البث المباشر

تفسير موجز للآيات 10 الى 13 من سورة الفتح

الأحد 27 نوفمبر 2022 - 13:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 951

 

بسم الله وله الحمد على نعمائه سيما نعمة الهدى والإيمان، ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الهداة الميامين.. حضرات المستمعين الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات.. تحية لكم طيبة وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامجكم "نهج الحياة" حيث سنقدم لكم فيها تفسيراً موجزاً من آي الذكر الحكيم و تحديداً من سورة الفتح المباركة..

أيها الأكارم، بداية وقبل شرحها ندعوكم الى الإستماع الى تلاوة الآية العاشرة من سورة الفتح..

إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً{10}

أيها الأفاضل، في الآية عبارتان في حق الأوفياء من الناس، وذلك من باب الإهتمام والإحترام، وهاتان العبارتان هما: "يبايعون الله يد الله فوق أيديهم" و"فسيؤتيه أجراً عظيما" وأما مع الخائنين فقد أشارت إليهم الآية مرة واحدة بقوله تعالى "ينكث على نفسه".

ومما نتعلم من هذه الآية المباركة، أيها الأفاضل، أولاً: لا تنافي بين أخذ البيعة من الناس وبين التوكل على الله وتوحيده.

ثانياً: إنما يحقق النبي (ص) ويفعل ما يريده الله ويرغب فيه، ولا يقدم النبي (ص) على فعلٍ ليس لله فيه رضاً.

ثالثاً: يترتب على الدفاع عن رسول الله أن يدافع الله عن الإنسان ويتولى حمايته.

رابعاً: لا ينبغي أن يغتر القائد بحماية الناس إياه والتفافهم حوله، فقدرة الله أبقى من أي شيء آخر.

خامساً: نقض العهد ونكثه هو نكث على النفس قبل أن يكون إخلالاً بالميثاق مع الطرف الآخر.

وسادساً: من الأمور المجدية والمفيدة في مقام الدعوة والإرشاد، بيان عاقبة المحسنين والمسيئين.

--فاصل—

أما الآن، إخوتنا الأكارم، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآية الحادية عشرة من سورة الفتح المباركة ومن ثم نشرع بتفسيرها فتابعونا مشكورين..

سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً{11}

أيها الأحبة، فيما يتعلق بكلمة لأعراب" في هذه الآية، فهم الذين يسكنون البوادي فراراً من الحضارة والثقافة والإلتزامات المدنية. ولاشك في أنه لا يراد من هذه الكلمة المعنى القابل للسكن في المدن، بل تطلق هذه الكلمة على الجماعات التي كانت بعيدة عن الحضارة والثقافة وكانت تقف موقف العداء من رسول الله (ص).

وما تعلمه إيانا الآية المباركة، أيها الأعزاء، أولاً: من العوامل المساعدة على ترك الجهاد التخلف الثقافي والإنحطاط الفكري.

ثانياً: الإهتمام بالأهل والولد والأموال والأوضاع الإقتصادية تشغل الإنسان عن واجباته الدينية والإجتماعية ومنها الجهاد.

ثالثاً: دعاء النبي (ص) واستغفاره لغيره من الناس مؤثر ومجد، ولذلك الناس يطلبون منه (ص) الإستغفار والدعاء لهم.

رابعاً: الفرار من الجهاد لا يحمي الأموال والأرواح.

وخامساً: الدفاع عن الدين من الواجبات التي تسقط بالخوف من الضرر.

--فاصل—

أما الآن، إخوتنا الكرام، ندعوكم الى الإستماع الى تلاوة الآيتين الثانية عشرة والثالثة عشرة من سورة الفتح المباركة..

بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً{12} وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً{13}

كلمة "بور" هنا، أيها الأفاضل، من البوار، وهو فرط الكساد ويؤدي الى الفساد، كما قيل كسد حتى فسد.

وتشير الآية الثانية عشرة إلى أن الإنسان بفطرته الصافية الخالصة ينفر من الأعمال القبيحة، ولا يقدم عليها إلا بعد تزيين الشيطان إياها في عينيه.

ومما نتعلمه من هاتين الآيتين الكريمتين أولاً: إن الله يعلم ما يدور في خلد الناس وما يضمرون في صدورهم، وهو كثيراً ما يستر عليهم، ولكنه في بعض الحالات يكشف المستور.

ثانياً: كثير من التحليلات والحسابات التي يجريها الإنسان لا تطابق الواقع ولا تكون كما كان يتوقع.

ثالثاً: الخوف من الهزيمة من الأسباب التي تدعو الإنسان الى الفرار من الجهاد.

ورابعاً: قد يبالغ الإنسان في بعض الحالات في محبة أسرته وأبنائه الى حد يدعوه الى التضحية برضا الله والرسول، من دون أن يشعر أنه يتصرف بشكل غير مناسب؛ يحسب ذلك هو الصواب والفعل الحسن.

---فاصل---

بهذا أيها الأحبة، وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" ختاماً نشكر لكم حسن المتابعة وطيب الإستماع ونستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة