وأعلن المؤسسون ان هدف الرابطة هو إعادة الزخم لمناصرة القضية الفلسطينية بالسودان.
ووقّع السودان مع الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي "اتفاقات أبراهام" الخاصة بتطبيع علاقات دول عربية مع كيان الاحتلال الصهيوني.
وقبلها في فبراير/شباط 2020 التقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية.
ومنذ ذلك الحين نشطت في التصدي لخطوات التطبيع القوى الشعبية لمناهضة التطبيع "قاوم" التي تضم تحالفا واسعا يشمل تيارات دينية وأحزابا وطرقا صوفية.
وتأتي خطوة تدشين "الرابطة السودانية لمقاومة التطبيع" كذراع طلابية وشبابية لتحالف "قاوم" لتعمل في الخرطوم وكل ولايات البلاد وجامعاتها.
حديث الأرقام
وبدأ نشاط الرابطة السودانية لمقاومة التطبيع بولاية الخرطوم حيث العاصمة الاتحادية بإعلان المكتب التنفيذي في مؤتمر صحفي عقد الأحد بالمركز العام للإخوان المسلمين بالخرطوم.
ويقول رئيس الرابطة الحاج وقيع الله للجزيرة نت إن المكتب التنفيذي للرابطة بالولاية يضم 9 أشخاص وأعضاؤها 150-160 عضوا.
وتوقع ازدياد العضوية من خلال ورش وحملات توعوية وإعلامية ستنفذها الرابطة بالعاصمة في الجامعات والمعاهد وكل محليات ولاية الخرطوم.
ويشير رئيس الرابطة على المستوى الاتحادي محمد ديدان إلى أن الرابطة أكملت بناء مكاتبها في 18 ولاية بواقع 8 أشخاص في كل مكتب تنفيذي.
وكشف عن أن أعضاء الرابطة الحديثة في جميع أنحاء القطر بلغوا 1100 عضو.
نبض الشارع
ويقرّ محمد ديدان بجمود الشارع السوداني تجاه القضية الفلسطينية في ظل تنامي خطوات التطبيع التي اتخذتها الحكومة السودانية مع إسرائيل، ويعزو ذلك إلى تقدم أولويات المعيشة في ظل المعاناة الاقتصادية التي يقاسيها السودانيون.
ويشير إلى أن فقدان السودانيين الثقة بالكيانات بعد الثورة يعدّ تحديا أمام الكيانات المناهضة للتطبيع لكن الرابطة السودانية لمقاومة التطبيع ستعمل جاهدة لإعادة هذه الثقة وسط الطلاب والشباب.
وفي السياق ذاته يقول المتحدث باسم القوى الشعبية لمناهضة التطبيع "قاوم"، الصادق الحاج، إن الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية التي تمرّ بها البلاد تسهم في إظهار تأييد الشارع السوداني للقضية الفلسطينية بصورة ضعيفة.
بيد أن الحاج يعود ويؤكد أن مقاومة التطبيع متجذرة في المجتمع عبر أئمة المساجد وشيوخ الطرق الصوفية والتيارات السلفية.
وتوقّع "تمزيق" ورقة التطبيع في أول برلمان منتخب لأن كل الأحزاب الكبيرة، بما فيها تلك المنضوية تحت الائتلاف الحاكم، تقف في وجه التطبيع.
وتابع "المؤيدون للتطبيع هم حزبا المؤتمر السوداني والإخوان الجمهوريون ومجموعات اقتصادية لديها ارتباطات مشبوهة مع إسرائيل".
تحديات الطريق
وفي محاولة لتوقّع ما يمكن أن يصادف مناهضي التطبيع من قبل السلطة يحذّر الأمين العام للقوى الشعبية المناهضة للتطبيع محمد نور السموأل من الإقصاء والتصنيف الذي يمكن أن يواجه الرابطة الحديثة عبر اتهامها بالتطرف.
ويشدد أن الرهان على الرابطة سيكون كبيرا من واقع أن الشباب بالسودان يمثلون 56% من السكان، وتعهد بدعم الرابطة ومساندتها.
وتلقت الرابطة وعودا بالمساندة أيضا من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وقال رئيس لجنة فلسطين بالجماعة أحمد زين العابدين إنهم "مع الرابطة قلبا وقالبا" باعتبار أن قضية فلسطين عقدية ومن الخزي والعار التعامل معها بصورة سياسية لأن "العدو" يعدّها قضية عقدية.
وترتب الرابطة السودانية لمقاومة التطبيع لتنظيم احتجاجات في الخرطوم والولايات على التطبيع حيث جهزت كمية كبيرة من لافتات عليها شعارات مناهضة لإسرائيل، فضلا عن طواف لمكتبها التنفيذي بالولايات يبدأ بشرق السودان للقاء زعماء الإدارة الأهلية.
مسارات المقاومة
ويشير المتحدث باسم القوى الشعبية لمناهضة التطبيع الصادق الحاج إلى أن الرابطة السودانية لمقاومة التطبيع أُسّست قبل القوى الشعبية لكن بناءها التنظيمي تأخر قليلا.
ويقول إن الرابطة ستعمل داخل الجامعات السودانية بناء على اتفاقات مع مديري هذه الجامعات، ولديها الآن اتصالات مباشرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأعلن أن الخطوة القادمة للرابطة تتمثل في إستراتيجية مقاومة التطبيع التي ستعتمد على مسارين، الأول المقاومة الإعلامية والإسفيرية لتفنيد الأكاذيب الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي.
ويضيف أن "المسار الآخر هو المقاومة المسلحة باعتبارها واجبا على كل مسلم"، محذرا شيوخ الدين الذين ينتقدون المقاومة الفلسطينية من أنه "لا مجال لتخوين الذين ينافحون عن الأقصى بالسلاح، إذ إن فلسطين ستحرر بالجهاد لا بالمهادنة".
المصدر : الجزيرة نت