البث المباشر

الامام الحسين(ع) واهتمام الرسول به

الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 10:56 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين- الحلقة 55

السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات الكرام ورحمة الله وبركاته.
حديثنا عن الامام ابي عبد الله الحسين(ع)، الامام الحسين هو ابو الاحرار وسيد الشهداء ومفخرة الاسلام وابي الضيم والسبط الثاني لرسول الله(ص) وقد اجاش الحسين(ع) عواطف النبي فقلده اسمى الاوسمة واقدسها وهو سيد شباب اهل الجنة وهو امام وابن امام واخ امام وابو الائمة التسعة يعني اذا سمعنا منادياً قائلاً يقول "يا اب الائمة" يتبادر الذهن الى الامام امير المؤمنين فاذا قال بعدها "يا ابا الائمة" ينصرف الذهن الى ابي عبد الله الحسين(ع) فهو ابو الائمة التسعة. 

يا والد التسعة الاطهار ما برحت

ذكراك تخترق الاجيال والحقبا

سبط النبي ونجل الطهر حيدرة

من شرّف الله فيه العجم والعربا

ومن اشهر اوسمة الحسين الذائعة التي منحها النبي اياه قوله(ص) "حسين مني وانا من حسين" "احب الله من احب حسيناً" "حسين سبط من الاسباط". 
ولد الحسين(ع) في الثالث من شعبان في اسنو الثالثة من الهجرة في يثرب وبادر رسول الله بادر النبي الى بيت ابنته فاطمة فاوسع هذا الوليد المبارك لثماً وتقبيلاً وقد ملئت الدموع عينيه وهذا عكس العادة المتبعة، الاسرة حينما ينعم عليها بمولود تفرح البيت هذا الذي يولد فيه وليد تغطيه اجواء السعادة والفرحة بينما رسول الله(ص) لمل بشر بميلاد الحسين غطت الدموع عينيه حتى ان اسماء ظهرت وقالت: فداك امي وابي يا رسول الله لم بكاؤك؟ فاجابها بصوت حزين النبرة قائلاً: من ابني هذا، انا ابكي وسبب بكائي ابني هذا، وملكت الحيرة وراحت تقول: ولد الساعة الان هذا ولد فاخبرها الرسول(ص) بما سيجري على وليده قال: "تقتله الفئة الباغية لا انا لهم الله شفاعتي" واسرّ الى اسماء ان لا تخبر الزهراء بذلك لانها حديثه عهد بالولادة وخطورة تأثرها ثم اجرى الرسول(ص) عليه مراسيم الولادة فاذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى وهذه حصانه للوليد يعني جعلها الائمة سنة وطلبوا من محبيهم من شيعتهم ان ينتهجوا هذا المنهج باعتبار احاسيس الوليد المولود اعم من ان يكون ذكر او انثى لما تقرع بصوت "الله اكبر لا اله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله" والعلم في الصغر كالنقش على الحجر هذه تطبع في ذهنه فتشكل له حصانه منيعة من الانحراف وتضع الحجر الاساس المتين لصلته مه الله سبحانه وتعالى، النبي اجرى هذه السنن هذه المراسيم على ولده الحسين(ع) وتولى تربيته فكان ثمرة قلبه وريحانته واعز من في الوجود عنده لما صارت الخلافة الاسلامية العوبة بايدي الامويين وانتهى الامر الى الفاجر يزيد بن معاوية حفيد ابي سفيان واصبح هذا المنحط خليفة وملك على المسلمين بموجب حكم وراثي ودعه معاوية فاخذ يزيد بجهد كأبيه على محو كلمة الله من الارض اخذ ينشر الالحاد والفجور ولم يسع حفيد الرسول(ص) وهو الحسين(ع) ان يسكت على هذا الوضع وان يغض الطرف امام هذا التيار الفاجر فأعلن ثورته التي اوضح الله سبحانه وتعالى بها الكتاب وجعلها عبرة لاولي الالباب وجعلها عبرة لكل ثائر وجعلها درساً لكل مظلوم. 
استشهد ابو عبد الله صابراً ظمئاناً مع الصفوة الخالدة من اهل بيته وابناءه واصحابه الامجاد ولم يكتفي الطفاة من بني امية بقتله بل مثلوا ببدنه وابدان اهل بيته وقطعوا رأسه واثنين وسبعين رأساً من رؤوس اهل بيته واصحابه ورفعوها على الرماح في طاهرة قاسبة وعفنة وطافوا بها البلدان وهي تضئ للمسلمين طريق الحرية والكرامة وكانت فاجعته من افجع الحوادث الاجسام التي رزء الحسين بها على امتداد التاريخ خشوعاً. 
يخاطبه الشاعر: 

خشوعاً لمثواك من مضجع

تنور بالابلج الاروع

ثم بقول مخاطباً الحسين: 

تعالبت من مفزع للدهور

وبورك قبرك من مفزع

تلوذ الدهور فمن سجد

على جانبيه ومن ركع

ولم يكن يوم الحسين او ثورة الحسين(ع) محصوراً على المسلمين فقد انما كان يوم الحسين وموقف الحسين درس ومشعل لكل الثوار في الارض. 

يوم الحسين بك الدنيا قد ابتهجت

حزناً وقد لبست اثوابها القشبا

فما من ثورة في الدنيا وما من فاتح يسعى الى الفتح وما من مظلوم ينتفض على الجور وما من مستضعف يتحرك لانتزاع حقوقه الا ويجعل وقوده من ثورة ابي عبد الله الحسين ومن نهضة ابي عبد الله الحسين لذلك نرى ابرز التعويضات التي عوض الله تعالى بها الحسين(ع) في الدنيا طبعاً قبل الآخرة ان جعل هذه اللوعة حية في قلوب المؤمنين في قلوب كل المحبين لا تبرد الى يوم القيامة ويشعر المؤمن الموالي حينما تقترب الايام او يقترب الموسم المخصوص بالحسين(ع) يشعر بحزن ينتاب قلبه وبلوعة تهز احشاءه، تلك هي حالة التفاعل بمصيبة ابي عبد الله الحسين. 

قالوا منا بركم تعج بلوعة

لا تنطفي ومدامع لم تخمد

فعلام هذا الحزن يبقى هادراً

وعلام محزون الاسى لم ينفد

قلنا لمأساة الطفوف اوارها

يضرا فيهب قلب كل موحد

خط الحسين لنا مساراً قانياً

فسرت جحافلنا تذوب وتفتدي

ما من فاتح، ما من ثائر، ما من منتفض الا ويجعل من حركة الحسين ومن يوم الحسين ومن موقف الحسين قدوة له لينتصر على الظالمين وشاءالله سبحانه وتعالى ان يجعل من دم الحسين صرحاً للاسلام وان يجعل من مظلوميت الحسين واهل بيته وان يجعل من تلك البقعة الطاهرة التي تروت بدماء المظلومين ان يجعل منها كعبة تطوف بها الالاف وتقتاد من قبر ابي عبد الله الحسين العظات والعبر فما من زائر يقف على قبر الحسين وما من قافلة تتجه الى قبر الحسين الا وتأخذ درساً من قبره في مقارعة الظالمين الا وتأخذ درساً من قبره عن قيمة والمبادئ التي ضحّى الحسين من اجلها في ذلك الموقف الفدائي الكبير. 
هذا هو ابو عبد الله الحسين وهذه هي صلته مع الرسول وهذا موقعه عند النبي(ص) وهذه تضحياته وهذا موقفه الفدائي الذي وقفه ابو عبد الله الحسين. 
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً. 

لا تطلبوا قبر الحسين بشرق ارض او بغرب

ودعوا الجميع وعرجوا نحوي فمشهده في قلبي

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنل من المنتهجين نهج الحسين(ع) في مفاضلة الطغاة والظالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة