البث المباشر

سعيد بن عبد الله الحنفي

الخميس 14 فبراير 2019 - 21:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 316

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
من رجالات الصادقين ومن شهداء الطف عام 61 ﻫ هو سعيد بن عبد الله الحنفي الشاب الذي عرف بتفنيه وتضحيته ووفاءه لابي عبد الله الحسين(ع).
سعيدبن عبد الله الحنفي له يوم يوم عاشوراء مواقف ومقامات مشهوده دلت على رسوخ ايمانه وشجاعته وشدة ولاءه لاهل البيت(ع)، هذا الرقم المبارك دفعه ايمانه وصارت به الغيرة على الاسلام ان يتفاعل مع الحسين(ع) بتلك الصورة، الروايات تقول ان سعيد بن عبد الله الحنفي في ليلة عاشوراء لما سمع الحسين يكلم اصحابه وقال لهم: "اني قد اذنت لكم فأنطلقوا وانتم في حل مني وليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فأتخذوه جملاً، اني قد اذنت لكم فأنطلقوا وانتم في حلّ مني وليس عليكم مني ذمام وليأخذ كل واحد منكم برجل من اهل بيتي وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم وحلائلكم فأن القوم يطلبونني ولو اصابوني لهو عن طلب غيري"، بهذا الحسين(ع) قدم الاعذار لئلا يؤخذ احدهم اما بالحياء او بضغوطات اخرى ولكن ما بعد ذلك لننظر الموقف المقابل!
اندفع اصحاب الحسين وكل واحد منهم يكشف عما انطوت عليه نفسه من تفاني ومحبة واذا بهذا العنصر العظيم سعيدبن عبد الله الحنفي اصبح قدوة يحتذى به، تقدم يخاطب الحسين(ع) بكلمات ملئها الايمان الصادق والولاء الكامل فصاح يا ابا عبد الله والله لا نخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك - انت وديعة لرسول الله، انت نموذج لرسول الله - والله لو اعلم اني اقتل ثم احيى ثم اقتل ثم احرق ثم يذرى رمادي في الهواء وهكذا يفعل بي سبعين مرة ما فارقتك حتى القى حمامي دونك، وكيف افعل ذلك وانما هي موتة وقتلة واحدة ثم بعدها الكرامة لا انقضاء بعدها، هكذا تحدث هذا الشاب عن عقيدة بفلسفة الشهادة وعمق محتواها وهذا اول ما نجد فيه من مؤشر هو حالة اليقين عند هذا الرجل والحجم الايماني الذي كان يتمتع به بحيث كان يعيش حالة اندماج وحالة انسجام مع ذلك العالم المخلد.
المقاتل تقول: لما اندلعت المعرك واشتبكت الا سنة اقتحم هذا الرجل النزال وهو يرتجز وكأن الحياة اصبحت لديه، يراها وهو يعيش على جمرة من الغضى، وكان يردد وسط المعارك:

افدي حسين اليوم تلقى احمدا

وشيخك الخير علياً ذا الندى

وحسناً كالبدر لاقى الا سعدا

هنا يحين وقت فريضة الظهر ويأتي ابو تمامة الصيداوي وهو يقول: يا ابا عبد الله لقد حان وقت صلاة الظهر فرفع الحسين(ع)رأسه نحو السماء ونظر الى الشمس وقد زالت فقال الحسين: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين - هذه لفتة كبرى تعطي المعنى الدقيق لقيمة الشهادة ومغزى الشهادة في سبيل الاسلام والذي هو اهم شعيرات الاسلام هي الصلاة - صلى الحسين(ع)واقتسم اصحابه الموقف فشكل نصفهم درعاً بشرياً من اجل سلامة الحسين ووقايته والنصف الآخر ائتموا بالحسين ليتبادلوا بعد ذلك هذه ما يعبر عنها الفقه بصلاة الخوف او صلاة الحرب، اما الطرف المقابل بنو اميه استغلوا صلاة الحسين وهي كانت فترة عصيبة ومعقدة - المفروض في الاخلاق القتالية ان يمهلوا لان الانسان له الحق في ان يمارس عبادته الا ان هؤلاء لخستهم استغلوا ذلك فوجهوا رمية قاسية من السهام واسراب من الحجارة والوسائل الاخرى صوب الحسين والحسين يصلي - الملفت للنظر ان بين هؤلاء الذين كانوا يشكلون الحماية للحسين(ع) هو هذا الشاب البطل سعيد بن عبد الله الحنفي، اتسم بقوة الحركة وبالتعامل مع الموقف بذلك الحذر بحيث كان يتحرك بخفة مع السهام التي تتوالى صوب ابي عبد الله الحسين فكان يتقيها مرة بخاصرته واخرى بيده واخرى بصدره وقاوم بضراوة الى ان اكمل ابو عبد الله الحسين صلاته ليتقارن سقوطه بتمام صلاة الحسين، سقط على الارض وكان في اواخر لحظات حياته والجروح تتوغل في جوفه والالام تتقاسمه واذا بتلك اللحظة يقف عليه الحسين(ع)ليعطيه شحنة معنوية فخاطب الحسين بكلمة عزّ على الحسين ان يسمعها من رجل شاب وفي صبور كهذا، الحسين كان ينظر اليه بنظرة خاصة واذا ينطلق بصوت ضعيف قائلاً: اوفيت يا ابا عبد الله؟
هنا تأمل الحسين ثم صاح يا سعيد انت سعيد في الدني وسعيد في الاخرة ابلغ امي فاطمة عني السلام، في تلك اللحظة كان يقوم بعمل عبادي آخر، كان يدعو وسمعه الحسين(ع) وهو يدعو اللهم العنهم لعن عاد وثمود بأعتبار ان الله عزوجل جعل اللعنة حداً فاصلاً يقرر مصير المجرم المعند والله عزوجل توالت في القرآن بياناته في لعن المنحرفين الذين في مقدمتهم من اذى رسول الله واذى من اوصى رسول الله به وهم اهل بيته فكان يدعو سعيد الهم العنهم لعن عاد وثمود ثم دعا بهذه الجملة "اللهم ابلغ بنبيك عني السلام وابلغه ما لقيت من الم الجراح فأني اردت بذلك نصرتك ونصرة نبيك ونصرة ذرية نبيك" وتنتهي كلماته بلفظ انفاسه بين يدي الحسين والحسين يترحم عليه ويقول: "انت سعيد في الدنيا وسعيد في الآخرة". صلى الله عليه وعلى جميع الشهداء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة