البث المباشر

من شعر السيد جعفر الحلي في مدح المهدي/دلالات لقب "بوار الكافرين" من القاب الامام المنتظر/من وسائل الفوز بلقاء المهدي في غيبته/سيدة صالحة تحظى بنظرة مهدوية في موسم الحج

الإثنين 18 فبراير 2019 - 13:43 بتوقيت طهران

(الحلقة:123)

موضوع البرنامج:
من شعر السيد جعفر الحلي في مدح المهدي(عج)
دلالات لقب "بوار الكافرين" من القاب الامام المنتظر(عج)
من وسائل الفوز بلقاء المهدي(عج) في غيبته
سيدة صالحة تحظى بنظرة مهدوية في موسم الحج

*****

يا قمر التم الى ‌م السرار

ذاب محبوك من الانتظار

لنا قلوب لك مشتاقة

كالنبت اذ يشتاق صوب القطار

فيا قريباً‌ شفنا هجره

والهجر صعب من قريب المزار

دجا ظلام الغي فلتجله

يا مرشد الناس بذات الفقار

يستنصر الدين ولا ناصر

وليس الا بكم الانتصار

متى نرى بيضك مشحوذةً

كالماء صاف لونها وهي نار

متى نرى خيلك موسومةً

بالنصر تعدو فتثير الغبار

متى نرى الاعلام منشورةً

على كماة لم تسعها القفار

متى نرى وجهك ما بيننا

كالشمس ضاءت بعد طول استتار

*******


السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذا البرنامج افتتحناها بأبيات جميلة هي التشوق لمولانا المهدي (ارواحنا فداه) من نظم السيد الجليل جعفر الحلي رضوان الله عليه.
والتشوق للمهدي (سلام الله عليه) هو من وسائل الفوز بلقائه كما سنرى في الفقرة الختامية في فقرات هذه الحلقة اعزاءنا وقصة احدى الأخوات التي لم تيأس منه استجابة دعائها برؤية الطلعة الرشيدة لامام زمانها (عجل الله فرجه).
والى جانب ذلك سنتعرف على وسائل اخرى من وسائل الفوز بلقاء الشمس المهدوية. وقبل ذلك سيجيب سماحة السيد محمد الشوكي عن بعض اسئلتكم للبرنامج.
ولكن في الفقرة الاولى سنتعرف على دلالات لقب بوار الكافرين من القاب مولانا المهدي في الفقرة التاليه وعنوانها:

القاب الشمس

ايها الاخوة والاخوات (بوار الكافرين) هو اللقب الثالث والعشرون من القاب مولانا الحجة المنتظر (عجل الله فرجه) حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين، ولمعرفة دلالات هذا اللقب ينبغي ان نعرف معنى (البوار).
البوار في اللغة كما جاء في معجم (لسان العرب) هو الكساد والهلاك والفساد وفيه ايضاً معنى بطلان اعمالهم وزوال آثارها.
وعلى ضوء هذا يكون معنى اللقب المهدوي المتقدم هو ان الامام المهدي (سلام الله عليه) هو مهلك الكافرين، وقبل ذلك مبطل آثار اعمالهم.
بناءً على ما تقدم مستمعينا الافاضل يتضح ان تلقيب المهدي (عجل الله فرجه) بلقب بوار الكافرين لا يعني فقط هلاكهم على يديه عند ظهوره المبارك كما صرحت بذلك كثير من الاحاديث الشريفة، بل يشمل ابطال آثار اعمالهم من الاضلال وخداع الناس وصدهم عن سبيل الله والحجة البيضاء، فتصير سوقهم بواراً اي كاسدة ليس فيها من يشتري شيئا منهم، بمعنى عدم تأثر الناس بأحابيلهم.
وهذه - ايها الأخوة والاخوات- من بركات اتضاح الحق الصريح بالكامل في عصر ظهور بقية الله امام العصر (عجل الله فرجه) ووصوله الى جميع الناس حيثما كانوا كما يشير لذلك لقب (مجلي الظلمة) وهو اللقب اللاحق من القاب مولانا المهدي في زيارة آل ياسين.
ان اتضاح الحقائق ووصولها بالكامل الى الناس مقروناً بالتطور الثقافي والفكري وفي عقول الناس كما اخبرت الأحاديث بحصول ذلك في عصر الظهور المهدوي المبارك، كل ذلك يؤدي الى كساد سوقه الكافرين لأنه يعتمد على وجود ظلمات الجهل بحقائق الدين الالهي النورانية.
وهنا يبقى سؤال من هم هؤلاء «الكافرون» ‌الذي تكسد سوقهم ويهلكوا بظهور مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه)؟
الاجابة عن هذا السؤال مستمعينا الاكارم نحصل عليها من ملاحظة الاطلاق في هذه اللفظة اي لفظة الكافرين، وكذلك من الأحاديث الشريفة الآخرى المتحدثة عن عصر ظهور خاتم الأوصياء (عليهم السلام).
فيكون المراد هم الكافرين بمختلف مراتبهم، اي كل من يواجه الدين الالهي الحق ويكفر بآلاء الله عزوجل بمختلف مراتبها، سواء كان من اصحاب الكفر المبين والجلي او المقنع والخفي، لان حقائق الاسلام تتضح بالكامل وبجميع مراتبها عند ظهور امام العصر (عجل الله تعالى فرجه) وجعلنا من خيار انصاره.

*******

المحاور: سماحة السيد شكراً جزيلاً على تفضلكم بالمشاركة بالاجابة على اسئلة الاخوة ‌والاخوات المستمعين ومنها هذا السؤال من الاخ اياد الموسوي، يعرض فيها الرأي الثالي يقول هل يحتمل ان تكون الاحاديث الشريفة قد تعمدت ذكر عبارات عامة في وصف علامات الظهور ليطبقها اهل كل زمان على ما يجري في زمانهم وبذلك يبقي الامل بظهور الامام سلام الله عليه حياً في قلوب الناس جميعاً ما رأيكم بهذا الرأي؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الهم صلى على محمد وآل محمد لا يمكن الحديث بهذه الصيغة الشمولية من العلامات وانما بأمكاننا ان نقسم العلامات الى قسمين، قسم منها واضح الانطباق ومحدد في لسان الروايات الشريفة خصوصاً تلك العلامات المرتبطة بظهور الامام المهدي الملاصقة لعصر الظهور وهي العلامات الحتمية التي ورد التأكيد على حتميتها على لسان الروايات الشريفة، هذه العلامات محددة المصاديق وذكر اهل البيت سلام الله عليهم مجموعة من المحددات لها مثلاً قضية السفياني، السفياني كعلامة من علامات الظهور، نجد ان هناك محددات في هذه الشخصية لانطباق العلامة على المصداق الخارجي مثلاً فيما يرتبط بأسمه فيما يرتبط بمولده، فيما يرتبط بنسبه، فيما يرتبط بمكانه الجغرافي وزمان خروجه، في منطقه تحركه وتسلسل الاحداث وهذا ربما سمعنا عن بعض الناس يتحدثون انه الزرقاوي وكل هذه المحددات لا تنطبق عليه سواء كان هو على نفس النسق ونفس المنهج ولكن هناك مواصفات خاصة وردت في الروايات الشريفة يعلمها ويعرفها اهل الخبرة بروايات الامام المهدي سلام الله عليه فبالتالي من حيث المكان من حيث الزمان، من حيث النسب، من حيث الاحداث ان هذه العلامة انما تنطبق على شخص واحد وتطبيقها على غيره من الاشخاص انما هو ناتج من خلل في الفهم وهكذا غيرها من العلامات التي هي على هذا النسق من الوضوح ولكن نوع آخر من العلامات تحدثت عنها الروايات الشريفة بنوع من العمومية ونوع من الشمولية ربما ما ذكره الاخ الكريم ان الاحتمال هو احتمال وجيه بحد ذاته واذا ما رجعنا الى النصوص الشريفة نجد ان بعض النصوص قد تؤيد هذا المنحى اما تصريحاً او تلميحاً وربما من جملة الاحاديث التي قد يستفاد منها ذلك ما يروى عن الائمة واظن عن الامام الكاظم سلام الله عليه الذي قال «ما زلنا نزي شيعتنا او الشيعة بالاماني» يعني دائماً اهل البيت صلى الله عليهم عندما تشتد الظروف بالشيعة ويضيق عليهم الخناق من قبل سلاطين الجور والظالمين دائماً ما يأملون شيعتهم بقرب الفرج والظهور وماشابه ذلك من الامور الاخرى، فهذا الاحتمال، الاحتمال اللابأس به في بعض تلك العلامات التي تحدثت عنها الروايات الشريفة.
المحاور: سماحة السيد واحتمال ظهور الامام سلام الله عليه في كل ان هذا ايضاً من التكاليف التي ذكرها العلماء لعصر الغيبة وتحتمل ظهور الامام في كل حين، هذا الامر لا يتعارض مع قضية العلامات الحتمية‌ لان من الممكن ان تقع هذه العلامات الحتمية مثلاً بأعتبار القريبة جميعاً في سنة واحدة، يمكن ان تقع في اي وقت؟
السيد محمد الشوكي: نعم بالنسبة الى العلامات الحتمية متسارعة جداً، يعني تقع كلها في ضمن سنة او اقل من السنة ومثلاً علامة النداء السماوي وهو من العلامات الجلية على الامام المهدي سلام الله عليه لا يفصل بينه وبين الظهور الا بضعة اشهر لانه النداء سيكون في شهر رمضان المبارك وظهور الامام سيكون في العاشر من شهر محرم فهذه العلامات وكما تفضلتم هي علامات قريبة من الظهور ولكن ان القضية هي ان هذه العلامات لا ندري متى تقع وربما تقع في زماننا، ربما في زمان آخر ونفس هذه القضية.
المحاور: كما لا يمكن الجزم بأنها ستقع الآن لا يمكن النفي ايضاً.
السيد محمد الشوكي: لا يمكن النفي قطعاً لان من هنا جاء الحديث «كذب الوقاتون» وربما قضية هذه الروايات التي تحدثت عن ذلك تعتمد اساساً على عنصر المفاجأة وتسارع الاحداث وعلى وتيرة سريعة جداً ويكون احد عوامل انتخاب الامام المهدي سلام الله عليه، الامام سلام الله عليه يظهر على الناس فجأة ولا اقل فجأة يعني في يوم وليلة وانما في ايام تتسارع الاحداث بشكل كبير في المنطقة الاسلامية، حتى الوضع السياسي والاجتماعي والديني بحيث يصعب على اعداء الامام المهدي سلام الله عليه واعداء الدين ان يستوعبوا القضية ويعدوا العدة كاملة ويخططوا الستراتيجية معينة للقضاء على الامام الحجة صلوات الله عليه، اذن هو هذا احد العناصر التي اريد لها ان تكون عنصر قوة في جبهة‌ الامام المهدي سلام الله عليه.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً.
احباءنا تفضلوا مشكورين بمتابعة ما تبقى من فقرات البرنامج.

*******

من وسائل الفوز بلقاء المهدي

ايها الأخوة والأخوات ينقل ان وسيلة احد المؤمنين التي كتب له ببركتها توفيق الفوز بلقاء مولاه ومولاه امام العصر المهدي (ارواحنا فداه) اشتملت على اربعة امور هي:
اولاً: انه كان في حالة ترقب دائم للفوز بهذا اللقاء في اي زمان واي مكان لا يستبعده ايماناً بكرم الله عزوجل ورأفة اوليائه وتصديقاً بما ذكرته الأحاديث الشريفة من ان امام العصر (سلام الله عليه) يتنقل في مختلف الامكنة في غيبته.
والله تبارك وتعالى عند حسن ظن عبده به كما صرحت بذلك الأحاديث القدسية، والمعنى عام يشمل مختلف شؤون الانسان ومنها شوقه وطلبه من الله توفيق رؤية الطلعة الرشيدة‌ والغرة المهدوية الحميدة.
اما الامر الثاني: فهو المواظبة والالتزام على اداء غسل الزيارة الى جانب غسل التوبة كلما دخل للاستحمام، ومعلوم ان هذه من الأغسال المستحبة.
اما الامر الثالث: فهو حرص هذا العبد الصالح على اباحة الماء الذي يغتسل به وخلوه من اي شبهة من الشبهات.
والامر الرابع: اعزاءنا هو عدم يأسه من طول المدة التي التزم بها بالعمل بذلك، وحفظه لصدق الرجاء القلبي بتحقيق الله عزوجل له هذه الأمنية الولائية وهذا ماتم له بالفعل وفاز بلقاء امام زمانه (ارواحنا فداه) وحصل ببركته على كثير من البركات والفيوضات المعنوية.
وهذا الامر - اي عدم اليأس من رحمة الله ومداومة الطلب منه عزوجل هو الذي وفق عالمة تقية للفوز برؤية امام زمانها في موسم الحج:
هذه السيدة الصالحة هي عالمة‌ واستاذة‌ في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة وهي مبلغة اسلامية، وقد فازت بأمنيتها في المرة الثامنة التي تتوفق فيها لحج بيت الله الحرام، وقد ورد ذكر قصتها في كتاب (انتظار شمس الولاية) من الطبعة الفارسية، حيث نقل مؤلفه ما كتبته بهذا الخصوص بناءً على طلبه، وتأريخ فوزها بهذا اللقاء هو سنة ۱٤۱۲ للهجرة النبوية المباركة.
جاء فيما كتبته هذه العالمة ‌الصالحة التي ابت الافصاح عنه اسمها:
في كل سنة اتشرف بأداء مناسك الحج كنت اتشوق الى حد لا يوصف لرؤية مولاي صاحب الزمان (عجل الله فرجه) لا سيما عند وصولي الى عرفات وفي ليلة عرفة وبعد الظهر عند جبل الرحمة، كان اسم الامام (عليه السلام) يجول في خاطري، لكنني لم اعثر عليه وكنت اعزو ذلك الى كثرة ذنوبي حتى كانت السنة الثامنة... فأثناء دخولي الى المسعى شممت رائحة طيبةً فجأةً. فتوقعت ان هذه السنة تختلف عنه سابقاتها وشعرت بأن اجوائها ملكوتية... وعند جبل الصفا كنت انظر الى الكعبة المشرفة فرأيت امامي رجلاً ابن ثلاثين عاماً ذا هيبة وجلال كبيرين، كما كانت الرحمة تطفح من ملامحه.. وفور رؤيتي له تيقنت انه هو الامام المهدي (ارواحنا فداه) وكان هذا اليقين نابعاً من الهام قلبي...
ثم ذكرت هذه الاخت اعزاءنا تفصيلات ما شاهدته من دلائل لا حقة صدقت ذلك الالهام القلبي.
نسأل الله لنا ولكم صدق المعرفة بأمام زماننا ودوام التشوق للفوز بلقائه. نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة