البث المباشر

السيد رضا الهندي النجفي شاعر اهل البيت

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 11:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 223

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من الصادقين ولاءً وارتباطاً بأهل البيت(ع) شاعر اهل البيت ولسانهم العالم الكبير السيد رضا الهندي النجفي، النجفي المولد والمدفن، تغمده الله بواسع رحمته، هذا المحت اليه مراراً اننا نسمع فلان الهندي، فلان الاصفهاني، كما نسمع عن ائمة بعض المذاهب الاخرى الكيلاني، هذه ترتبط ربما بالسكن هناك لفترة لان اولاد الرسول ومحبوا اهل البيت كانوا مطاردين، السادة منشأهم الحجاز ومدينتهم الاولى وموطنهم الاول هي مكة المكرمة ولكن نتيجة القسوة والقمع والقسر والارعاب هاجر الكثير منهم فنقرأ فلان السامرائي، الميرزا الشيرازي، فلان السيد الاصفهاني، فلان السيد البروجردي هذه ترتبط بلجوئهم الى تلك المدن فالنسل الجديد يطلق عليه والا السادة كلهم ابناء ‌رسول الله وهم شرف العرب امجاد العرب. السيد رضا الهندي هذا الشاعر لا اعتقد ان هناك من محبي آل البيت لا يسمع ويقرأ القصيدة المعروفة او المشهورة بالقصيدة الكوثرية، هذه قصيدة اشتهرت بسلاستها بوزنها الخفيف وبمضامينها الجميلة الرقيقة والوجدانية، هذه تسمى بالقصيدة الكوثرية وهي لشاعرنا الذي اتحدث عنه وهو احد الصادقين العالم الرباني السيد رضا الهندي، هذه القصيدة موفقة بشكل عجيب تقرأ على مدى خمسين سنة وكأنها نظمت بالامس، هذه من بواكير نظم السيد رضا الهندي:

امفلج ثغرك ام سكر

ورحيق خضابك ام عنبر

قد قال لثغرك صانعه

انا اعطاك الكوثر

لذلك سميت بالكوثرية، اشتقاقاً من هذا المعنى وهذا البيت ومنها يقول:

سودت صحيفة اعمالي

ووكلت الامر الى حيدر

هو كهفي في الدنيا

وشفيعي في يوم المحشر

قد تمت لي بولايته

نعم جمت من ان تحصر

السيد رضا الهندي عالم واديب وشاعر من الطبقة الممتازة‌ وقد اشتهر بأنه من العلماء المرتاضين ويقول عنه صاحب الطليعة في وصفه يقول هو عالم فاضل واديب شاعر ومن جملة عثرت على نظمه بيتين كتبهما بخطه:

من ذخره وماله وفي الورى جماله

محمد وآله كيف تسوء حاله

السيد رضا الهندي عاش في النجف الاشرف وحينما انتشر مرض الطاعون فيها هاجر مع ابيه الى سامراء وعاش بجوار الامامين العسكريين(ع) ثم عاد الى النجف بعد ثلاثة عشر عاماً وذكر المترجمون له انه كان بسامراء يتشوق الى النجف الاشرف، فنظم قصيدة وكانت من اوائل نظمه:

يا ايها النجف الاعلى لك الشرف

ضمنت خير الورى يا ايها النجف

فيك الامام امير المؤمنين ثوى

فالدر فيك وما في غيرك الصدق

يا سائرين الى ارض الغري ضحى

نشدتكم بأمير المؤمنين قفوا

وينظم السيد رضا الهندي في ميلاد الامام امير المؤمنين في الكعبة هذين البيتين الرائعين جداً يخاطب الامام:

لما دعاك الله قدماً‌ لان

تولد في البيت فلبيته

جزيته بين قريش بأن

طهرت من اصنامهم بيته

طبعاً يشير الى عملية التطهير الثانية للكعبة لان الكعبة خضعت لعمليتي تطهير قام بهما نبييان وهما ابراهيم واسماعيل «واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل» وعملية التطهير الثانية‌ قام بها نبي ووصي نبي وهما النبي وامير المؤمنين، لذلك «علي مني بمنزلة هارون من موسى» الا انك لست بنبي ولكنك وصي هذا المعنى يضمنه في بيته السيد رضا الهندي، اشتهر السيد رضا الهندي بالروح الشعبية، كان مرح الطبع، رقيق المزاج فهو عالم وهو شاعر وهو كاتب وهو بنفس الوقت ذلك الانسان العادي الذي لا يغيب عن اجواء البسطاء وعامة الناس من مختلف الضعاف لقد سافر المرحوم السيد رضا الهندي الى الحج عن طريق البحر مع مجموعة من العلماء والكسبة وكانت الرحلة مضنية وطويلة‌ من بغداد الى بيروت بالسيارة ومن بيروت الى جدة بالباخرة وهكذا بالعكس، يقول بعض زملائه ان وجود السيد رضا الهندي كان عاملاً مهماً في تخفيف عناء السفر ولذلك سل عن الرفيق قبل الطريق، وجود الصديق بالمعنى الكامل هذا نعمة في السفر، كان عاملاً مهماً لان كان يتمتع بأريحية و روح شعبية و طبع ساخن وطريف فكان يزودهم بالقصص بالنكات بالمواعظ بالنثر بالادب بالشعر ويقول رفاقه في السفر لا ننسى قصيدته الشجية يوم دخلوا الى المدينة طبعاً هكذا سفر طويل من سيارات الى باخرة‌ الى ينبع بالسيارة من جديد الى جدة الى مكة والمدينة، في ذلك اليوم وقبل اربعين سنة، فلما يدخل المسافر وهو متعب ويشاهد قبة الرسول(ص) كأن هذا منظر فريد ولا ينسى يطبع على الذهن مدى الدهر يقولون دخلنا الى المدينة‌ ومعنا السيد رضا الهندي فجاشت العواطف واذا بالسيد اجهش بالبكاء لما شاهد قبر النبي من بعيد فأنشأ يقول: 

جاشت النفس بالهموم ولكن

سكنت عندما وردنا المدينة

كيف لا تسكن النفوس ارتياحاً

عند من انزلت عليه السكينة

نحن نزور في الزيارة الاولى لامير المؤمنين، السلام على صاحب السكينة السلام على المدفون في المدينة، ووقف هو واصحابه لما دخلوا المدينة على مزار البقيع وشاهدوا القبور المخربة المهدمة فتروع السيد رضا الهندي واصحابه فأنشأ مرتجلاً قصيدته ومطلعها:

اعزّ اصطباري واجرى دموعي

وقوفي ضحى في بقاع البقيع

على عترة المصطفى الاقربين

وامهم بنت طه الشفيع

هم امّنوا الناس من كل خوف

هم اطعموا الناس من كل جوع

وطبعاً‌ اشتهرت من قصائده قصيدته في الموعظة والتي لا اظن ان خطيباً من خطباء المنبر لا يحفظها وهي من روائع الشعر في الحكمة والنصيحة:

ارى ‌عمري مؤذناً بالذهاب

تمر لياليه مرّ السحاب

وتفجأني بيض ايامه فتسلخ

مني سواد الشباب

ثم الى ان يتخلص بذكر مصائب سيد الشهداء فيقول:

فهل تحرق النار عيناً بكت

لرزء القتيل بسيف الضباب

وقرأت في الخليج طوال ثلاثين عاماً منها خمسة عشر عاماً في مسقط فوجدتهم هناك يستعذبون شعر السيد رضا الهندي خصوصاً قصائده في ابي عبد الله الحسين(ع) واشهرها:

او بعدما ابيض القذال وشابا

او قصيدته:

كيف تهنيني الحياة وقلبي

بعد قتل الحسين دامي

توفي شاعرنا الكبير في مدينة الفيصلية المشخاب عام 1362 هـ وشيع في النجف الاشرف تشييعاً مهيباً وصلى على جثمانه الامام السيد ابوالحسن الاصفهاني وكان يوماً حزيناً كما اقام السيد مجلس الفاتحة عليه تغمده الله برحمته نسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة