الحج مع ثلاثة من رفاقه الأخيار..
لكن الحاج محمد علي أصيب بأذي شديد إثر رؤيته لمولاه بقية الله – سلام الله عليه -، لأن التعب كان قد أغفله عن مولاه ولم ينتبه له، فقرر الحاج أن يذهب الي حرم الإمام الحسين – عليه السلام – في كربلاء ليلة الجمعة ويعتذر عن هذه الغفلة، ومع هذا القرار أُلهم هذا العبد الصالح أنه سيحظي بقبول الإمام – أرواحنا فداه – عذره كرامة لوالدته الأمة الصالحة خاصةً وأنها علوية تقية.
 

*******


وصل الحاج محمد علي نماز خواه مع رفاقه الي كربلاء المقدسة ليلة الجمعة في العشرة الثانية من شهر محرم الحرام من السنة المذكورة، دخل الحرم الحسيني المبارك، ووقف للزيارة مقابل الضريح المقدس من جهة الرأس الشريف بعد أن أقام صلاتي المغرب والعشاء.. شرع بقراءة النص المأثور لزيارة الحسين سلام الله عليه، وبعد الفقرة الرابعة أو الخامسة، رأي فجأةً سيداً جليلاً بالشمائل ذاتها لذلك السيد الذي رآه في مسجد السهلة وعرف فيما بعد إنه مولاه وإمام زمانه بقية الله المهدي – عجل الله فرجه.
كان هذا السيد الجليل يبدو بهيئة ابن أواسط العقد الرابع تعبق منه رائحة زكية غير مألوفة.. رآه فجأةً يقف أمامه وشعر بالنور يشع من جانب وجهه الذي إستطاع رؤيته لأنه كان يقف أمامه متوجهاً لزيارة جده الحسين – عليه السلام -.
يقول الحاج محمد علي في تصوير المشهد الذي رآه وحالته في تلك الدقائقته: كان السيد يتكلم مع الإمام الحسين – عليه السلام – بحالة فريدة من التوقير والإقبال والتوجه... أما أنا فلم أكن أسمع وأري شيئاً مما حولي رغم إشتداد إزدحام الزوار في تلك الأيام القريبة من يوم عاشوراء...
لقد أخذت هيبة السيد وجماله بمجامع قلبي فطفقت أبحرُ في مشاهدة هذا الجمال الإلهي...

*******


و نبقي – مستمعينا الأفاضل – مع الحاج محمد علي نماز خواه وهو يروي لنا تتمة حكايته قائلاً:
لقد هيمن علي كل مشاعري جمال السيد ووقاره، فخطر في ذهني أنه هو مولاي إمام العصر – سلام الله عليه -، وهنا أردت أن أكلمه معتذراً منه عن غفلتي عنه في مسجد السهلة... لكنني – ومع الأسف – شككت في يقيني مرة أخري، وقلت في نفسي: قد لا يكون هذا السيد هو الإمام، فاذا كلمته تصور الناس أنني معتوه...
أحجمت عما عزمت عليه، وبقيت أتأمل في شمائله وفيما أراه حوله من علامات كلها تشهد بأنه أملي ومولاي، فعاد يقيني بأنه هو ولكن قفز الشك مرة أخري وهنا إلتفت إليّ – سلام الله عليه – ثم إبتسم في وجهي إبتسامه مليحة أزالت الشك عني فأردت أن أأخذ بعباءته وإكلمه لكني وجدت كل أعضائي عاجزة عن الحركة فأدركت أنه تصرف فيها مانعاً إياي وبقيت أنظر إليه دقائقه عدة الي أن ودع جده الحسين – عليه السلام – وذهب بأتجاه الضريح وهو يسير بوقار وسكينه وكأن لا أحد في المشهد سواه... أردت اللحاق به... فلم أستطع لشدة الزحام ثم غاب عن ناظري... وقد ملأني السرور إذ أيقنت أنه قد قبل عذري بتلك الإبتسامة المليحة.
 

*******


نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران جميل الإصغاء لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير وفي أمان الله.
 

*******

 

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة