البث المباشر

مسلم بن عقيل

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 12:47 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 463

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ومن اعيان الصادقين وشهداء الصادقين ومنارات اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم هو باب الحوائج مسلم بن عقيل صلوات الله وسلامه عليه، مسلم بن عقيل ابن عم الحسين هو الذي يشتهر في العراق وفي غير العراق بأنه باب الحوائج، ونحن نلاحظ ان الامام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) حينما زار مشاهد اهل البيت في العراق جاء الى زيارة‌ جده امير المؤمنين وزيارة جده ابي عبدالله الحسين زار شخصيتين وبدأ الزيارة بهذا العنوان: السلام عليك ايها العبد الصالح فقد زار: 
اولاً: بهذه العبارة او خاطب بهذه العبارة‌ ابا الفضل العباس عليه الصلاة والسلام.
وثانياً: خاطب مسلم بن عقيل وهذه شهادة واضحة من امام وحجة من الله على الخلق وهو الامام الصادق (عليه السلام)، هناك شهادة اخرى في تزكية مسلم بن عقيل وفي ترجمة عظمته هي للحسين (عليه السلام) هي لما اوفده الى الكوفة كتب اليهم كتاباً وقال في هذا الكتاب: اني ارسلت اليكم ثقتي وابن عمي والمفضل عندي من اهل بيتي، المفضل عندي من اهل بيتي هو يوجه بهذا التوجيه يعني بخصوص هذه المهمة او هذه المسؤولية فهو أليق شخصية بها، نعم ومن هنا أحد الأدباء يخاطب مسلم بن عقيل (صلوات الله وسلامه عليه) فيقول: 

صنعت الفضيلة يا مسلم

فمنك الفضيلة تستلهم

وانت الذي قال فيك الحسين

امام الورى ثقتي مسلم

وان كان وقت البرنامج ضيق جداً لكن قبل ان اتحدث عن كيفية نشأة مسلم بن عقيل اروي هذا الخبر عن ابن عباس (رضوان الله تعالى عليه) وابن عباس يروي عن الامام علي بن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) قال علي: كنا جلوساً مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) واذا بعقيل ابو مسلم، عقيل بن ابي طالب اقبل فنظر اليه النبي نظرة ترحيب واستأناس، قال علي - الكلام للامام امير المؤمنين- قلت: يا رسول الله انك لتحب عقيلاً؟ 
قال: نعم، يا علي اي لأحبّه حبين حباً له وحباً لأبيه ابوطالب، هنا ايضاً ننتزع شيئاً آخر لكن وقت البرنامج وموضوع البرنامج لا يساعد، اني لأحبّه حبين حباً له وحباً لأبيه ابي طالب، يا علي وان ولده- يعني مسلم سلام الله عليه- وان ولده لمقتول في محبة ولدك الحسين فتدمع عليه عيون المؤمنين وتبكي عليه الملائكة المقربون ثم بكى رسول الله حتى جرت دموعه على صدره ورمق السماء بطرفه وهو يقول: "اللهم اني اشكو اليك ما يلقى عترتي من بعدي، فنلاحظ ايها الاخوة، بعض الادباء يقول:

تصلي على‌ مسلم في السماء

ملائكة‌ الله حيناً فحيناً

فكيف تجف دموعي وقد

كان ابكى النبي الأمينا

شخصية مسلم بهذا المستوى بحيث رفرق عبرات الرسول الغالية وأسيل دمعته التي ليست برخيصة واستحق بكاء المؤمنين والصلاة من الملائكة المقربين حينما يسمع الانسان ذكر مصائب مسلم بن عقيل ومحنته فإذا بكى وندت عيناه بالدموع، هذا مؤشر على انه من المؤمنين كما وعد بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اذن هذا هو مسلم بن عقيل وهذه منزلته عند النبي وهذه منزلته عند الملائكة وهذه منزلته عند رسول الله وعند سائر المؤمنين اذن بهذا التلميح عرفنا فضله ونبله ونسبه لان ابوه عقيل بن ابي طالب عقيل كان انسب قريش، اعلمهم بأيام العرب لذلك ترى ان امير المؤمنين يستشيره في زواجه من ام البنين، اما ام مسلم فهي ام ولد تسمى علية، فهو يعني مسلم بن عقيل مدني النشأة حجازي التربية، ولد بدار عقيل وبعد ذلك صارت مقبرة تسمى مقبرة آل ابي طالب ونشأته وتربيته، مباديء علومه بل كل علومه هي من أحضان الإمامة ومن ارث النبوة، وهو على كل خريج هذه المشكاة الزاهرة والعلوم القدسية وهي مدرسة الإمامة، احد الادباء يقول:

مدينة العلم على انواعها

محمد والآل هم ابوابها

جل جلال الله قد اودعهم

علومه فأتفقت اسبابها

وفيهم برهانه ونوره

وسره الذي حوى كتابها

ومسلم علومه من عندهم

لانها قد نجحت طلابها

رشحه الحسين للسفارة وارسله الى الكوفة وخرج مسلم بن عقيل في منتصف شهر رمضان سنة‌ 60 من الهجرة وكان خروجه خروجاً حزيناً، ودع قبر النبي وزار بقعته المقدسة وودع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوداع الاخير وودع اهله وسار ومعه شخصيتان يدلانه لانه ما عنده خبرة عن الطريق واحد قيس بن ميسرة الصيداوي والثاني عبد الرحمن الازدي وقيس شخصية بطلة، سار ومر بمكة وادى العمرة وتوجه بعد ذلك الى الكوفة، وصوله كان في 5 شهر شوال، وصل الى الكوفة ولم يكن معه احداً لان احد الدليلين مات من العطش والثاني رجع لاسباب خاصة فنزل في دار المختار بن ابي عبيدة الثقفي ورحب الناس به واكتظت الشوارع بالجماهير الهاتفين بتحيات الاستقبال واخذت دار المختار على كثرة طبقاتها فكتب عمال يعني الجواسيس الى يزيد بن معاوية بالوضعية فأرسل يزيد امراً الى ابن زياد ان يترك اليصرة ويتحول الى الكوفة وبذلك طوق مسلم بن عقيل ودارت الايام الى الوراء‌ واذا كما يقول الشاعر:

كان اميراً فغدا اسيراً

كذاك شأن الدهر ان يجوراً

وادخل على ابن زياد فأمر بقتله وصعدوا به الى القصر، الى اعلى قصر الامارة وضريت عنقه ولم يكتفي بنو امية بذلك بل القوا بجسده من اعلى القصر الى الارض وجاءت ثلة من الاراذل وشدوا الحبال برجليه، الاديب يقول: 

فأن كنت لا تدرين ما الموت

فأنظري الى هاني في السوق وابن عقيل

والى بطل قد هشم السيف

وجهه وآخر يهوى من ذمار قتيل

هذا هو باب الحوائج مسلم بن عقيل وهذه محنته طبعاً بأيجاز، أسأل الله له الدرجات العالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة