البث المباشر

شاعر اهل البيت السيد صادق الفحام الاعرجي

الأحد 10 فبراير 2019 - 11:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 154

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
رحم الله شاعر اهل البيت العالم الجليل السيد صادق الفحّام الاعرجي، هذا الشاعر البطل معنى من معاني الصادقين وبالمعنى الاخص الصادقون هم اهل البيت ولكن بمعنى عام من مصاديق هذا المعنى مضموناً هذا الشاعر المرحوم السيد صادق الفحّام.
هو من مواليد منطقة تسمى بالحصين من قرى الحلة الفيحاء في العراق ومن اسرة اشتهرت بالعلم والادب وفيها الكثير من الكتاب والعلماء والشعراء، الحلة حاضرة من حواضر العالم الاسلامي يوماً ما وقرية الحصين لا تبعد كثيراً عن الحلة الفيحاء وهو كان مؤهلاً وعنده استعدادات ونبوغ وكان يحب العلم وتحصيل العلم فأخذ يتدرج حتى انتقل الى النجف الاشرف وحينما درس في النجف الشرف صار يشار اليه بالبنان واصبح رقماً معروفاً كما انه من معاصري الشاعر القدير المعروف الملا كاظم الازري صاحب القصيدة الازرية، كما ان له ديوان كبير يضم شعره وافرد بهذا الديوان باباً سماه بالاخوانيات وسجل فيه ما دار من مطارحات او مراسلات بينه وبين اقرانه وزملائه، ويذكر انه دخل يوم من الايام ومعه الازري الى حرم الامام امير المؤمنين(ع) فوقف في ايوان الذهب وشرع الازري هناك يقرأ قصيدته المعروفة الشهيرة وهي من القصائد المأثورة في التاريخ حتى ينقل ان المرحوم صاحب الجواهر "شيخ محمد حسن صاحب الجواهر" ابدى جهداً كبيراً في انتاج هذه الموسوعة الضخمة كان يردد بأني حاضر ان ابادل الملا كاظم الازري ثواب عملي هذا وبثواب قصيدته الازرية، فألقاها الملا كاظم في ايوان الذهب وكان هناك مجموعة من العلماء والادباء يستمعون اليه، فلما ابتدأ بمطلع القصيدة:

لمن الشمس في قباب قباها

شف جسم الدجى بروح ضياها

فكان في طليعة الذين استمتعوا بالقصيدة السيد صادق الفحّام وكان يهتز ويتصارخ جميل، موزون وكلما قرأ بيتاً كان يشجعه وشهد له بأنه اشعر شعراء عصره.
السيد صادق الفحّام له مؤلفات عديدة في الادب والفقه والكلام وقصائده جميلة ومأثورة ومن قصائده قصيدته في رثاء المرحوم السيد ابو الحسن الاصبهاني لما توفي(رض) رثاه بقصيدة من اروع القصائد والتي ضمنها بتاريخ وفاته ومطلعها:

اقوت ربوع العلم بعد ابي الحسن

وتعطلت سبل الفرائض والسنن

وبكى البيان له بمقلة ثاكل

وكسابه التبيان اثوب الحزن

ووقفت على كثير من مقاطع شعره وشعره غني بالحكمة والموعظة وللسيد صادق الفحّام(رض) معاصر للسيد مهدي ال بحر العلوم ايضاً رثاه لما توفي رحمه الله بقصيدة رائعة ملئها بالموعظة والحكمة قال فيها شعر جميل:

الدهر من شيمته الغدر

والامر يحدث بعده الامر

يا خاطب الدنيا تيقظ فما

شئ سوى العمر لها مهر

لو كان فيها للفتى عيشة

تهنا وان جلّ له قدر

كان بذا اولى نبي الهدى

وبعده ابناءه الغر

اضحوا وهم فئ بأعداءهم

ايديهم من فيئهم صفر

هذا المعنى يجاري به دعبل الخزاعي(رض) في حضرة الامام الرضا(ع) وبوجود الامام الرضا(ع) الفى قصيدته مئتي وسبعين بيتاً والامام الرضا تفاعل مع قصيدته وكان يعلق الامام وخصوصاً لما وصل الى هذا البيت:

ارى فيئهم في غيرهم متقسماً

وايديهم من فيئهم صفرات

يقول دعبل: رأيت الامام الرضا(ع) بدأ ينظر ويقلب كفيه وهو يقول: اي والله صدقت يا دعبل ان ايدينا من كفنا صفرت، هذا المعنى الذي يجايه المرحوم السيد صادق الفحّام.
ومن روائع شعر السيد الفحام ما قاله عندما زار الاماميين العسكريين(ع)، ذهب الى سامراء لزيارة العسكريين فانظم قصيدة هناك:

انخها فقد وافت بك الغاية القصوى

والقت يديها في مرابع من تهوى

اتت بك تفري مهمهاً بعد مهمه

يظل بايديها بساط الفلا يطوى

يحركها الشوق المليح فتغتدي

تشن على جيش الفلا غارة شعوى


ثم يقول:

ولكنها حنّت الى سر من رأى

فجاءت كما شاء الهوى تسرع الخطوا

الى حضرة القدس التي قد تضمنت

بحور ندىً منها عطاشا الورى تروى

فزرها ذليلاً خاضعاً متوسلاً

بها مظهراً لله ثم لها الشكوى

لتبلغ في الدنيا مرامك كله

وذلك منشور مدى الدهر لا يطوى

هناك ملاحظة عن السيد صادق الفحّام في الستينات في بيوت المراجع عندما كنت ادرس هناك، كنت اقرأ ايضاً في بيت المرحوم اغا بزرك الطهراني صاحب الذريعة ولاحظت انه يتمتع من ان يقبل احديده، سألته ذات يوم فتأمل فقال لي: ماذا قرأت عن السيد صادق الفحام، انه استاذي وتعلمت هذا منه، فكان يتمنع من ان يقبل احداً يده على انه ابن رسول الله فسألته والكلام (لاغا بزرك الطهراني) عن سبب تمنعه فأجاب بهذين البيتين:

يد تقبل لا يدرى بما صنعت

ولو دروا ابدلوها القطع بالقبل

ليست لها غاية ترجو النجاة بها

الا ولاء امير المؤمنين علي

وتوفي المرحوم السيد صادق الفحّام في شهر رمضان عام 1205 هجرية وقبره مشهور في منطقة المشراق في النجف، نسأل الله له الرحمة والرضوان وان يحشره مع ساداته اهل البيت. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة