البث المباشر

كميل ابن زياد النخعي جهاده وولاؤه لأهل البيت(ع)

الخميس 7 فبراير 2019 - 18:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 118

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من اعلام الصادقين في ولاءهم وجهادهم وجهودهم لاهل البيت وللاسلام هو الصحابي كميل بن زياد النخعي طبعاً هذه الاسرة النخعية فيهم الكثير اشتهروا بالجهاد والولاء لاهل البيت وطبعاً عميد هذه الاسرة في الجهاد هو مالك الاشتر(رض) مالك بن حارث الاشتر النخعي وهناك بعض العينات الاخرى‌ مثل علقمة‌ النخعي، الحارث النخعي هؤلاء كانوا من اصحاب اهل البيت الاوفياء والصادقين بحبهم، كميل بن زياد هو من اعظم خواص الامام امير المؤمنين وصحابي لكن لصيق بالامام علي يعني كان من خواصه حتى‌ علمه الامام امير المؤمنين هذا الدعاء دعاء المعروف المشهور بدعاء كميل طبعاً هو كميل بن زياد كان يودعه الامام بعض اسراره هذه ملاحظة دقيقة يعني هناك كثير ممن يترددون على الامام امير المؤمنين(ع) لكن ايحاء الامام ببعض اسراره هذا لم يكن شاملاً ‌لكل من يتصل به انما كان هذا يتطلب ان الامام يشخص من الذي مؤهل لاستيعاب هذه الاسرار وحفظها وعدم نشرها، غرضي كان كميل ممن اودعهم الامام سره طبعاً هذا الدعاء دعاء كميل هو من اجل الادعية‌ يعني العلامة المجلسي(رض) وصفه بأنه من افضل الادعية يقال بأن الخضر وهو جرجيس كان يدعو بهذا الدعاء ‌وعلمه الامام علياً جرجيس سمي الخضر لانه كان اذا وقف عند كل ارض اخضرت والا اسمه جرجيس. 
علم الامام امير المؤمنين هذا الدعاء كميلاً سمع الامام يدعو به ليلة النصف من شهر شعبان ادرك كميل الامام علياً يدعو في نصف شعبان تعجب والامام املى عليه هذا الدعاء واوصاه بأن يدعو به في ليالي الجمعة طبعاً هذا الدعاء فيه فوائد كثيرة مثل دفع شر الاعداء، فتح باب الرزق، غفران الذنوب ولم يرد دعاء فيه محاججة‌ عاطفية، لامحاججة قضائية لا محاججة عاطفية بين اقوى الاقوياء وهو الله سبحانه وتعالى وبين اضعف الضعفاء وهو الانسان حتى ترى ان المحاججة الهية لاتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة، صيرتني في العقوبات لا افعل كذا، محاججة عاطفية محاججة رقيقة بين اقوى طرف وهو الخالق واضعف طرف وهو الانسان لما كنا في النجف الاشرف سمعت احد العلماء من العلماء الابدال العظام رحمه الله كان يتحدث عن عظمة هذا الدعاء وكان يؤكد ان اجمل جملة بهذا الدعاء هي كلمة الامام يا سريع الرضى اغفر لمن لا يملك الا الدعاء وبنفس الوقت يلمس القارئ هذا الدعاء اذا التزم به قوة البلاغة وهيمنة‌ الابداع في العبارة،‌ اللهم اني في بداية الدعاء، اللهم اني اسئلك برحمتك التي وسعت كل شئ وبقوتك التي قهرت كل شئ وخضع لها كل شئ، كنت اقرأ شهر محرم في عمان استمرت قراءتي هناك خمسة عشر عاماً من عام واحد وسبعين الى‌ عام خمسة وثمانين ومن الذكريات والخواطر عندي من هذا البلد ان المفتي العام للسلطنة وهو الخليلي على ما اتخطر اجتمعت به ذات يوم دعاني الى بيته وكان آنذاك يذاع دعاء كميل من صوت الجمهورية الاسلامية بالقسم العربي فرأيت هذا العالم الكبير الجليل هذا مفتي السلطنة مبهوت بهذا الدعاء واذا به ضبطه بالتسجيل، وقال لي ما هذه العبارات انا ما اسمع طيلة حياتي بعبارات جميلة كهذه العبارات طبعاً ‌انا اوضحت له ان هذا كلام الامام علي بن ابي طالب وهو امام البيان وذهبت بنسخة من نهج البلاغة ‌هدية له وارشدته الى ‌الصحيفة السجادية فجرى الكلام عن دعاء كميل قلت له وان هناك دعاءً يضاهي هذا وهو ايضاً‌ دعاء للامام علي(ع) فجاء بالمسجل وقال لي التمسك ان تقرأ، قرأت له دعاء الصباح، «اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه» واذا هذا الرجل دهشة دهش انبهر، بقي مدهوشاً حائراً في تفسير هذا الكلام وفي عظمة هذا البيان وهذه البلاغة، اذن كميل بن زياد مودع اسرار الامام وكان الامام علي يخاطبه احياناً ليستمع الآخرون من باب اياك اعني واسمعي ياجاره فكان الامام يخاطبه يا كميل الناس ثلاث عالم رباني ومتعلم على ‌سبيل المعرفة وهمج رعاع يا كميل ان القلوب اوعية فخيرها اوعاها يا كميل يا كميل ويستمر الامام يا كميل العلم خير من المال لان المال ينقص من نفقه والعلم يزكو بالنفقة، العلم خير من المال تحرسه والعلم يحرسك الى غير ذلك من الكلمات الموجودة في بطون الكتب، طبعاً‌ كميل بن زياد كان من العظماء والصادقين بحبهم كان مفرطاً بحب آل البيت وحب امير المؤمنين وتوفي الرجل مهجراً عام 83 قبره يقع بين النجف والكوفة لما يخرج الزائر من مدينة الكوفة متجهاً صوب النجف الاشرف منتصف الطريق او اكثر من منتصف الطريق على ‌اليمين هناك مشهد وقبة ومزار لهذا الصحابي العظيم وهو كميل بن زياد نعم وطبعاً كميل بن زياد دفع ثمن ولاءه وحبه لاهل البيت مثلاً ذكر المؤرخون ان الحجاج بن ابي يوسف الثقفي كان يطارد اصحاب الامام علي فيقطع منهم الايدي والارجل ويسمل الاعين يمثل بهم سجونه كذا اعداد مئات الآلاف من الرجال والنساء من محبي اهل البيت ومنتسبي محبي اهل البيت، من الاثمان التي دفعها كميل بن زياد ثمن ولاءه لاهل البيت ان الرجل كان مطارد، الحجاج كان يطارده واعلن الجوائز لمن يلقي القبض عليه، اخفق الحجاج في القبض عليه لجأ الحجاج الى وسيلة من ارذل الوسائل وطبعاً‌ كانت الوسائل من سمات الخلق الاموي بني امية اتصفوا بعدة رذائل ومن جملة ممارساتهم الرذيلة كانوا يستخدمون الناس كوسائل للضغط على ‌ضحاياهم مثلاً ‌وهذا لا اريد ان اتعمق به لكن ايام ابي سفيان ايام معاوية‌ ايام يزيد كل الاعراف تقول ان المرأة من العناصر المعزولة لا لها علاقة بالمشاكل وبالمواجهات ولكن كان يطارد الحجاج كميل بن زياد ولما اخفق امر بايداع زوجته وابنتيه في الحبس وصله الخبر بأن هذين البنتين وزوجته في السجن اتخذهم الحجاج كرهائن حتى يسلم نفسه كميل واضطر بعد ذلك كميل الى ‌ان يسلم نفسه من اجل انقاذ عرضه وناموسه الذي اخذ السوط الحجاج وجعل يضربه على‌ وجهه وابقاه في زنزانة‌ فترة طويلة لولا تشفع البعض في الافراج عنه وعاد بعد ذلك يطارد وبقي متغرباً‌ مهجراً لا يعرف عنه اي مكان الى ان توفي في ظل هذه المحنة‌ التي طالت الكثير من محبي اهل البيت ليصبح مناره شاهقة في سجل الصادقين والمضحين بولاءهم لاهل البيت تغمده الله بوافر رحمته والسلام عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة