البث المباشر

الامام الكاظم(ع) وقضاء حوائج المؤمنين وهداية المستعدين

الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 12:56 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين- الحلقة 62

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
حديثنا عن الامام باب الحوائج موسى بن جعفر(ع) رزقنا الله في الدنيا زيارته وفي الاخرة شفاعته الشاعر يقول: 

زر ببغداد قبر موسى بن جعفر

قبر موسى مديحه ليس ينكر

هو باب الى المهيمن تقضى

منه حاجاتنا وتعفى وتذكر

للامام الكاظم(ع) كلمات مأثورة ونحن بأمس الحاجة الى محتوياتها من كلماته(ع) "قل الحق ولو كان فيه هلاكك، فان في غد فيه نجاتك واتق الله ودع الباطل وان كان فيه نجاتك فان في غد فيه هلاكك". 
هذه نمر فيها بحياتنا ايها الاخوة وخصوصاً في اجواءنا الملبدة بالغيوم كثيراً ما الانسان يترائى له ميدانياً ان يقول هذا الكلام ولو هو غير الحق لا الامام(ع) يعيدنا الى العاقبة في الامر ما هي عاقبة الامر هو اما نعوذ بالله النجاة او الهلكة "اتق الله قل الحق ولو كان فيه هلاكك فان في غد فيه نجاتك واتق الله ودع الباطل وان كان فيه نجاتك فان في غد فيه هلاكك". 
استمر الامام موسى بن جعفر في ارشاد الناس في توعية الناس في مقاومة المنكر وفي نشر المعروف وتلكم من اهم اهداف اهل البيت(ع) لان الامام الكاظم قضى فترة مثلاً منع فيها من الخروج من بغداد وبعد ان كان في المدينة المنورة وكان هناك مضايق وكانت السلطة العباسية انذاك تتوعد الامام بتصفيته وبمحاصرته وطبعاً كان همزة الوصل هو علي بن يقطين رحمة الله كان عضواً في الدولة انذاك وكان من وراء الكواليس يخبر الامام الكاظم(ع) ببعض ما تقوم به السلطة العباسية انذاك وبنفس الوقت كان يتولى قضاء حوائج المؤمنين حتى ان الامام الكاظم بارك له هذا الموقف وحيا به هذه النزعة وكان يكتب له دائماً "اضمن لي واحدة واضمن لك ثلاث لا يضلك سقف السجن ولا يمسك حر نار ولا يمسك ظلم ظالم اضمن لي واحدة ان لا ترد حاجة لصاحب حاجة" يعني تعمل بقضاءها بنفس الوقت علي بن يقطين نفذ هذا الامر او هذه الرغبة من الامام الكاظم(ع). 
طبعاً دوره كان دور خطير وفي الواقع كان هو على شف جرف من غضب السلطة حتى ان الكائدين ايضاً لم يسلم من كيدهم كان احد الوشاة يخبر دائماً ويوشي للرشيد يخبره بأن علي بن يقطين من وراء الكواليس يتصل بالامام الكاظم الا ان الرشيد لم يأخذ بتلك الوشايات ومن الملفت في هذا الامر اذكر هذه القصة ان الرشيد يوم من الايام خلع علي بن يقطين طبعاً هذه من الدلائل على عظمة الامام الكاظم(ع) ان الرشيد اهدى لعلي بن يقطين الخلعة يعني قدم له هدية والخلعة كانت بردة ثمينة وجميلة فلما اخذها علي بن يقطين ارسلها الى الامام الكاظم كهدية ذهب ذلك الواشي وقدم تقرير الى الرشيد على ان كدعم لوشاياته السابقة على صدق وشاياته السابقة قدم في هذه المعلومات ان علي بن يقطين ارسل هديتك للامام موسى بن جعفر ما الذي حدث بعد هذا، ان الامام الكاظم في المدينة وصلت اليه هدية علي بن يقطين على الفور اعادها الامام الكاظم الى علي بن يقطين ورفض ان تبقى عنده حتي ان علي بن يقطين لما اعيدت اليه هذه البردة من الامام الكاظم لا اقول تأذي ولكن لم يرتاح او شعلر بصدمة الا انه لم يفسر معني هذا اللغز ولم يكن من طبع الائمة وامامنا الكاظم ان يرفضوا قبول هدية وخصوصاً من محبيهم، الائمة هم دائماً يأمرون اتباعهم واشياعهم شيعتهم "تهادوا تحابوا" يعني تبادلوا الهدايا، وفعلاً النبي(ص) كان احب هدية له الطيب والائمة كذلك لماذا الامام الكاظم(ع) يرفض قبول هدية علي بن يقطين وهذا الموقع الجميل الذي يحظى به علي بن يقطين اعتصره الالم وهو لا يعلم بما يحاك له او ضده من وراءه وصل التقرير من الواشي الى الرشيد بان علي بن يقطين ارسل هديتك الى الامام الكاظم(ع)الرشيد من باب استكشاف حقيقة الامور ولمعرفة ما اذا كانت الوشايات السابقة وان تحمل حالة الصحة او عدم الصحة على الفور احضر علي بن يقطين فعلاً حضر ابن يقطين وفاجأه الرشيد وقال: اين هذيتي خلعتك ايها قال: هي عندي قال: احضرها اليّ لاراها بعيني، ذهب علي بن يقطين وجاء بالبردة ما ان شاهدها الرشيد الا وسقط ما في يديه هذا التقرير من شخص قريب له يريد ان يتملق له ويريد ان يتذلل له ويريد ان يعزز موقعه عنده فلما ظهر للرشيد خلاف ما وشي اليه بعلي بن يقطين بالعكس سبحان الله ومكروا ومكر الله ومن حفر بئراً لاخيه وقع فيه ان الرشيد ازداد موقعية علي بن يقطين عنده وعظم في عينه وارسل على هذا الواشي لا شبعه ضرباً وهو يقول والله لن اقبل منك بعد هذا اليوم اي كلام في اي احد هذه عاقبة الشر وعاقبة الباطل وعاقبة الدجل لما انتهت هذه القضية فهم علي بن يقطين فعزى اعادة او هذه الحركة من الامام الكاظم كما قلت الائمة ليس من عادتهم اعادة هدية لكن احس علي بن يقطين ان الامام موسى بن جعفر اعاد هذه اليه لان الامام علم بما يحاك ضده ولو تكون للبردة عند علي بن يقطين ويحضرها ما كنا نعلم ما الذي سيجري عليه لعله كان يقطع ارباً ارباً ويحتل ذلك الواشي موقع اكبر لكن بفضل حركة الامام موسى بن جعفر وعلمه بهذه القضية وخلفياتها انتهت باحسن ما يرام، هذا جزاء من يعمل في قضاء حوائج الناس ثم لما جلب الامام الى بغداد وقضاها حوائج الناس ثم لما جلب الامام الى بغداد وقضاها بعضاً في السجون وبعضاً بالاقامة الجبرية في البلد لكن لم يتراجع الامام ولم يفترعن توعية الناس ارشاد الناس تبليغ الناس بكل وسيله وبكل طريقة. 
معروف انه مر ذات ليلة على بيت احد المشهورين بالعربدة واقامة الليالي الحمراء واذا بجارية خرجت وهي تلقي فضلات الخمر الامام بتؤدة وهدوء سألها وهي لا تعرفه من صاحب هذه الدار؟ قالت سيدي بشر ما كان معروف الحافي فقال لها الامام: انه حر ام عبد سيدك، انتفضت قالت: بل حر لماذا عبد؟ قال: صدقت لو كان عبداً لاستحى من مولاه! هذه الكلمة اثرت في الجارية وعكستها الى بشر تأثر بشر متفاعلاً بهذه الكلمة وخرج يركض وقال: من هو؟ قال: هو اعرابي واذا به الامام الكاظم وقع على قدمي الامام وبسبب هذه اصبح بشر من الاتقياء بعد ذلك وسمي ببشر الحافي، مدفون بمنطقة من مناطق بغداد تسمى منطقة الشيخ بشار ويزار وله هذه الابيات: 

افادتني القناعة اي عز

ولا عز اعز من القناعة

وهذه ببركة ارشاد الامام موسى بن جعفر وسيعه في توعية الناس ونصيحة الناس. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنل ممن يقتدي بهداهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة