البث المباشر

السيدة سكينة بنت الحسين(ع)

الأحد 17 فبراير 2019 - 09:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 342

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقات عنواناً ومصداقاً كاملاً هي المظلومة‌ السيدة سكينة بنت الحسين(ع)، لم اعرف بالضبط سنة ولادتها لكن القرائن والاحداث تشير الى ان ولادتهاكانت عام 42 هـ بمعنى ان عمرها يوم الطف يكون سبعة او ثمانية عشر سنة، السيدة‌ سكينة بنت الحسين في زمانها كانت سيدة نساء عصرها كانت اوفرهن ذكاءً وعقلاً وادباً وعفة وعاشت نساء المدينة لفترة طويلة تستفيد من علمها وتقواها لان كانت تدير مجالس وندوات عامرة بعلوم الفقة والتفسير وغير ذلك مما يختص بعلوم اهل البيت(ع)، السيدة سكينة بنت الحسين هي ابنته من زوجته الرباب بنت امرء القيس هي واخوها عبد الله الرضيع الذي استشهد بنبال بني امية يوم العاشر من محرم عام 61 هـ مع الحسين(ع) وبقية اهل البيت. قالت السير ان السيدة سكينة في البداية اسمها كان غير هذا كانت تسمى امينة ولكن امها لقبتها بسكينة لسكونها وهدوءها ولعل اشتهارها بسيدة نساء عصرها مشتق من وصف ابيها الحسين لها وذلك يوم جاء الحسين(ع) صبيحة العاشر من المحرم لتوديعها في خيمتها وخاطبها يا خيرة النساء حيث قال: 

لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة

مادام مني الروح في جثماني

فاذا قتلت فأنت اولى

بالذي تأتينه ياخيرة النسوان

خيرة النسوان هذه هي المنبع لوصفها بسيدة النساء ‌في عصرها ويجدر بأن اذكر ان السيدة سكينة بنت الحسين(ع) نالها ايضاً ما نال اهل البيت من هجوم وحملات مسعورة كما قلت وعرفتها في البداية بالسيدة المظلومة‌لانه تطاول الذي يكتب بعقلية اموية ومروانية زاعماً ومفترياً‌ انها تقيم مجالس الغزل وتحظر الشعراء وغير ذلك من السفاسف، بنت فقدت بين تسعة عشر بين اب واحد عشر اخاً وستة ابناء عم ... الخ متى يسمح لها الجو بأن تقيم هكذا محاضر وندوات ثم هي بنت من ولكن للاسف لمن يدعي انه اديب وكاتب وينشر هذه السفاسف والاراجيف بني مروان ولا يتوقع منهم غير هذا، اعداء البيت الهاشمي ووفروا الحقد الدفين على اهل البيت ان يكرروا هذه الاراجيف، السيدة سكينة بنت الحسين(ع) اضافة الى مرة من وصف الحسين لها بأنها خيرة النساء فقد نشأت في حضن الرسالة وتدرجت في جو الامامة وكانت ملازمة لعمتها الحوراء زينب في حياتها وملازمة لاخيها الامام زين العابدين(ع) وتفقهت وتأدبت بالفكر العلوي العالي وقد كتب عنها وترجمها العديد من الكتاب كالعالم المتهجد السيد عبد الرزاق المقرم رحمه الله والفقيه القانوني المحامي توفيق الفكيكي رحمه الله كتب عنها كتاباً واستهل كتابه بهذا البيت للشريف الرضي اعلى الله مقامه:

وقد نقلوا عني الذي لم افه به

وما آفة الاخبار الا رواتها

هذا وقد روى الصبان في اسعاف الراغبين روى هذه القصة التي تتعلق بالسيدة سكينة، ان الحسن المثنى بن الحسن ابن امير المؤمنين دخل على عمه الحسين يخطب احدى ابنتيه وهي فاطمة وسكينة فقال له الحسين(ع) واما سكينة ‌فغالب عليها الاستغراق مع الله ومنقطعة بالعبادة هذا تعبير الحسين(ع) وتقييم الحسين لها وبعد هذا لما الحسين يقول غالب عليها الاستغراق مع الله ومنقطعة بالعبادة بعد هذا هل يصدق احد ما يدعيه ابو الفرج في اغانيه وغيره ولكن كبرت كلمة تخرج من افواهم وذكرت السير ان سكينة بنت الحسين تزوجت بأبن عمها عبد الله بن الحسن ولكنه لم يبني عليها واستشهد يوم عاشوراء مع عمه الحسين(ع) وسكينة هي ممن رثى الحسين بجملة من المراثي وقد روى ابن اسحق في الامالي شيئاً منها ومما رثت به اباها الحسين(ع) ابيات جاء فيها: 

ان الحسين غداة الطف يرشقه

ريب المنون فما ان يخطأ الحدقة

بكفي شر عباد الله كلهم

نسل البغايا وجيش المرق الفسقة

يا امة السوء هاتوا ما احتجاجكم

غداً وجلكم بالسيف قد صفقة

يا عين فأحتفلي طول الحياة دماً

لاتبكي ولداً ولا اهلاً ولا رفقة

لكن على ابن رسول الله فأنسكبي

قيحاً ودمعاً وفي اثريهما العلقة

وكانت السيدة سكينة بنت الحسين(ع) تشارك في نشر مجالس العزاء النسوية في المدينة كجزء من الجهاد الاعلامي لاظهار مظلومية آل الرسول وادانة الموقف الاموي الجبان ونشر جرائم يزيد ومن ورثوه حتى انه في بعض هذه المجالس كانت بنت لعثمان بن عفان حاضرة وعرفت نفسها بأنها بنت الشهيد فلم تعلق سكينة على كلامها واذا بالمؤذن اذن فلما نادى اشهد ان محمداً رسول الله قالت سكينة ‌لها هذا محمد ابي ام ابوك فقالت بنت عثمان والله لا افخر عليكم ابداً يا آل بيت رسول الله. وفي ما تبقى من الوقت اذكر عن كرمها السبط بن الجوزي يذكر وينقل عن سفيان الثوري قال عزم الامام السجاد على السفر الى العمرة او الحج فصنعت اخته السيدة سكينة بنت الحسين سفرة اطعام كبيرة انفقت علها الف درهم ولما كان الامام بظهر الحرة امر ببسط السفرة وطرح الطعام فأكل الفقراء وغيرهم منها وينقل عنها محمد بن طولون في كتابه الائمة الاثنى عشر يقول قدمت سكينة بنت الحسين(ع) الى دمشق مع اهلها وبقيت اياماً ورجعت الى المدينة وكان طول اقامتها قد عرفت بالفضل والجود وانها من سادات النساء رضي الله عنها وعن ابيها. السيدة سكينة بنت الحسين لها من الاولاد ثلاثة عبد الله المحض وابراهيم الغمر والحسن المثلث وبالنهاية توفيت السيدة ‌سكينة سلام الله عليها في الخامس من ربيع الاول عام 117 هـ عن عمر ناهز الخامسة والسبعين وعن عمر ملئ وحافل بالمواقف والمآثر ودفنت في مقبرة البقيع على ما يظهر كما ان هناك قبر في الشام في مقبرة باب الصغير ينسب اليها لكن في الارجح انها وريت الثرى في مقبرة البقيع في باحة بني هاشم سلام الله عليها وعلى ابيها واعمامها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة