البث المباشر

الإمام روح الله الموسوي الخميني

السبت 23 فبراير 2019 - 09:51 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 471

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن تيجان الصادقين الاوفياء للنبي وال النبي هو القائد الملهم والزعيم المظفر الامام روح الله الموسوي الخميني رحمة الله عليه وهذا الامام رقم لا نظير له وهيهات ان يأتي الدهر بمثله وطبعاً عاصرته طوال اربعة عشر عاما في النجف الاشرف وكنت خطيب مجلسه ايام الفاطمية وكنت احياناً مترجماً له حينما يزوره بعض الزوار من الخارج والداخل وخلال هذه المعاشرة وجدته فريداً في طباعه، مجداً في سلوكه جدياً في قراراته لايجامل، لايماري، لايساوم، وراء اهدافه وطموحاته هو عزة الاسلام وانتصار خط اهل البيت فلم يطمح في رئاسة او منصب دنيوي بل العكس اتته الدنيا ولم يأتها ووقف الزعماء والملوك على اعتاب غرفته واقتدوا به وسمعوا نصائحه واستغربوا وتعجبوا من عظمة شخصيته وبساطة لباسه وسكنه وطعامه وحسبنا كلمة الامام الحسين سلام الله عليه لاواضع لمن رفعت.
الامام الخميني رضوان الله عليه هو من مواليد عام 1320 هجرية في يوم ولادة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، طبعاً هو ولد في ايران من اسرة علمائية تنتمي في النهاية الى السيد حامد حسين صاحب كتاب العبقات وطبعاً السيد حامد حسين من الشخصيات العلمائية العظيمة في الاسلام والتشيع، والد الامام الخميني وجده ايضاً السيد احمد كانوا من كبار العلماء والمجتهدين والسيد احمد جد الامام الخميني هو من مواليد النجف الاشرف فالامام الخميني برع منذ طفولته في استلهام العلم والمعرفة وبفضل ابداعاته ونبوغه تحرك متجهاً الى مدينة اراك لانه كانت الحوزة العلمية انذاك هناك، كان فيها يتواجدون كبار العلماء وزعيمهم انذاك الشيخ عبد الكريم الحائري فأنضم الى تلاميذ الشيخ الحائري واصبح علماً بين تلاميذه وما ان انتقل الشيخ الحائري الى قم ليؤسس الحوزة العلمية في قم حتى انتقل معه الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه، بالاضافة الى الفقه والاصول والعلوم الاخرى فقد درس الفلسفة والحكمة عند الشيخ محمد علي الشاه ابادي احد اساطين العلم وفي هذا الجو استمر الامام الخميني يرقى ميدان التحصيل حتى اصبح من كبار اعضاء مجلس الفتيا للمرحوم البروجردي اعلا الله مقامه واندفع للامام اكثر وسلطت عليه الاضواء متى يوم زار شاه ايران زار الامام البروجردي لعيادته، السيد البروجردي اجريت له عملية جراحية فجاء الشاه يزوره فجرى هناك موقف صلب وشجاع حينما دخل الشاه غرفة السيد البروجردي وبحضور كل اعضاء مجلس الفتيا فتجاهل الامام الخميني شخصية الشاه ولن يعره اي اهتمام يعني مثل ما تحرك البقية او بعضهم وقف، هذه الحركة من السيد الامام دفع بالشاه ان يقيم شخصية الامام من ذلك اليوم وبدأ يحسب له حساب ويعتبره الشخصية الخطيرة مثل ما نقول عليه، بعد ذلك اصبح الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه يحلق في سماء المرجعية مما جعله المرشح الاول للتقليد والمرجعية في ايران بعد غياب السيد البروجردي رضوان الله تعالى عليه فكان الشاه قلق من ان تنتقل المرجعية بعد المرحوم البروجردي الى الامام الخميني لذلك عمل شاه ايران من خلال طاقمه مثلاً على سد هذا الباب وتفويت الفرصة على الامام الخميني رضوان الله عليه من باب استباق الامور فيذكر اسد الله علم وزيمع الصادقين  ر البلاط انذاك في مذكراته عن هذا المعنى بحديث طويل، اذن الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه اخذ يتقدم في مواضع جهاده ومواضع موقعه العلمي مثلاً مجلس الدرس او حلقة الدرس كانت تضم اكثر من ستمئة من الفضلاء والطلاب وهو بالاضافة الى هذا كان يلقي الخطب بأستمرار ويهاجم من خلال تلك الخطب قرارات الشاه المخزية والتي باع فيها الوطن والشعب لأمريكا واسرائيل.
اخيراً قبض الشاه على السيد الامام واراد اعدامه عام 64 ميلادي ولكن في الواقع قبض عليه لتصفيته وقتل السيد الامام ولكن تحركت القوى سواء على المستوى الاقليمي او الدولي ثم ماج الشعب وهاج في ايران وفي مناطق متعددة اضطر بعدها الشاه على ان يغير موقفه ويبعد السيد الامام الى منطقة في تركيا وهناك يعيش في اقامة جبرية وبالتنسيق مع النظام التركي انذاك وبقي السيد الامام هناك فترة ونتيجة ضجة ملئت ارجاء العالم اخلي سبيله فألتحق بحوزة النجف الاشرف وما ان وصل السيد الامام الى النجف الاشرف حتى تضامن معه رتل متقدم من كبار العلماء وفي طليعتهم المرحوم السيد عبد الله الشيرازي والمرحوم السيد عبد الاعلى السبزواري والمرحوم الشهيد السيد محمد باقر الصدر اعلا الله مقامه وغيرهم ايضاً من المراجع والعلماء فأستمر من معقله من النجف الاشرف يقود الشعب الايراني بكلماته وبياناته الى ان اخرجه البعثيون من العراق نتيجة الضغط من القوى العالمية ومن شاه ايران بالذات واخرج من العراق فأتجه السيد الامام الى اوربا ليستقر في ضاحية من ضواحي باريس وهناك التقته وكالات الانباء وزارته شخصيات عالمية وكان يصر السيد الامام رضوان الله عليه على ان يغادر شاه ايران يغادر ايران واشترط ذلك لعودته الى بلده ونتيجة المظاهرات العارمة ونتيجة الانتفاضة التي عمت كل ايران رضخ الشاه لهذا الطلب وهرب فوراً، استقل الامام رضوان الله عليه طائرة استأجرها على حسابه الخاص والتحق به سياسيون من توجهات عديدة ووصل طهران فاتحاً واتجه رأساً الى مقبرة شهداء الثورة الاسلامية ومن هناك اعلن في خطاب حساس وحماسي وثوري اعلن على انه هو القائد العام للقوات المسلحة وهو الذي سيقيم الحكومة وهذه حكومة لايعترف بها وسيسحقها ويحطمها بأقدامه وفعلاً انهار كل شيء بعد بيانه الناري واسس السيد الامام الجمهورية الاسلامية في ايران ليحقق بذلك احلام الانبياء واحلام المرسلين.
في الواقع من يدقق في مسيرة هذا الرجل العظيم يدرك تماماً معنى التسديد الالهي، هذا الذي بنية صادقة ينوي نصرة الله، من خلال هذه 14 عام انا كنت مع السيد الامام كان طموحه ان تقام دولة اهل البيت دولة الاسلام ولو على كيلو متر مربع لكن الله حقق له طموحاته، حقق له هذه الامنية فأسس الجمهورية الاسلامية والتي هي الان تقف القوة الوحيدة في افق السماء وفي الكون كله لمواجهة المد الالحادي العالمي والاستكبار العالمي لذلك عملوا الطواغيت على اسقاطه وعجزوا اعجازاً وانتصر انتصاراً باهراً.
التقيته آخر مرة عام 86 وانا اهم بالسفر الى امريكا واستمعت الى توجيهاته فوجدته هو ذلك القائد بطبعه الرقيق وبأيجابياته الهادئة لايفكر الا بنصرة دين الله وبعزة الاسلام وبالتالي لاانسى انني كنت اترجم له مرة حينما زاره احمد الشقيري مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية عام 65 ميلادية طرح عليه ملاحظات واذا عام 89 وجدت كلما اشار اليه من ملاحظات تطبق بالكامل.
توفي الامام الخميني رضوان الله عليه عام 89 وشيعته الملايين ليبقى خالداً ابد الدهر أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة