البث المباشر

من بدائع ابيات السيد باقر العطار في مدح المنتظر/حوار مع السيد محمد الشوكي حول علاقة الكسوف والخسوف/من اوجه التشابه بين المهدي والمسيح /الفائزون بلقاء المهدي وفضيلة مسجد الكوفة

الإثنين 18 فبراير 2019 - 14:15 بتوقيت طهران

(الحلقة:132)

موضوع البرنامج:
من بدائع ابيات السيد باقر العطار في مدح المنتظر(عج)
حوار مع السيد محمد الشوكي حول علاقة الكسوف والخسوف بظهور المهدي(عج)
من اوجه التشابه بين المهدي(عج) والمسيح (عليهما السلام) وعداء اليهود
الفائزون بلقاء المهدي(عج) وفضيلة مسجد الكوفة

****

فطوبى لنفس تشهد الملك في يدي

مليك وسيف الله في كف شاهر

وتبصر مولى المؤمنين مؤيداً

بجند من الرحمان للدين ناصر

فقل بفتى جبريل خادم جده

وخادمه والخضر خير مؤازر

هو الخلف المنصور والحجة الذي

به يهتدي من ضل سبل البصائر

جواد اذا ما انهل وابل كفه

به غني العافون عن كل ماطر

وجوهر قدس لا يقاس بمثله

وشتان ما بين الحصى والجواهر

له المعجزات الغر يبهرن للحجى

فأكرم بها من معجزات بواهر

مكارم فضل لاتحد لواصف

وآيات صدق لا تعد لحاصر

اذا حل في ارض تضوع نشرها

وأخصب من اطلالها كل داثر

ويحيي به الله العباد جميعها

فمن رابح فيه هناك وخاسر

هناك نرى نور النبوة ساطعاً

منوطاً بنور للامامة زاهر

هناك نرى ربع المسرة ممرعاً

وروض الأماني بين زاه وناثر

فسارع لها يا ابن النبي بوثبة

فما طالب ذحلاً سواك بثائر

هلم بنا واجبر قلوباً كسيرة

فليس لها الاك يا خير جابر

ايا ابن الميامين اللذين وجوههم

توقد عن نور من الله زاخر

عليكم سلام الله مالاح بارق

وجادت مرابيع السحاب المواطر

*******

الحمد لله والصلاة والسلام على سفن النجاة الى الله ورحمة الله لعباده محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته،‌ اهلاً بكم ومرحباً في الحلقة من حلقات برنامج (شمس خلف السحاب) وقد افتتحناها بمقطوعة طويلة في مدح مولانا امام العصر (ارواحنا فداه) كان من الصعب علينا ان نحذف شيئاً من ابياتها لسمو مضامينها وجمال صورها وهي من نظم الشاعر الولائي السيد (باقر العطار) رضوان الله عليه وجزاه عنه امام زمانه خيراً.
كونوا معنا احباءنا في هذه الحلقة من البرنامج وثلاث فقرات اخرى اولها اتصال هاتفي مع ضيف البرنامج وجواب عن اسئلة الاخ احمد ابو مصطفى عن علاقة الكسوف والخسوف بظهور مولانا الامام المنتظر عجل الله فرجه.
اما الفقرة الثانية فهي عن وجهان مهمان من اوجه التشابه بين مولانا المهدي ونبي الله عيسى عليهما السلام.
والفقرة الختامية هي احدى روايات الفوز بلقاء صاحب الزمان (عليه السلام) وفيها فضيلة لمسجد السهلة.

*******

اذن، ننتقل الى زميلنا مستمعينا الاكارم وهو يعرض بعض اسئلتكم على ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي في الاتصال الهاتفي التالي.
المحاور: سماحة السيد من الاخ احمد ابو مصطفى وردنا هذا السؤال يقول، عرفنا في الروايات المأثورة عن اهل البيت (عليهم السلام) ان من علامات الظهور الخسوف والكسوف في شهر رمضان المبارك مرتين، حيث ان ظاهرة الخسوف والكسوف هما آيتان كونيتان فما علاقتهما بقرب الظهور؟ تفضلوا:
السيد محمد الشوكي:بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين. في الواقع قضية الامام المهدي (سلام الله عليه) وظهور الامام المهدي سوف يسبق بمجموعة من العلامات الكونية التي تمهد لظهوره وتلفت انتباه الناس الى‌ ولادة الامل والفجر الجديد للانسانية، من جملة‌ هذه الايات التي تطمئن القلوب قلوب المؤمنين وتبشرهم بقرب ظهور الفرج وان قضية الامام قضية يهتم الله بها على مستوى الكون كله، وقد ورد في الروايات قضية كسوف الشمس وخسوف القمر كما في الرواية‌ عن الامام ابي جعفر الباقر (سلام الله عليه) عندما قال في مضمون الحديث آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (سلام الله عليه) الى الارض تكونان قبل قيام القائم، خسوف القمر في آخر الشهر وكسوف الشمس في وسط الشهر.
فقال السائل للامام (سلام الله عليه): يكون خسوف القمر في وسط الشهر وكسوف الشمس في آخره.
قال: نعم ولكن اية او ايتان لم تكونا منذ خلق الله او اهبط الله آدم الى الارض فأذن هذه من العلامات ان تحدث ظاهرة الكسوف والخسوف على غير المعتاد، لان المعتاد ان يكون خسوف القمر في منتصف الشهر او قريب من منتصف الشهر قرب اكتمال القمر ووصوله الى مرحلة البدر وهذا هو المعتاد.
المحاور: يعني خلاف المألوف؟
السيد محمد الشوكي: نعم هذا هو المعتاد وقد رأينا ذلك ربما قبل ايام قلائل ظاهرة خسوف القمر كانت قرابة منتصف الشهر، المعتاد ان يكون الخسوف في منتصف الشهر وهذا ما تؤيده بعض الادلة العلمية التي لا مجال للخوض في تفاصيلها، المعتاد المألوف ان يكون الخسوف في منتصف الشهر وكسوف الشمس في آخره.
المحاور: يعني هذا سماحة السيد عدم كونه غير مألوفة يمكن ان نفهم انه حدوثها حتى لو كان على ضوء القوانين الفلكية ايضاً يمكن في كل كذا مئة سنة ولكن هذه الظاهرة غير المألوفة توجه الانظار الى ظهور الامام (سلام الله عليه)؟
السيد محمد الشوكي: نعم هو النكتة في كونها علامة، النكتة ليس مسألة الخسوف والكسوف والا قضية الخسوف والكسوف تحدث في كثير من السنين والايام لكن النكتة في جعلها علامة‌ لقرب ظهور الامام (سلام الله عليه) وعدم مألوفيتها، هذه هي النكتة في كونها علامة وقد يقول قائل كما قال السائل ان قضية الخسوف والكسوف هي كونية وليس لها ارتباط بالامام. صحيح هي سنة كونية ولكن كونها غير مألوفة تحدث على خلاف المعتاد هو هذا المعنى يجعلها علامة على قرب ظهور الامام (سلام الله عليه).
المحاور: سماحة السيد للاخ السائل سؤال اخر، هل لكل خسوف وكسوف اثر سلبي للحياة البشرية، بعض الكوارث الحروب او موت بعض علماء الدين وغيرها من الكوارث الطبيعية لها ربط تكويني او ارتباط تكويني بظاهرة الخسوف والكسوف؟
السيد محمد الشوكي: لاحظوا طبعاً الانسان وحياة الانسان وحركة الانسان غير منفصلة عن حركة الكون لانه الكون وحدة ‌متناسقة مترابطة، هناك وحدة تحكم كل مفردات هذا الكون وكل شيء يوثر في كل شيء ولهذا ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ولو ان اهل القرى‌ آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء‌ والارض، اذن الانسان، حركة الانسان في الحياة، هناك ارتباط لانه عالم الكون عالم الدنيا عالم الاسباب والمسببات، اما هل هناك ارتباط مباشر بين حادثة الكسوف والخسوف وبين موت بعض العلماء وبعض الشخصيات الاسلامية البارزة والمؤثرة ام لا؟ الواقع نحن لا نملك دليلاً على ذلك بل ربما يدعى الدليل على خلاف ذلك للقضية المعروفة في موت ابراهيم ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعندما توفي وحزن النبي لفقده حزناً شديداً صادف ان الشمس قد كسفت فقيل حين ذاك جرى حديث في الاوساط الاسلامية بين الصحابة ان الشمس قد كسفت لموت ابراهيم وتناهى هذا الخبر الى مسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد المنبر وقال: ايها الناس ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت احد او حياته فأذا رأيتموهما قد كسفا فصلوا، اذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الرواية التي يرويها المسلون يفرق ويحاول عدم المزج بين موت بعض الاشحاص وبعض الحوادث الكونية، نعم هذا لا ينفي مطلقاً، قد يشاء الله عزوجل اما اكراماً لبعض الاشخاص او تحذيراً وتنبيهاً للامة عندما تسير في منحنى غير الذي اراده الاسلام لها قد الله عزوجل ينبه الامة لهذا، حتى صلاة الآيات شرعت للخوف لوجود الخوف النوعي من حادثة الخسوف والكسوف، ربما هناك آثار لا نعلمها نحن ولكن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) حاول ان يعلمنا ان لا نربط هذه الامور بهذه القضايا الكونية، الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بأعتبار انه يحمل قضية‌ كبرى وهو حجة الباري، حجة الحق على الخلق وله قضية كبرى تغيير العالم البشري كله، طبعاً الله سبحانه وتعالى جعل الشمس والقمر آيتان تدلان على قرب ظهوره.

*******

لازلنا معكم مستمعينا الاكارم وبرنامج (شمس خلف السحاب)، من اذاعة الجمهورية الاسلامية في ايران. نجدد ترحيبنا بما يصلنا منكم في مساهمات واسئلة فيما يرتبط بمختلف موضوعاته، ولاقتراحتكم - ولا ريب اعزاءنا- دورها المهم في تطوير البرنامج ارفدونا بها على عناوين الاذاعة‌ ومنها:
البريد الالكتروني وهو: [email protected].
والبريد العادي وهو: الجمهورية الاسلامية في ايران طهران الاذاعة العربية ص . ب : ٦۷٦۷/۱۹۳۹٥.
وحلقات البرنامج تجدونها على صفحة اسلاميات من موقع الاذاعة على شبكة الانترنت، عنوانه هو: www.Arabic-irib.ir.

*******

ايها الاخوة والاخوات، الفقرة التالية‌ من البرنامج تجمع بين اشارات الى القاب مولانا المهدي (عليه السلام) وبين جريان سنن الانبياء (عليه السلام) معه، عنوانها هو:

موقف اليهود من عيسى والمهدي عليهما السلام

روى الشيخ السعودي في كتاب اثبات الوصية بأسناده عن الامام ابي جعفر الجواد (عليه السلام) قال: في صاحب هذا الأمر اربع سنن من اربعة انبياء:
سنة من موسى في غيبته، وسنة من عيسى في خوفه ومراقبته اليهود وقولهم مات ولم يمت وقتل ولم يقتل، وسنة من يوسف في جماله وسخائه وسنة من محمد في السيف يظهر به.
وقد تحدثنا في حلقات سابقة مستمعينا الاكارم عن مشابهة مولانا المهدي لنبي الله موسى (عليهما السلام) في جريان سنة الغيبة، ونلاحظ في حديث مولانا الامام الجواد (سلام الله عليه) انه يذكر مشابهة بقية الله المهدي (عجل الله فرجه) للسيد المسيح عليه السلام في خوفه ومراقبته اليهود، الذين كان لهم الدور الخفي والاهم في محاربة دعوة المسيح ويفهم من هذا الحديث الشريف ان لهم دوراً خفياً ومهماً في محاربة المصلح الاكبر المهدي الموعود (عجل الله فرجه الشريف).
ايها الاخوة والاخوات في الحلقة السابقة عرفنا ان معنى لقب المرتقب الخائف من القاب مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه) ليس المعنى المألوف للخوف، بل المراد هو كونه مهدداً من قبل اعداء الله عزوجل الذين يسعون لابادته كما فعلوا مع آبائه الائمة الطاهرين (صلوات الله عليهم اجمعين).
كما عرفنا ان الجزء الاول من اللقب يشير الى ترقبه وانتظاره للأمر الالهي بالظهور وهذا هو المستفاد من الجذر القرآني لصفة المرتقب، اما هنا فنلاحظ في حديث الامام الجواد (سلام الله عليه) المعنى الثاني لهذه الصفه وهو من المراقبة، حيث يقول مولانا الجواد (عليه السلام): «وسنة من عيسى في خوفه ومراقبته لليهود وقولهم مات ولم يمت وقتل ولم يقتل».
اي ان الامام المنتظر )ارواحنا فداه( يراقب اعدائه ويسعى في دفع آذاهم واخطارهم الموجهة الى الاسلام والمؤمنين واليه وهو خليفة الله في ارضه وفي سجل ما روي من روايات الفوز بلقائه (عجل الله فرجه) في الغيبة الكبرى ما يؤيد هذه الحقيقة التي ستتضح اكثر واكثر بعد ظهوره حين تكشف وقائع دفعه لمكائد الافساد اليهودي ضد الايمان والوجود الايماني.
وثمة‌ قضية اخرى من المفيد الاشارة اليها هنا، وهي التي يشتمل عليها قوله (عليه السلام) (وقولهم - يعني اليهود- مات ولم يمت وقتل ولم يقتل).
فهذا يعني ان ما اثاره اليهود بشأن نبي الله عيسى على نبينا وآله وعليه السلام بشأن قتله وموته يتكرر مع بقية الله المهدي (عليه السلام) .
وهذا ما قد حصل بالفعل، اذ توجد مجموعة من الاقوال التي تعيب على اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) الاعتقاد بطول عمر الامام المهدي ارواحنا فداه، ويزعم اصحابها ان ابن الحسن العسكري الذي ثبتت ولادته قد عاش حياة طبيعية ثم توفي.
وبالطبع فان هؤلاء قد اضطروا للاقرار بولادة‌ المهدي من الامام الحسن العسكري (عليهما السلام) لكثرة الأدلة التاريخية المثبتة لها، لكنهم التافوا عليها بالادعاء بموت او قتل هذا الوليد لا حقاً، لكنهم لم يقدموا اي دليل على ذلك سوى مجرد استبعاد طول العمر الذي تنفيه وتدحضه آيات القرآن الكريم التي تثبت طول عمر نوح (عليه السلام).

*******

مستميعنا الاكارم، نواصل تقديم برنامج (شمس خلف السحاب)، والفقرة الختامية في هذه الحلقة هي احدى روايات الفائزين بلقاء صاحب الزمان (ارواحنا فداه) وفيها فضيلة لمسجد السهلة والتوسل الى الله عزوجل بوليه المهدي (سلام الله عليه)، عنوان هذه الفقرة هو:

ثمرة تصديق اولياء الله

اصل هذه الحكاية مستمعينا الاكارم رواه آية الله الشيخ الميرزا النوري في كتابه جنة المأوى فيمن رأى الحجه المهدي في الغيبة الكبرى، وهي ترتبط بالسيد الجليل آية الله العظمى السيد باقر القزويني خال السيد بحر العلوم الكبير (رضوان الله عليه) ينقلها ولده السيد جعفر (رحمه الله)، ملخص الرواية ان السيد جعفر ذهب مع والده يوماً الى مسجد السهلة مشياً على الاقدام وقبيل الوصول للمجسد المبارك حدث والده بما يعتلج في نفسه بشأن وجود اصل لما يقال من ان من يزر مسجد السهلة اربعين ليلة اربعاء يخطى برؤيه الحجة بن الحسن (عليهما السلام)، وقال لوالده: قد لا يكون لهذه الاقوال مستند شرعي في الاحاديث الصحيحة.
هذا التشكيك أثار عدم الارتياح في السيد باقر (رضوان الله عليه) وعاتب ولده عليه قائلاً: اذا كنت لم تر شيئاً فهل يسوغ لك ذلك ان تنفي وجوده؟
ولما دخلا المسجد لم يجدا فيه احداً، فتوجد السيد باقر (قدس سره) الى مقام صاحب الزمان (عليه السلام) في المسجد وصلى فيه ركعتين الاستغاثة والتوسل الى الله عزوجل بوليه بقية‌ الله المهدي، وعندها جاء اليه سيد ذو طلعة بهية نورانية ‌وصافحه، ولما غادر المقام سأل السيد باقر ولده: من كان هذا السيد؟
فأجاب السيد جعفر: تقصد بأنه صاحب الزمان؟ اجاب ومن يكون غيره؟
فاسرع السيد جعفر اليه وقد خرج للتو من باب المقام، واخذ يبحث عنه في جميع اروقه المسجد والمقامات الاخرى وخارج المسجد لكنه لم يجد له اثراً!!
نذكركم مستمعينا الاكارم بأن السيد ابن طاووس رضوان الله عليه كان قد روى استحباب زيارة مسجد السهلة ليالي الاربعاء واداء الصلاة المعروفة فيه في ذلك الوقت بالخصوص. وبهذه الملاحظة نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة